مدير التغيير والتطوير التنظيمي: ” الأدوار والمهارات “
بينما ندرك أهمية دور المديرين في التحوُّل الناجح. فإننا غالبًا ما نتجاهل حقيقة أن تبنِّي التغيير والتطوير التنظيمي يجب أن يحدث في صميم الموظفين كقوى عاملة تنظيمية. قد يكون التركيز والثقة أكثر من اللازم على قدرة المدراء على القيادة. مما أدى إلى فقدنا القدرة على ملاحظة سبب فشل إدارة التغيير والتطوير التنظيمي. علاوة على ذلك، يجب على مدير التغيير والتطوير التنظيمي أن يكون ثاقبًا ويمتلك مهارات متقدمة تمكِّنه من رؤية المستقبل. وكذلك تنفيذ عملية التغيير بشكلٍ سلس يحقق أهداف المنظمة وموظفيها على حدٍ سواء. إضافة لذلك، هو بحاجة إلى إلقاء نظرة على الصورة الكبيرة والتعبير عن تغيير وتطوير تنظيمي عالي المستوى للمنظمة. وشرح سبب حدوثه، وتحفيز الموظفين على دعم عملية الانتقال.
مدير التغيير والتطوير التنظيمي
مدير التغيير والتطوير التنظيمي هو مهني ومحترف. حيث تتمثل مهمته الرئيسية في التأكد من أن موظفي المنظمة يتكيفون بسرعة وكفاءة مع مبادرات ومشاريع التغيير والتطوير التنظيمي المختلفة. كذلك فإنه يركز بشكل أساسي على كيفية تأثير التغييرات في أنظمة وعمليات الأعمال. أو تنفيذ التكنولوجيا الجديدة على الموظفين الحاليين وإنشاء خطط إدارة التغيير تقلل من مقاومة الموظفين للتغيير. وبالتالي فهو يحتاج إلى إنشاء أنظمة تشجع الموظفين على الاعتماد السريع للتقنيات الجديدة. وكذلك أيضاً للطرق الجديدة لأداء العمليات المختلفة، بهدف نهائي هو تحسين عائد المنظمة على الاستثمار.
الأدوار والمسؤوليات
المدراء أكثر تركيزًا على إنجاح عمليات انتقال الأعمال. يركزون على تنفيذ التغيير والتطوير التنظيمي من خلال تحديد الخطوات المنفصلة التي يجب أن تحدث وتسلسلها. كذلك يتحملون أيضاً مسؤولية تخصيص الموارد، مثل الموظفين، وتحديد كيفية قياس النجاح. من الناحية المثالية، سيكون القادة أيضًا مديرين، ولكن من المسؤولية الأساسية للمدير معرفة كيفية تصميم العمليات وتوجيهها وتشكيلها.
علاوة على ذلك، يتمثل دور المديرين والمشرفين في إضفاء الشرعية على التغييرات التي تؤثر على فرق العمل التي يقودونها. لذلك يجب أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في إنتاج نتائج التغيير والتطوير التنظيمي. حيث يتطلع الموظفون إلى مديريهم للحصول على تعليمات علنية وإشارات خفية حول كيفية تأثير التغييرات القادمة داخل المنظمة على دورهم. فيم يلي بعض أدوار ومسؤوليات المدير:
- إنشاء عملية إدارة التغيير والتطوير التنظيمي وتنفيذ الأدوات لمساعدة جميع موظفي المنظمة بسرعة على تبني أي تغييرات تحدث بسبب مشروع جديد.
- دعم جميع الجهود المبذولة لإيصال التغييرات، إلى جانب طرق تقليل تأثيرها على الموظفين.
- إجراء دراسات وتحليلات باستمرار لتقييم كيفية تأثير التغييرات على الموظفين، إذا كان المديرون والمشرفون مستعدين لتنفيذها ومن هم الأشخاص الأكثر أهمية في المنظمة عندما يتعلق الأمر بإنفاذ التغييرات.
- تطوير برامج التدريب والوثائق لمساعدة المديرين والمشرفين على تنفيذ الممارسات المختلفة التي من شأنها أن تجعل أي انتقال أسهل على الموظفين.
- تحديد أي مخاطر محتملة مرتبطة بالتغييرات المقترحة والتخفيف من حدتها.
