التطوير الشخصيمهارات الإبداعمهارات شخصيةمهاراتنا

نصائح وخطوات مهمة تجعلك أكثر إبداعاً

قد تفكر في الابداع، أو سمة شخصية يمتلكها بعض الأشخاص بشكل طبيعي، مثل رواد الأعمال الناجحين والمبدعين. كُن أكثر إبداعاً باتخاذ الخطوات المناسبة لذلك. علما أنها عملية تعتمد فيها الخطوات على خيال وأصالة أكبر على بعضها البعض. في الواقع، لابد أن يكون هناك تحوُّل جذري في طريقة تفكير معظم الناس. إن الخروج بأفكار جيدة ليس شيئاً نتركه حتى تكون هناك حاجة ملحَّة. بدلاً من ذلك، إنها مهارة يمكن ممارستها يومياً لحل مشاكل الحياة وكذلك اكتشاف فرصها.

تشعر وكأنك تفتقر إلى الخيال؟ كُن أكثر إبداعاً … يتطلب الأمر تدريباً فقط.

كُن أكثر إبداعاً باتباع عينة من النصائح التي يمكن أن تساعدك لتحقيق ذلك:

1. اطرحْ السؤال الصحيح

يوجد العديد من التقنيات لتوليد الكثير من الأسئلة:

  • اكتب بسرعة 10 أشكال مختلفة لنفس السؤال، مع ملاحظة عدم الإفراط في التفكير.  
  • تصحيح أخطاءك. انتقد بشدة منتجاً أو موقفاً غير كامل تتعامل معه كل يوم. يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الابداع لأن المشكلات الصغيرة غالباً ما تكون أعراض مشاكل أكبر.  
  • اصنع شيئاً ثم أعِدْ تفسيره. عليك أن تصنع شيئاً غير مألوف لديك. هذه العملية تلغي افتراضاتك الأولى، وتجبرك على التفكير في وجهات نظر جديدة.

2. كن خبيراً

سر النجاح الاستثنائي لا يكمن في القدرة الطبيعية، ولكن في الممارسة الدائمة. في الواقع، تشير الأبحاث أنه حتى يكون أداؤك عالي المستوى في مهارةٍ ما، يتطلب 1000ساعة من الممارسة. ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على القيام بنفس الشيء مراراً وتكراراً. بل يجب أن تُتقِنَ المهام التي تتجاوز قدراتك قليلاً. عليك أن تصبح خبيراً في مجالٍ ما قبل أن تكون مبدعاً فيه. لا يحب المبدعون الناجحون المعرفة فقط، بل يسعون للحصول عليها. لا يمكنهم التوقف عن طرح الأسئلة، وهم دائماً ما يتجاوزون ما تعلموه من المعلمين والكتب.  

3. كنْ منفتحاً ومدركاً

يبحث المبدعون دائماً عن الحلول الممكنة. يمكنك القيام بذلك بأن تصبح أكثر وعياً وممارسة اليقظة الذهنية، والتي تتضمن ملاحظة الأشياء عن قصد وعدم ربط الأشخاص الذين تقابلهم بناءً على توقعاتك أو الفئات التي حددتها في عقلك. بدلًا من ذلك، حاول أن تكون منفتحاً وفضولياً وقاومْ تنميط الناس. وابتعِدْ عن التشدُّد والتشبث بالفكرة الواحدة، وعدم النظر إلا من وجهة نظر واحدة وزاوية واحدة للأمور. علماً أن هذا لن يفيدك أثناء التفكير الإبداعي و “خارج الصندوق“!.  

  • اصنع حظك الخاص. وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم محظوظون يميلون إلى ملاحظة الأشياء أكثر من الأشخاص غير المحظوظين الذين يصفون أنفسهم بأنهم غير محظوظين. كما أنهم يعملون على فرص غير متوقعة ويتواصلون بشكل جيد مع الآخرين لأنهم فضوليون. يميل الأشخاص غير المحظوظين لأن يكونوا متوترين ويركزون على أهداف ضيقة لدرجة أنهم يفوِّتون الفرص.
  • لا تدعْ الحوادث تزعجك. ظهرت الكثير من الاختراعات لأن شخصاً ما لم يتخطى حادثاً، بل درسه بدلاً من ذلك.
  • العب بألعاب الأطفال. لعب الأطفال جيد ويساعد في تكوين روابط جديدة. على سبيل المثال، إذا دخلت في أي شركة فائقة الابداع تقريباً، فستجد ألعاباً في كل مكان.

