مهارات الإبداعمهارات الادارة المهنيةمهارات التعامل مع الآخرينمهارات الذكاء العاطفيمهاراتنا

الذكاء العاطفي يعزِّز النجاح الشخصي والمهني

في عصر الرقمنة والروبوتات والأوبئة يتغير عالم العمل وصناعة الخدمات بسرعة. وبشكلٍ فعلي يتم أتمتة الوظائف والأنشطة بشكل متزايد، والموظفون وأماكن العمل أصبحت أكثر فأكثر عن بعد ومتباعدة وافتراضية وعالمية. في حين أن هذه التكنولوجيا والتحوُّل يوفران العديد من الفرص والفوائد، بما في ذلك زيادة المرونة والإنتاجية والأداء، فمن الأهمية بمكان عدم إغفال اللمسة البشرية. لذلك هناك طلب متزايد على المهارات الشخصية مثل الذكاء العاطفي والتعاطف والنزاهة على الموظفين والقادة. كما يعتبر تطوير الذكاء العاطفي عنصر حاسم ومهم في القيادة، حيث تعتبر القدرة على إدارة العواطف، وكذلك التعرف على الآخرين والتأثير عليهم، من أقوى مؤشرات الأداء في مكان العمل.

فوائد الذكاء العاطفي في مكان العمل

نجاح عملك لا يعتمد فقط على المهارات التقنية، بل يعتمد أيضاً على مدى تفاعلك مع القوى العاملة وفهمها وتحفيزها. لذلك فإن مهارات إدارة الأشخاص الفعالة بشكل عام، ومهارة الذكاء العاطفي بشكل خاص ستساعدك على تقليل الصراع وجعل مكان العمل أكثر ايجابية، وجعل الموظفين أكثر إنتاجية. لذلك لا تعمل فقط على تطوير ذكاءك العاطفي فحسب، بل يجب عليك أيضاً مساعدة موظفيك على تطوير مثل هذه المهارات الشخصية المهمة. لأن الموظفين ذوي الذكاء العاطفي العالي هم متعاونون ولديهم دوافع ذاتية ويسهل التعامل معهم وجيدون في بناء علاقات إيجابية مع الزملاء والعملاء. علماً أنه إذا كنت تتطلع إلى التقدم في حياتك المهنية، فعليك أن تتقن مهارة الذكاء العاطفي.

لنلقِ نظرة على بعض الأساليب الفعّالة التي يمكنك استخدامها لتنمية وتطوير ذكائك العاطفي:

1. نظِّمْ ذاتك

يشير التنظيم الذاتي إلى كيفية إدارة عواطفك وسلوكياتك ودوافعك. كلما زاد وعيك بنفسك، أصبح الأمر أسهل. فإذا تمكنت من التعرف على ما تشعر به ولماذا؟، يمكنك إدارة عملك بشكل مناسب. لذلك إذا اعترفت بمشاعرك وأعطيت نفسك وقتاً لمعالجتها، يمكنك صياغة طريقة تعاملك بعناية وتجنب فعل أي شيء قد يعرض النوايا الحسنة للخطر التي عملت بجد لبنائها.

2. جرِّبْ اليوميات ودوِّنْ أفكارك

في نهاية يوم العمل، فكِّر في كيفية سير اجتماعاتك ومشاريعك وتفاعلاتك سواء كانت إيجابية أو سلبية. ومن خلال تدوين أفكارك، يمكنك تحديد أنماط معينة حول سلوكياتك وردود أفعالك، بالإضافة إلى أنماط أخرى. أين تميَّزت؟ كيف هو شعور موظفيك؟ هل هناك أشخاص أو مواقف معينة أحبطتك، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا؟. كلما كنت أكثر دقة وشفافية، كان ذلك أفضل. وعليه فإنك ستصبح أكثر وعياً بما يزعجك، بحيث يمكنك تجنب حدوث ذلك في المستقبل، أو ترسيخ وتعزيز الإجراءات التي ثبُت أنها ترفع معنويات الموظفين.

3. مارسْ مهارات القيادة

مهارات القيادة ليست فقط للقادة، بل إنها مخصصة لأي شخص يرغب في أخذ زمام المبادرة واتخاذ قرارات حكيمة ولديه القدرة على حل المشكلات. لذلك يمارس الأشخاص الأذكياء عاطفياً هذه المهارات بشكل دائم وبسهولة عند الحاجة.

4. ابقَ متحفِّزاً

المدراء وقادة العمل الناجحون يكتشفون ما يحفِّز موظفيهم، ويستعملون تلك المعلومات ليدرِّبوهم على الأداء بأعلى مستوياتهم. علماً أن ما يفعله المدير وما لا يفعله يؤثر مباشرة على أداء الموظفين. وكذلك من أفضل صفات المدراء الأذكياء عاطفياً أن يظلوا متحفِّزين ويحفِّزون الآخرين بموقفهم الإيجابي. علماً أنهم لا يستطيعون تحفيز الآخرين، لكنهم يستطيعون أن يخلقوا بيئة ايجابية وأكثر إنتاجية تحفِّزهم للقيام بالأعمال المطلوبة منهم.