- تحديد أي مقاومة داخلية أو خارجية للتغييرات المقترحة وإدارتها وفقًا لذلك.
- مساعدة الإدارة في تحديد أدوار ومسؤوليات الموظف بعد تنفيذ بعض التغييرات.
- تحديد والإبلاغ عن أي مشاكل تنشأ نتيجة تنفيذ التغييرات المختلفة داخل المنظمة.
- إنشاء المقاييس ذات الصلة لقياس نجاح التغيير المنفذ.
- تنفيذ إجراءات إدارة التغيير والتطوير التنظيمي على المستوى التنظيمي.
المهارات
- مهارات الاتصال: يجب أن يكون مديرو التغيير والتطوير التنظيمي قادرين على التواصل الفعَّال مع الجميع داخل المنظمة، حيث يحتاجون إلى تعزيز وشرح جميع الإجراءات المتعلقة بالتغيير.
- مهارات إدارة المشروع: عادة ما يكون تنفيذ التغيير على نطاق واسع داخل المنظمة مشروعًا كبيرًا ويحتاج مديرو التغيير والتطوير التنظيمي إلى أن يكونوا قادرين على التفكير كمديرين للمشروع، وتحديد أي مشاكل حالية ومحتملة بسرعة ومن ثم التوصل إلى حلول.
- المهارات الشخصية: بالنظر إلى حقيقة أن الدور الرئيسي لمدير التغيير والتطوير التنظيمي هو التأثير على الآخرين للتكيف بسرعة مع التغيير، فإن امتلاك المهارات الشخصية المناسبة لإقناع الآخرين بصحة خططك هو مهارة حاسمة لهذا الدور.
- مهارات التفكير الاستراتيجي: يمكن أن تؤثر الحلول التي ينفذها مدير التغيير والتطوير التنظيمي على المنظمة بعدة طرق، سواء في لحظة تنفيذها أو في المستقبل. علاوة على ذلك فإنهم يحتاجون إلى التفكير بشكل استراتيجي والتأكد من أن أي إجراء يقومون بتنفيذه هو لصالح المنظمة.
- مهارات الذكاء العاطفي: القادة الأذكياء عاطفياً لا تكون تصرفاتهم وقراراتهم ردود أفعال، بل يختارون التصرف الأفضل والقرار الأفضل في أي موقف يواجهونه. لذا امتلاك مدير التغيير والتطوير التنظيمي مهارة الذكاء العاطفي تساعده على سهولة التواصل مع الموظفين والفريق وأيضًا طرق التعبير عن المشاعر المختلفة واختيار الوقت المناسب لعرض بعض الأفكار خلال سير عملية التغيير.
- مهارات إدارة التكنولوجيا والابتكار: تنطوي مهارة إدارة التكنولوجيا والابتكار على التخطيط والتنفيذ والتقييم والرقابة على موارد المنظمة وإمكانياتها من أجل بناء قيمة وميزة تنافسية. حقيقة الأمر هو أنَّ التغييرات في الهياكل التنظيمية ما هي إلَّا ثمرة ونتيجة للابتكارات والتكنولوجية المرتبطة بكيفية إنجاز العمل. لذلك من الضروري أن يمتلك مدير التغيير والتطوير التنظيمي مهارة إدارة التكنولوجيا والابتكار ليتمكَّن من تنفيذ عملية التغيير بفعَّالية عالية السمتوى تتناسب والتحولات الابتكارية في المنظمة.
- مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار: امتلاك مدير التغيير والتطوير التنظيمي لهذه المهارات يشير إلى القدرة على إيجاد الحلول الفعّالة لمختلف المشكلات التي تواجهه خلال عملية إدارة التغيير، وفي الوقت المناسب الذي يضمن تفادي الخسائر أو تقليلها قدر الإمكان. وكذلك تضمن له الوصول للحلول المناسبة في الوقت المناسب.
يختبر العديد من المديرين التغيير والتطوير التنظيمي طوال حياتهم المهنية. من خلال تعلم كيفية استباق التحديات المرتبطة بالتغيير والتطوير التنظيمي والتصدي لها. يمكنك كمدير مستقبلي التأكد من أنك مجهز بالمهارات والمعرفة اللازمة لإدارتها.