يُعدّ الأطفال الصغار مبدعين إلى حد مذهل بسبب فضولهم وخيالهم وتعطُّشهم إلى المعرفة، إذ إنهم يطرحون أسئلة حول جميع الأمور؛ لأنها جديدة عليهم، ويظهر ذلك خاصةً عند اللعب مع الأطفال، إذ أن الأسئلة تُرضي فضولهم وتُنير عقولهم وتفكيرهم. وعند طرح الأسئلة تتولد في الخيال أفكار تساعد في تقنية التفكير الإبداعي.

4. العبْ وتخيَّلْ

عندما تلعب، يمكن أن ينشط عقلك ويكون لعقلك الباطن وقتاً للعمل. هذا هو السبب في أن الإجازة من العمل ضرورية ليزدهر الابداع.

  • اكتشف المستقبل. تخيل نفسك تحقق نجاحاً هائلاً بعد خمس سنوات من الآن. اكتب أكبر عدد ممكن من التفاصيل حول شكل هذا النجاح.
  • اتركْ شيء وارجع له. إذا تركت مهمة في نهاية اليوم غير مكتملة قليلاً، فقد يكون من الأسهل البدء في اليوم التالي. هذا لأن الخيوط المعرفية تُترك معلقة في ذهنك، وبينما تقوم بأنشطتك غير المتعلقة بالعمل، قد يعلق عقلك الباطن عليها ويمنحك نظرة ثاقبة مفاجئة.
  • كن مبتدئاً. تعرَّف على كيفية القيام بشيء جديد.

5. توليد الكثير من الأفكار

هذا هو الجزء الذي تأتي فيه بالأفكار، والكثير منها.

  • ضع قائمة بالاستخدامات غير المعتادة للأدوات. امنح نفسك خمس دقائق لتخرج بقائمة طويلة. لا تقلق بشأن ما إذا كانت أفكارك غبية أم لا.
  • حاول تغيير شكل الاتصال. هذا هو المكان الذي تستخدم فيه الارتباط الحُّر للاستمرار في إنشاء كلمات جديدة. لكن المسألة تكمن في استخدام نوع مختلف من الاتصال بين كل واحد.
  • حدِّدْ وقت الفكرة. حدِّدْ وقتاً عادياً عندما تكون هادئاً ومسترخياً وغير مشتَّت الذهن. أثناء قيامك بذلك، ستلاحظ ظهور أفكار جديدة.

6. صهر الأفكار

يتضمن هذا الأمر الجمع بين الأشياء التي لا تتوافق فيما بينها معاً في العادة. صنَعَ الأشخاص الذين تلقوا الكلمات غير ذات الصلة قصصاً أكثر إبداعاً.

  • اعمل ارتباطات عن بعد. على سبيل المثال اذهب إلى الصفحة 123 في كتابين مختلفين وابحث عن الجملة الخامسة في كل كتاب. الآن قم بإنشاء قصة تحكي العلاقة بين المعلومات في الصفحتين.
  • استخدم القياس. ابحث عن تشابه بين شيئين يبدو على للجميع مختلفاً. ابحث عن شيء تمت إزالته من مشكلتك، ثم حدِّد خمس خصائص هيكلية له.
  • الانخراط مع أشخاص مختلفين عنك.  

7. اختر أفضل الأفكار

إذا كنت قد اتبعت الخطوات الست الأولى، فيجب أن يكون لديك الكثير من الأفكار. الآن المسألة هي اختيار الأفضل.

