عقلية حل المشكلات هي حجر الزاوية في ريادة الأعمال

ريادة الأعمال ليست مهنة سهلة أو بسيطة، ولكن كما هو الحال في أي مجال، هناك مبادئ أساسية تحكم النجاح. إذا كنت تريد أن تصبح رائد أعمال ناجحًا، فيجب على عملك سد فجوة أو حل مشكلة أو تقديم وابتكار منتج جديد. سواء أكان الأشخاص الناجحون في حل مشكلات ريادة الأعمال يستخدمون مواهبهم الطبيعية لإيجاد النجاح، أو ما إذا كانت هذه المهارات قد تم تطويرها بعد سنوات من الخبرة، فإن رواد الأعمال الناجحين لديهم عقلية حل المشكلات التي تساعدهم في ايجاد الحلول بشكل مختلف عن غيرهم من المهنيين.

بصفتك رائد أعمال وقائد فريق، ستكون مسؤولاً عن تحديد وحل مشاكل عملائك وشركائك وموظفيك ومؤسستك تمامًا. حيث أن حل المشكلات هي حجر الزاوية وأحد أهم جوانب ريادة الأعمال.

عقلية حل المشكلات

كرائد أعمال، أنت تحل المشاكل يوميًا. لأنه، الحقيقة، من السهل وقوعك ضحية لفخ حل المشكلات. لكن تبنِّي عقلية حل المشكلات يمكن أن يجعل عملك أكثر كفاءة من أي وقت مضى. في الواقع، إن تبنِّي عقلية حل المشكلات هو مواجهة أي تحدِّي والنظر إليه من منظور مختلف للتغلب عليه، مع وضع جميع جوانب العمل في الاعتبار.

رائد الأعمال الناجح يدرك تماماً أن حل المشكلات يمثل مصدرًا للحيوية. من ناحية أخرى، فإن حل المشكلات هو موهبة يمكن تطويرها. للقيام بذلك بشكل جيد يتطلب التركيز على العديد من الأنشطة والممارسات التالية:

1. حافظ على موقف إيجابي

إن ظهور مشاكل أثناء بدء تشغيل المؤسسات الناشئة يعتبر أمراً طبيعياً. لذلك،إذا شعرت بالغضب أو أبديت موقفًا سلبيًا تجاه الفريق بشأن المشاكل، فسوف تعرِّض النجاح المحتمل لشركتك الناشئة للخطر. غالبًا ما يكون حل المشكلات الناجح حالة ذهنية أكثر من أي مهارة أو عملية معينة.

2. تعلَّمْ الاستماع غير الدفاعي

لا يمكن للمرء حل مشكلة إذا لم يراها أو يفهمها. لذلك إحدى التحديات التي يواجهها العديد من رواد الأعمال الطموحين هو عدم رؤية وفهم المشاكل التي يواجهونها بسبب حماسهم وتسرُّعهم وعدم اعترافهم بوجود مشكلة قائمة. لذلك عليك أن تصغي أكثر من أن تتحدث، وتعلَّمْ ممارسة الاستماع غير الدفاعي إلى المستشارين الرئيسيين وأعضاء الفريق والعملاء.

3. التواصل الفعَّال

رائد الأعمال الناجح هو الذي يتواصل بفعَّالية مع فريقه ويحدد الاجراءات الأولية لحل المشكلات. إضافة لذلك يتحملون المسؤولية بشكل علني وصريح ويلتزمون بتقديم الحل المناسب.

4. ما خاب من استشار

أثناء بدء تشغيل المؤسسات الناشئة تظهر بعض المشاكل الفريدة من نوعها. كرائد أعمال ناجح، لا تتردد في الحصول على اسشارات من ذوي الخبرة. واعتمد مبدأ “ما خاب من استشار”، حيث أن تعدد وجهات النظر ورؤيتها من عدة جهات مختلفة تساعد في حلها بسرعة أكبر وبنجاح.

5. استندْ الى البيانات وتحليلها

المشكلات بطبيعتها، تحتاج إلى معلومات وبيانات تساعد في اتخاذ القرار المناسب لحلها. كرائد أعمال مستقبلي، عليك الحصول على المعلومات من مصادرها المناسبة والموثوقة وتحليلها. وبالتالي تستطيع اتخاذ القرار المناسب والمستند على البيانات لحل المشكلة القائمة.

6. أوجدْ آلية تتبُّع

إهمال أو عدم الاهتمام بالمشكلة عند ظهورها يحولها إلى أزمة، مما يزيد من تعقيداتها وصعوبة حلها بسرعة تتوافق وسير عمل المؤسسة. تفادياً لذلك، عليك ايجاد آلية أو نظام لتتبُّع كل مشكلة منذ نشوئها، مما يحافظ أيضًا على تركيزك على المشكلة حتى يتم حلها.

7. ضعْ مقاييس

من الطبيعي عند بدء المؤسسات الناشئة تكون الجهود مركزة بشكلٍ كبير على البيئة الخارجية للمنظمة كالعملاء، الذين يشكلون المصدر الرئيسي لايرادات المنشأة. نتيجة لذلك يقلُّ التركيز على حل المشكلات الداخلية عند نشوئها، أو يمكن عدم الاهتمام بها مما يؤدي إلى تفاقمها. وبالتالي عليك التأكد من وجود مقاييس لعدد المشكلات ووقت الحل وتأثير الإيرادات.

8. حلِّلْ المشكلات السابقة

تأكيداً للاهتمام والمتابعة عليك تحليل للمشكلات التي واجهتها المنشأة والطرق التي تم بها حلها. حيث يساعدك تحليل بيانات ومعومات هذه المشكلات في تفادي مشكلات مماثلة أو شبيهة بها. علماً أنه ليس هناك مشكلة نفس الأخرى، ولكن المراجعة والتحليل تزوِّدك بالكثير من المؤشرات التي تساعدك في حل المشكلات التي تواجهها.

يحتاج كل رائد أعمال طموح إلى تطوير عقلية حل المشكلات. لذا، هناك الكثير لتكسبه من تبني أساليب حل المشكلات التي يتبعها كبار صانعي القرار في مجال ريادة الأعمال. سيساعدك تطبيق أنماط مختلفة من التفكير وأساليب القيادة الجديدة والانفتاح على المزيد من خيارات حل المشكلات المحتملة على حل المشكلات بشكل أكثر شمولاً وجني نتائج أفضل على المدى الطويل.