التخطيط الاستراتيجيالقيادة والإستراتيجيةمهارات اتخاذ القرارمهارات التعامل مع الآخرينمهاراتنا

اتخاذ القرار الاستراتيجي يساعد المنظمات لتكون استباقية

اتخاذ القرار الاستراتيجي هو مهارة أساسية للقيادة الفعَّالة. كذلك تؤثر نتيجة اختيارات القائد بشكل كبير على الموظفين والعملاء والسوق وفي نهاية المطاف على نجاح المنظمة. يتطلب تطوير مثل هذه المهارة مزيجًا من المعرفة والخبرة والبديهة. كما يتطلب أيضًا عملية للمساعدة في تحديد المشكلة واختيار المسار الصحيح للعمل.

ما هو اتخاذ القرار الاستراتيجي

اتخاذ القرار الاستراتيجي هو عملية فهم تفاعل القرارات وتأثيرها على المنظمة لاكتساب ميزة. تكمن قوته الحقيقية في الجمع بين القرار الصحيح والوقت المناسب. علاوةً على ذلك، لتظل المنظمات قادرة على المنافسة والبقاء والاستمرار، كما يجب عليها اتخاذ قرارات من شأنها تعظيم النتائج قصيرة الأجل وتقليل المخاطر طويلة الأجل. علماً أن عملية اتخاذ القرار الاستراتيجي تعتبر شريان الحياة للمنظمة، وتكشف عن الاحتمالات والخيارات المستقبلية التي يمكن تنفيذها لتحقيق النجاح.

أسباب وأهمية اتخاذ القرار الاستراتيجي

يجب أن تعمل المنظمة بشكل أفضل في المستقبل سواء كان الحاضر أفضل أو أسوأ. لذلك من الضروري اتخاذ قرارات استراتيجية للتغلب على العقبات التي تعترض تقدُّم المنظمة. من هنا تظهر أهمية اتخاذ القرار الاستراتيجي بالنسبة للمنظمة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • يسهِّل التعلُّم التنظيمي، ويحسِّن الأداء والنتائج التنظيمية ويقلِّل احتمالية الفشل الاستراتيجي أو المنافسة.
  • يمكن أن يوفِّر للمنظمة ميزة تنافسية، مما يتطلب الحفاظ عليه كمهارة أساسية ومواصلة تطويرها باستمرار.
  • القرارات الإستراتيجية هي قرارات تتطلب درجة عالية من المسؤولية وتركز على الأهداف طويلة المدى. وهي بحاجة إلى الكثير من المعرفة حول العديد من الأشياء بما في ذلك العمليات والأنظمة والسياسات.
  • اتخاذ القرار الاستراتيجي هو كل شيء عن اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. لذا لا يتعلق الأمر باتخاذ القرار، ثم عدم التصرف بناءً عليه، بل بالتنفيذ الذي هو عملية القيام بالعمل في الواقع.
  • يمكن أن يكون الوسيلة لمعرفة ما هي أفضل طريقة لتحقيق هدف العمل وما هي المخاطر. لذلك يجب أن يكون لدى المنظمات عملية صنع القرار، المستندة على البيانات وتحليلها، والتي تتضمن مجموعة محددة جيدًا من السياسات والقواعد التي يلتزم بها الجميع.
  • يساعد المنظمات على أن تكون استباقية، حيث أن القرارات الإستراتيجية التي يتخذها قادة العمل تعمل على تحسين كفاءة المنظمة. علماً أن الطريقة التي يقررون بها مسار العمل المستقبلي للمنظمة.
  • يمكن أن يؤثر على المنظمة بطرق لا تعد ولا تحصى، من مقدار الأموال التي تجلبها إلى عدد الموظفين لديها، إلى نوع العمل الذي تقوم به، وكيف ينظر إليها عملاؤها والمجتمع.

خطوات اتخاذ القرارات الاستراتيجية

1. تحديد المشكلة (ضع في اعتبارك الأسئلة التالية):

  • ما المشكلة؟ هل يمكن حلها؟ هل هذه هي المشكلة الحقيقية أم هي أعراض مشكلة أكبر؟
  • هل تحتاج إلى اهتمام فوري أم يمكنها الانتظار؟ هل من المحتمل أن تختفي من تلقاء نفسها؟ هل يمكن المجازفة بتجاهلها؟
  • ما هو الهدف؟ ما الذي يجب أن ينجزه القرار؟

2. جمع المعلومات (ابحث عن معلومات حول كيفية حدوث المشكلة وسبب حدوثها):

  • أصحاب المصلحة: تحدث إلى الأفراد أو المجموعات المتأثرة بالمشكلة
  • الحقائق والبيانات: البحوث والدراسات المعيارية والمقابلات مع مصادر موثوقة والأحداث المرصودة
  • القيود: نقص التمويل والموارد والحواجز الثقافية
  • اسأل: ما الذي لا أراه؟ ماذا فاتني؟

3. تطوير وتقييم الخيارات (أنشىءْ مجموعة واسعة من الخيارات):

  • اختر الخيارات التي تبشر بالخير، والتي تحتاج إلى مزيد من المعلومات، ويمكن دمجها أو إلغاؤها، أو سيتم الطعن فيها.
  • وازِنْ مزايا / عيوب كل منها. ضع في اعتبارك تكلفة العمل، والخسارة المحتملة للروح المعنوية / العمل الجماعي، والوقت اللازم لتنفيذ التغيير، وما إذا كان يفي بالمعايير، ومدى كون الحل عمليًا.
  • توقَّعْ نتائج كل خيار
  • اسأل: ما هو الحل الأسوأ؟

4. اختيار الإجراء الأفضل (حدد الخيار الذي يلبِّي على أفضل وجه هدف القرار):

  • ضع في اعتبارك البيانات الواقعية، وحدسك، وذكائك العاطفي عند تحديد مسار العمل.
  • تقبَّلْ أن الحل قد يكون أقل من الكمال.
  • النظر في الحل الوسط. قد تؤدي المساومة على الحلول المتنافسة إلى اتخاذ القرار الأفضل.

5. تنفيذ ومراقبة القرار (ضع خطة لتنفيذ ورصد التقدم المُنجَز في القرار):

تعد قدرة المنظمة على اتخاذ القرارات الصحيحة عاملاً مهماً يمكن أن يحدد النجاح أو الفشل. ليست كل القرارات متساوية، ولا يلزم اتخاذ جميع القرارات في نفس اليوم، أو حتى في نفس الأسبوع. إذا كانت لديك فكرة، فيجب أن يكون لديك خطة ومسار وجدول زمني لتنفيذ فكرتك. من المهم أن يكون لديك فهم جيد للأفكار الأكثر قيمة للمنظمة، وبعد ذلك يمكنك استخدام البيانات لاتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة.

Show More

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
Back to top button