الإبداع والتغييرالقيادة والإستراتيجيةمستقبلنا

فهم أنواع التغيير التنظيمي يساعد في تنفيذ استراتيجية ناجحة وفعَّالة

التغيير التنظيمي هو عبارة عن تغيير موجَّه ومقصود وهادف وواعٍ يسعى لتحقيق التكيُّف البيئي الداخلي والخارجي، بما يضمن الانتقال إلى حالة تنظيمية أكثر قدرة على حل المشكلات. كما أنه من الضروري إدراك حاجة وأنواع التغيير التنظيمي لأهميتهما قبل البدء في تنفيذ استراتيجية إدارة تغيير ناجحة وفعَّالة. علماً أن إدراك الحاجة إلى التغيير ومعرفة كيفية جعل هذا التغيير ناجحًا هما مهارتان مختلفتان تمامًا.

أنواع التغيير التنظيمي

أنواع التغيير التنظيمي

من المهم تحديد أنواع التغيير التنظيمي قبل وضع وتصميم استراتيجية إدارة التغيير. حيث يساعد ذلك في تنفيذ خطة إدارة التغيير الصحيحة للحصول على أفضل النتائج الممكنة. كذلك ستساعدك معرفة نوع التغيير التنظيمي أيضًا في اختيار أدوات إدارة التغيير المناسبة.

فيما يلي الأنواع الأكثر شيوعًا للتغيير التنظيمي:

1. التغيير الاستراتيجي

يتضمن التغيير الاستراتيجي إجراء تغييرات على سياسات المنظمة أو هيكلها أو عملياتها. حيث يساعد المنظمة في تحقيق أهدافها، أو تعزيز الميزة التنافسية في السوق، أو الاستجابة لفرص السوق أو التهديدات. على سبيل المثال، تطبيق التكنولوجية الذكية والتحولات الابتكارية تؤدي إلى ضرورة إجراء تغييرات على هيكلية وعمليات المنظمة. وبالتالي تطوير وتحسين استخدام المهارات والموارد لابتكار أفكار جديدة أو تحسين الخدمات الحالية للمنظمة من أجل تلبية متطلبات العملاء الجديدة والمتغيرة.

2. التغيير التنظيمي المتمحور حول الأشخاص

عند تنفيذ تغيير يتمحور حول الأشخاص، يجب على القيادة أن تضع في اعتبارها أن الموظفين سيقاومون التغيير تلقائياً وطبيعياً. على سبيل المثال، قد تتطلب التغييرات في مسؤوليات وأدوار الموظفين تدريبًا إضافيًا أو تحسين المهارات وإعادة هيكلة الفرق. لذلك، كقائد عمل ناجح، من الضروري أن تتواصل مع فريقك وموظفيك ويكون لديك استراتيجية هادفة لتنفيذ التغيير. علماً أن التغيير المتمحور حول الأشخاص يتطلب من القائد أن يمتلك الكثير من الصفات والمهارات ومنها مثلاً أن يكون ذكي عاطفياً وذو شفافية عالية.

3. التغيير الهيكلي

تشمل التغييرات الهيكلية تحولات رئيسية في التسلسل الهرمي للإدارة، وتنظيم الفريق، والمسؤوليات المنسوبة إلى الإدارات المختلفة، وسلسلة القيادة، وهيكل الوظيفة، والإجراءات الإدارية. علماً أن هذه التغييرات هي نتيجة عوامل داخلية أو خارجية وتؤثر عادةً على كيفية إدارة المنظمة. وغالبًا ما تتداخل مع التغييرات التي تتمحور حول الأشخاص لأنها تؤثر بشكل مباشر على جميع موظفي المنظمة. على سبيل المثال، عند إنشاء فرق أو أقسام جديدة يؤدي ذلك إلى النقل الضروري للأفراد والواجبات وتغيير الأدوار، مما يخلق بعض التوتر لدى هؤلاء الموظفين. لتبسيط العملية، كقائد استراتيجي، عليك أن تبرِّر التغيير بمنطق واضح، وتشرح الفوائد، وتسلِّط الضوء على الإيجابيات. مع الاشارة الى أن الأمر لا يتعلق بأخذ المسؤوليات، بل بالتركيز على نقاط القوة لدى كل موظف.

4. التغيير التكنولوجي

غالبًا ما يتضمن التغيير التكنولوجي إدخال برنامج أو نظام جديد لتحسين العمليات في المنظمة. حيث تؤدي المنافسة المتزايدة في السوق والتكنولوجيا المتطورة باستمرار إلى ضرورة هذا التغيير. على سبيل المثال، عند إدخال تقنية جديدة كتطبيقات الذاء الاصطناعي، كقائد مستقبلي يجب أن يكون لديك خطة انتقال قوية. لأنه عليك أن تعرِّف موظفيك بسبب أهمية هذه التقنية الجديدة وما الذي يجعلها أفضل من الحلول السابقة. وكذلك توضيح كيفية دعمك لهم أثناء الانتقال، مع الاشارة إلى الفوائد الرئيسية التي يمكن تحقيقها من هذا التغيير.

5. التغيير غير المخطط له

التغيير غير المخطط له هو إجراء ضروري بعد أحداث غير متوقعة. لذلك لا يمكن التنبؤ به، ولكن يمكن التعامل معه من خلال إدارته بفعَّالية. على سبيل المثال، التحوُّل غير المتوقع للموظفين إلى العمل عن بُعد بسبب جائحة كورونا COVID-19. كقائد عمل متميِّز، عليك صياغة استراتيجية إدارة تغيير واضحة المعالم تحدد الهدف والاتجاه الذي تريد أن يتبعه هذا التغيير.

التغيير العلاجي

يحدث هذا النوع من التغيير عندما يتم تحديد مشكلة ويجب اتخاذ إجراءات فورية لحلها. علماً أن فائدة التغيير العلاجي تكمن في أن الحكم على نجاحه سريع وبسيط بسؤال واحد فقط  هو “هل تم حل المشكلة أم لا؟”. على سبيل المثال، معالجة قضايا التواصل مع العملاء، حيث أن هناك فرق كبير بين مجرد التعامل مع التواصل مع العملاء وبين وجود استراتيجية اتصال فعالة. لذلك إذا لم ينجح ما تفعله، فأنت بحاجة إلى التكيُّف بسرعة.

تتطلب الأنواع المختلفة من التغيير التنظيمي استراتيجيات مختلفة. وبما أن العديد من التغييرات ستقع في مكان ما بين التكيُّف والتحويل، لذا يجب أن يتم تكييف أو تحويل كل شيء وفقًا لنوع التغيير الذي سيتم إجراؤه. لهذا السبب، يحتاج المديرون المستقبليون إلى فهم أن عملية التغيير يجب أن تتناسب مع التحديات والمتطلبات الفريدة لكل موقف.

اظهر المزيد

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
زر الذهاب إلى الأعلى