كيف تكون قائداً استراتيجياً يحقق النمو والنجاح
قائد الأعمال الناجح يمكنه إدارة المؤسسة باستخدام العديد من أساليب القيادة المختلفة. وكثيرًا ما نسمع عن القادة الناشئين الذين يُنصحون بـ “أن يكونوا أكثر استراتيجية” لتعزيز حياتهم المهنية المستقبلية. نستنتج بأن القائد الاستراتيجي هو الشخص الذي يوازن بعناية الخيارات المتاحة ويحقِّق للمؤسسة النمو والنجاح. علماً أن هذا الأسلوب في القيادة يعتبر ديناميكي بطبيعته ويتطلب مستوى عالٍ من الالتزام والمشاركة في العمل.
قائد أكثر استراتيجية يعني إبداع وابتكار وتوليد أفكار رائعة. على سبيل المثال، ابتكار منتج جديد، أو نموذج عمل، أو شراكة استراتيجية قد تؤدي إلى مستقبل أفضل بشكل جذري. من ناحية أخرى، يجب على القائد الاستراتيجي التركيز على جوانب متعددة من العمل بدلاً من ضمان النجاح في منطقة واحدة. في حين أنه يتخذ قرارات تضع العمل في المستقبل، مع تلبية المطالب الحالية. إضافة إلى مشاركته في إحداث تغيير تنظيمي كبير.
الأداء والتغيير
قد يكون الحديث عن تحسين الأداء أمرًا صعبًا، خاصةً عندما تكون هناك اضطرابات وتغييرات متسارعة مثل تلك التي تحدث حالياً في العالم. على الرغم من صعوبة الأمر، إلا أن هناك قادة ومدراء يقدِّمون أداءً جيدًا بشكل استثنائي على الرغم من التحديات العديدة التي يواجهونها. وفقاً لذلك فإن مثل هذه الحالات تمثل فرصة لمعرفة كيف يبحر هؤلاء القادة عبر عواصف التغيير والمنافسة والاضطراب والرياح المعاكسة الأخرى.
بالمناسبة، على عكس ما يعتقده الكثير من الناس، فإن قيادة فريق عملك ليست بالقوة والإكراه، ولكنه يحتاج أحيانًا إلى القليل من التدريب والإلهام لتحسين الأداء والتغيير. بصفتك قائدًا متميزاً وتتحضَّر للمستقبل، فأنت بحاجة إلى اعتماد الاستراتيجيات والمهارات الصحيحة التي يمكن أن تساعدك في الإجراءات المؤثرة في فريقك.
إذا كنت تتطلع إلى أن تكون قائدًا استراتيجياً تحقق النمو والنجاح، إليك بعض المهارات الأساسية التي تحتاجها:
1. تواصلْ بوضوح وفعّالية
القائد المؤثِّر ويطمح للنجاح يجب أن تكون لديه القدرة على التواصل وتقديم المعلومات بوضوح وفعَّالية. فكونك قائدًا يتطلب منك معرفة كيفية تمرير الرسائل لفريق عملك بشكل فعال. وبالتالي، لإلهام التحوُّل بنجاح تحتاج إلى تحسين مهاراتك في الاتصال الاستراتيجي. لأن القادة الاستراتيجيون يتواصلون بوضوح واتزان وقناعة وبناء الثقة وإلهام الآخرين للتحوُّل الابتكاري.
2. طوِّرْ وعيك المالي
الوعي المالي يساعدك في إدارة الموارد المالية في مؤسستك بشكلٍ فعال. بالإضافة إلى القدرة على استخدام المعارف والمهارات المالية المختلفة مثل إعداد الميزانية والاستثمار والإدارة المالية. وبالتالي أنت أيضًا بحاجة إلى هذه المهارات لإبلاغ الوضع المالي لمؤسستك وأدائها لأصحاب المصلحة.
3. كنْ رائد أعمال
يحتاج القائد الاستراتيجي إلى أن يكون مجازفاً يتحمل المخاطر وخبيراً عند تجاوز الشكوك. لذلك تتطلب القيادة عقلية ريادية يمكنها تحويل المشكلات إلى فرص تضيف قيمة وتدفع المؤسسة إلى النجاح. علاوة على ذلك، في بيئة اليوم هناك حاجة إلى هذه العقلية أكثر من أي وقت مضى، لأنها ضرورية لحل المشكلات وتحسين الأداء والازدهار والنمو على الرغم من المنافسة المتزايدة باستمرار.