  • اعرف ما تبحث عنه. للقيام بذلك، عليك أن تثق في حدسك، بمعنى أن الفكرة لها جمال. يمكنك الذهاب إلى أفكار بسيطة وأنيقة وقوية.
  • اجعل الأفكار تتنافس مع بعضها البعض. حدِّد اثنين من الأفكار وحدِّدْ كيف يختلفان، حتى في أكثر الطرق دقة. ستصل إلى مجموعات الأفكار ويمكنك النظر في الاختلافات المثيرة للاهتمام بين الأفكار؛ ربما تختلف جميعها على نفس البعد.
  • انظر إلى ما وراء الخير. بمجرد أن تقرر أن الفكرة جيدة، حدِّد إيجابياتها وسلبياتها، وخصص لكل واحدة رقماً من (1 إلى 10) وفقًا لمدى أهميتها. يجب أن يكون إجمالي الايجابيات أعلى بكثير من رصيدك للسلبيات. يجب أن تفكر أيضاً في أسوأ سيناريو. ما الأشياء السيئة التي قد تحدث إذا لم تنجح فكرتك؟
  • لا تتوقف عن البحث والتدقيق. دائماً يمكن أن يكون كل شيء أفضل. ابحث عن محامي الشيطان للتوصل إلى مجموعة من الأسباب التي تجعل فكرتك سيئة. أو اطلب من الأشخاص الذين تثق بهم أن يكونوا صادقين معك للنظر بشكل نقدي في فكرتك. وحتى الأفكار الفاشلة يمكن إعادة توظيفها.  

يمكنك لتحقيق ذلك استخدام تقنية “قبعات التفكير”. علماً أن هذه التقنية مربكة لجميع المناطق البيئية المشتركة، وطُوّرت هذه التقنية الشهيرة من قبل إدوارد دي بونو في أوائل الثمانينات، وهي الآن مستخدمة من قبل الشركات في جميع أنحاء العالم، إذ تنطوي على وضع مجموعة مختارة من القبعات المجازية عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار كما تتيح التفكير في الموضوعات واتخاذ القرار بأسلوب عقلاني ومبدع، وتُمثل كل قبعة اتجاهاً مختلفاً، وقد صنفت حسب الألوان على النحو الآتي: البيضاء: تُمثل الحقائق – الحمراء: تُمثل العواطف – السوداء: تُمثل الحكم والحذر – الصفراء: تُمثل المنطقية –الخضراء: تُمثل الابداع – الزرقاء: تُمثل التحكم.

8. اصنع شيئاً من أفكارك الرائعة

استخدِمْ “التفكير التصميمي“، الذي يسعى إلى إدخال نسخ بسيطة من فكرة إلى العالم في أقرب وقت ممكن، ربما في غضون ساعة أو يوم، باستخدام مواد بسيطة لإعطاء شكل لمفهوم جديد. إنها طريقة تفكير تؤدي غالباً إلى المزيد من الأفكار. كما أنه نموذج فعّال لمواجهة التحديات وحل المشكلات وتطوير وتحسين الحياة من خلال إيجاد حلول ابتكارية وإبداعية غير تقليدية تتمحور حول الإنسان وترتكز على فهم احتياجات الجمهور المستهدف ورغباتهم.

  • ارسم صورة. حتى إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع الرسم، ولا يجب على أي شخص أن يرى ما ترسمه على الورق. استفد في ذلك من المشكلات التي تواجهك وحوِّلها الى رسومات واسكتشات على الورق. على سبيل المثال، علاقتك بشخص ما أو عبء العمل المرهق.  
  • اصنع لوحة ملصقات. احصل على عدد من المجلات وابحث عن الصور والإعلانات. قم بقص أي شيء يتعلق بمشكلتك بأي طريقة وألصقها على قطعة كبيرة من لوحة الملصقات. احتفظ بهذا الفن بالقرب من مكتبك حيث يمكنك التفكير فيه. قد تحصل على منظور جديد لمشكلتك.

إنّ أعظم ما توصل إليه العلماء هو أنّ الابداع لا يأتي نتيجة للذكاء الخارق، أو التفكير المتجدد والعصري. بل هو مسألة التدرُّب على ممارسة التخيل والحلم. لذلك يجب على كلّ من يسعى ليكون مبدعاً أن يخصّص وقتاً كفياً كل يوم لممارسة التأمُّل، التصوُّر، التخيُّل وأحلام اليقظة. على الرغم من أنّ ذلك سيبدو سهلاً، إلا أنّ طبيعة الحياة المعاصرة تفرض سيطرتها لكيفية الاستفادة من هذا الوقت المُخصص نتيجة للأعمال الروتينية اليومية والأعباء بالاضافة إلى متابعة وسائل التواصل الاجتماعية.

اظهر المزيد

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
زر الذهاب إلى الأعلى