5. تواصلْ بحزم وثقة

أسلوب التواصل بحزم وثقة هو التواصل مع الآخرين بحيث تظهر الاحترام لآرائهم دون السماح لهم بتخطي حدودهم فيما يتعلق بحقوقك واحتياجاتك وحدودك الشخصية. علماً أن هذا الأسلوب يساعدك على التحدُّث عن نفسك دون خلق أي صراعات شخصية أو توتر بين أعضاء فريق العمل.

6. اصغِ بفعَّالية

الإصغاء الفعَّال وليس التكلُّم هو مفتاح الاتصال الجيد بين الأشخاص، حيث أن الإصغاء قد يكون المفتاح الأهم إلى المعرفة وفهم مشاعر الآخرين. وكذلك عبر الإصغاء إلى أنفسنا وإلى الآخرين في محاولة لحل مشكلةٍ ما، هناك احتمال أكبر في أن نجد الحل. لذلك يتعلق الأمر دائماً بالاصغاء الفعَّال لفهم ما يريد الآخرون نقله دون تفسير أي شيء بنفسك. لذلك يتأكد الأشخاص الأذكياء عاطفياً من عدم وجود سوء فهم بسبب الإهمال أو عدم الاهتمام والاصغاء.

7. تعاطَفْ

التعاطف هو عندما تفهم مشاعر الآخرين وتنظر إلى الأشياء من وجهة نظرهم. من هنا فإن الأشخاص الأذكياء عاطفياً يتمتعون بالتعاطف وهم يعلمون أن التعاطف مع الآخرين هو علامة على القوة وليس الضعف. لذلك عندما يكون لديك تعاطف يصبح من الأسهل التعامل مع الأشخاص ذوي الآراء المختلفة مع الحفاظ على الاحترام المتبادل.

8. كنْ ايجابياً

من السهل أن نكون سلبيين من أن نكون إيجابيين ولكن التفكير السلبي يستهلك طاقة ثلاثة أضعاف أكثر من التفكير الإيجابي. من هنا فإن الحفاظ على موقف إيجابي لا يتعلق بك فقط، بل يتعلق أيضاً بالبقاء على دراية بمزاج الآخرين لإدراك الطريقة التي على أساسها يمكن تحقيق أفضل ما يمكن من أداء. وأحياناً كثيرة يكون الفرق في الموقف، لذلك الموقف الايجابي يلعب دوراً مهماً في حياتنا الشخصية والمهنية.

9. استجبْ ولا تتفاعلْ

الذين يتعوَّدون على (الانفعال) تجاه تحدِّيات الحياة ليسوا محترفين، أما الذين يعلمون ما الذي يدفع الناس ليكونوا منجزين فلهم ميِّزة في الاتصال مع الناس. لذلك في بعض الأحيان الاستجابة للحياة تتطلب النظر إلى الحياة من زاوية مختلفة. من هنا يمكن تغيير وضع سلبي معين إلى إيجابي بالاستجابة لا بالتفاعل.

9. تقبَّلْ النقد

قد يكون من الصعب على الناس أن ينتقدوا دون أن يكونوا دفاعيين أو مسيئين. لكن الأشخاص الأذكياء عاطفياً يفعلون ذلك دائماً، حيث أنهم يستجيبون للمواقف والانتقادات بدلاً من التفاعل معها. وكذلك فإنهم يفهمون مصدر هذه الانتقادات وكيف يمكن أن تؤثر على أدائهم في المستقبل. فهؤلاء هم القادة المتميِّزون الذين يرون ذلك من منظور بعيد المدى ويجدون طرق فعّالة لحل المشاكل والصراعات بشكلٍ بنَّاء.

10. مارسْ الوعي الذاتي

الوعي الذاتي هو فهم حالتك المزاجية وأنماطك وسلوكك ومعرفة ما تفكر فيه وتشعر به. لذا فالأشخاص الأذكياء عاطفياً لديهم هذه الأشياء واضحة، حيث أنهم يعرفون أنفسهم ومشاعرهم، لذا فهم يعرفون كيف تؤثر عواطفهم على الآخرين.

11. حسِّنْ مهاراتك الاجتماعية

ميزة أخرى رائعة للأشخاص الأذكياء عاطفياً هي سهولة التواصل معهم. يأتون إليك مبتسمين ويتواصلون معك بشكل فعَّال. هذه الميزة طبيعية لدى الكثير من الناس، ومع ذلك قد نجد الكثير أيضاً لديهم صعوبة في التواصل اجتماعياً. علماً أن المهارات الاجتماعية شيءٌ يمكن تعلُّمه وتحسينه بالممارسة والوقت.

تحسين ذكائك العاطفي للنجاح

تتطلب القدرة على إدارة عواطفك تكاملاً فعالاً بين دماغك المفكِّر والعاطفي، وعندما تكون ذكياً عاطفياً؛ تعمل عواطفك لصالحك وليس ضدك. بالتالي تحترم مشاعر الآخرين وتصبح شخصاً ناجحاً. ومن خلال تعزيز المكونات الصحيحة للذكاء العاطفي، يمكنك اكتساب تفوق للسيطرة على أفكارك وعواطفك أيضاً. من هنا فإن أي شخص يريد تعزيز نموه الشخصي يحتاج إلى تطوير الذكاء العاطفي للحد الأقصى. لذا كن صبوراً مع نفسك بينما تبني وتعزِّز صفات الشخص الذكي عاطفياً، لأن النجاح الذي يأتي من إتقان أفكارك وعواطفك يستحق كل هذا الجهد.

Show More

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
Back to top button