4. اكتسبْ مهارات تكنولوجيا المعلومات
كقائد استراتيجي سيسمح لك تطوير مهارات تكنولوجيا المعلومات باحتضان واستخدام التقنيات المتقدمة الناشئة. على سبيل المثال الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، حيث يمكن لكل هذه التقنيات أن تؤثر على نموذج الأعمال الحالي. لذلك كقائد ومدير مستقبلي، من الضروري اكتساب هذه المهارات لحل المشكلات الفنية والبشرية والتجارية بسهولة.
5. حفِّزْ ذاتك
كقائد استراتيجي متميز ومنتج، يجب أن يكون لديك الدافع الداخلي ومتحمسًا ذاتيًا قبل أن تسعى لتحفيز فريقك أو أولئك الذين تقودهم. في حين يصبح من السهل تقديم التوجيه الاستراتيجي وإلهام فريقك لتحقيق الأهداف التنظيمية عندما تكون لديك دوافع ذاتية. لذلك، كن منفتحًا على التغيير، وتعلَّم من الآخرين، وفكر في تقدُّمك، ووازن عواطفك.
6. قمْ بإدارة جيدة للوقت
إدارة الوقت الفعَّالة تحفز القيادة الإستراتيجية. لذلك يجب تطوير وتعزيز عادة استخدام الوقت بشكل جيد. لأجل هذا، كل يوم ضع قائمة مهام، وحدد أولويات مهامك، وكن مركزًا، وقم بإدارة عوامل التشتيت وتتبع وقتك. تبعاً لذلك يأتي الأداء الأعلى والنمو والنجاحات الأخرى من خلال إدارة جيدة للوقت.
7. ضعْ خطة تنمية ذاتية
كقائد استراتيجي، أنت بحاجة إلى إعداد خطة تُنمِّي تفكيرك الذاتي وتحسينك، والتي يمكن أن تتطور كخطة عملك التي ستستخدمها لتحقيق أهدافك. كما يجب أن تصف هذه الخطة أهدافك فيما يتعلق بالتنمية ومجالات التطوير وتحسين الأداء كقائد. والأهم من ذلك، يجب أن تحدد وتضع خطة عمل استراتيجية وذكية قابلة للقياس يمكن تحقيقها ومحددة زمنياً.
8. احتضنْ التغيير
القادة الاستراتيجيون يقدمون أداءً فائقًا على الرغم من كثرة التحديات، وكذلك يمتلكون سلوكاً نموذجياً باستعدادهم الدائم لاحتضان التغيير. من الناحية المثالية، يكون التغيير دائمًا جزءًا من العمل أو إدارة الأنشطة اليومية. لذلك، كقائد استراتيجي ومدير مستقبلي، يجب أن يكون لديك عقل منفتح ومستعد لقبول التغيير.
9. استثمرْ في التعلُّم
الالتزام بالتعلُّم المستمر هو مطلب حيوي لتحسين الذات والفريق والمؤسسة والمجتمع. لذلك، كقائد استراتيجي، يجب عليك توسيع معرفتك باستمرار وإلهام مؤسستك لتبنِّي ثقافة التعلُّم مدى الحياة. قد يكون هذا وسيلة لتطوير الكفاءات والقدرات الأساسية التي يمكن أن تولِّد قدرات تشغيلية مميزة وميزة تنافسية مستدامة.
“إن تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي“
سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
بشكل عام، معظم القادة الإستراتيجيين هم أولئك الذين لديهم عقلية نمو ويسعون جاهدين لتحسين أنفسهم باستمرار. بالنسبة لهم، النجاح في الماضي ليس سببًا للاكتفاء بكل شيء. لأنه في عصرنا هذا، تحتاج المؤسسات إلى قادة استراتيجيين مؤثرين يستثمرون في قيادتهم، ويواصلون النمو، ويحققون النجاح.