إدارة الأداءإدارة الموارد البشريةإدارة علاقات الموظفين

إدارة الأداء المتميِّزة تخلق تفاعلًا مستمرًا وجوًا من التشجيع والدعم والثقة

تسعى جميع المنظمات لتحقيق التوافق بين المخرجات والأهداف، لأن ذلك يعتبر مفيداً لنجاح الأعمال وإنتاجية الموظفين. لأجل ذلك لا بد من الحديث عن إدارة الأداء ودورها في تحقيق هذه الفائدة للمنظمة والموظفين. بالتالي، إدارة الأداء هي “الأنشطة والعمليات التي تركِّز على المهارات والموارد والدعم للحفاظ على أداء الموظف وتحسينه بما يتماشى مع أهداف المنظمة”، وتشمل إدارة الأداء عدداً من مبادرات الموارد البشرية بما في ذلك مؤشرات الأداء الرئيسية والأهداف ومراجعات الأداء والتعلّم والتطوُّر.

فوائد إدارة الأداء

1. الاحتياجات التدريبية

إن توفير منتدى مفتوح للموظفين لمشاركة أدوارهم ومناقشتها بانتظام يمكن أن يساعد في تحديد الاحتياجات التدريبية قبل أن يكون لها تأثير على الإنتاجية. وكذلك تحديد حاجة الموظفين إلى صقل مهارة معينة، وتهيئتهم للاتجاهات الجديدة لدورهم الوظيفي المستقبلي. كما أن إدارة الأداء تساعد في تحديد نقاط القوة والضعف ومتطلبات التدريب المستقبلية.

2. الروح المعنوية

دائماً يجب على المدير المتميِّز ترسيخ ثقافة الشكر والامتنان من خلال تقدير الموظفين عندما يقومون بعملهم بشكلٍ جيد ويحققون إنجازات. في حين أن مراجعات الأداء توفِّر الإعداد المثالي لإضفاء الطابع الرسمي على الشكر والتقدير وتوثيقه. علماً أن مراجعات الأداء لا يجب أن تقتصر على تحديد الأهداف للمرحلة القادمة. بل يجب أن توفر أيضاً بيئة للمدير المباشر للتعرُّف على أعضاء فريق عمله. الموظفون السعداء هم موظفون منتجون، مع العلم أن معظم الموظفون مستعدون للعمل بجهدٍ أكبر إذا شعروا أن جهودَهم تحظى بالتقدير. لم يعدْ الأجر أو الراتب هو المعيار الوحيد لدى الموظفين، بل إن إدارة الأداء والمراجعات المنتظمة هي المفتاح للحفاظ على معنويات الموظف.

3. الترقية

تعتبر مراجعات الأداء المنتظمة طريقة ممتازة لفهم أداء موظفيك بشكلٍ أفضل ومدى ملاءمتهم للترقية. مع التأكيد أن جميع الموظفين سيخضعون لعملية مراجعة الأداء نفسها. على هذا النحو، يمكنك كمدير تقييم أدائهم بشكلٍ أفضل للترقية أو زيادة الرواتب أو غيرها من المسارات الوظيفية. علاوةً على ذلك فإنها تساعد في ضمان اختيار الموظف المناسب للترقية، كما تتيح المزيد من الشفافية والإنصاف في عملية الاختيار والتوظيف.

4. تخطيط الموارد البشرية

إن مراجعات الأداء المتكرِّرة مع الموظفين كجزء من استراتيجية إدارة أداء أوسع، يمكن أن تساعد أيضاً في تخطيط الموارد البشرية. كما أن مناقشة أعباء العمل الحالية والمستقبلية مع الموظفين يمكن أن تساعد في تحديد أي متطلبات تحتاجها من الموارد البشرية في المستقبل. في حين أن موظفيك يعانون من أعباء العمل الحالية، يمكنك وضع أحكام لمشاركة الأعباء بين أعضاء الفريق الآخرين وتحديد أولويات المهام الأكثر أهمية.

5. الاحتفاظ

بعض الأبحاث والدراسات وجدت أن المنظمات التي تعتمد وتنفِّذُ ملاحظات الموظفين المنتظمة، لديها معدلات دوران موظفين أقل من الموظفين الذين لا يتلقُّون أي تعليقات. يمكنُ أن يكون لدوران الموظفين المرتفع تأثير كبير على المنظمة. ناهيك عن التأثير على معنويات الموظفين وإنجاز الأمور ببساطة.

تضمن طبيعة إدارة الأداء أن تكون توقعات موظفيك وأهدافهم واضحة وتتم مراجعتها بانتظام. علاوة على ذلك، فإن تنفيذ جلسات التعليقات والمراجعات المنتظمة يسمح للموظف بإثارة أي مشكلات يواجهها وطريقة حلِّها. عند إعطاء الموظفين الفرصة للتفاعل بانتظام مع مديريهم، يصبح التواصل أكثر سلاسة وسهولة. علاوة على ذلك، يتم إبقاء المديرين على اطلاع دائم بشأن تقدم فرق عملهم وأي مشكلات أو تحديات محتملة يمكن أن تواجههم. ستسمح إستراتيجية مراجعة الأداء الجيدة بتعليقات منتظمة رسمية وغير رسمية. وستعطي الأولوية للتعرف على الموظف وتعزِّز فرص الاحتفاظ به، كما وتشجِّع التعلُّم والتطوير.

6. الاستقلالية

بمجرد أن يدرك موظفوك أهداف العمل الأوسع نطاقاً ومساهمتهم فيها، فإنهم أحرار نسبياً في اتخاذ خياراتهم الخاصة حول كيفية قيامهم بمسؤولياتهم. نتيجة لذلك، يصبح الموظفون أكثر سعادة، وأكثر التزاماً، وإنتاجية، وأكثر ولاءً من أولئك الذين يتم تذكيرهم ومتابعتهم بشكلٍ دائم بكل التفاصيل. لذلك عليك كمدير مستقبلي الاستمرار بجلسات التغذية الراجعة المنتظمة والمناقشة لمراجعة أداء وتقدُّم الموظف مقابل الأهداف المتفق عليها. لأن هذا يعزِّز ثقافة الثقة والمبادرة بين موظفيك التي تتدفق فيها الأفكار والإبداعات بحرية.

عادةً ما تخلق إدارة الأداء تفاعلًا مستمرًا وجوًا من التشجيع والدعم والثقة. كما أنها تساعد في تطوير العلاقة بين المنظمة وموظفيها.  بالتالي تسمح إدارة الأداء للمنظمات بتحسين عملياتها وتحسين الكفاءة والإنتاجية في مكان العمل.

اظهر المزيد

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
زر الذهاب إلى الأعلى