إدارة الموارد البشريةإدارة المواهبإدارة علاقات الموظفينالقيادة والإستراتيجيةبيئة العملتحليلات وتخطيط الموارد البشريةمهارات القيادةمهاراتنا

شعور الموظفين بالتقدير والاحترام يحقِّق التوازن بين جذب المواهب والاحتفاظ بها

كقائد عمل ناجح لا تحتاج فقط إلى أن تظهر للموظفين أنك تقدِّرهم. ولكنك تحتاج أيضًا إلى إيصال ذلك بطريقة يرون أنه يتم تقديرهم بها. لأن شعور الموظفين بالتقدير هو أهم ما قد يدفعهم لبذل قصارى جهدهم لتحسين أدائهم الوظيفي وتحقيق أفضل معدل إنتاجية وإنجاز لهم في المنظمة.

شعور الموظفين بالتقدير داخل بيئة العمل هو أمر ضروري لهم، ويؤثر بشكل أساسي في مدة بقائهم في المنظمة واستمرارهم في العمل. لذلك يقضي متخصصو الموارد البشرية أوقاتًا طويلة لتعزيز ثقافة التقدير والاحترام في منظماتهم. لأن العمل على تحسين هذا الشعور ومراعاته يعود في النهاية بالنفع على المنظمة. ويؤدي إلى تحقيق توازن بين جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها مع خلق مساحة للنمو والابتكار.

أظهِرْ القيمة

من المهم إظهار القيمة بقدر الإمكان والتعبير عن التقدير للموظفين بالطريقة التي يفهمونها بشكل أفضل. بصفتك مديرًا، اسأل موظفيك عن الطريقة التي يرغبون أن تقدِّرهم بها. وأنشئ قائمة بالطرق والاستراتيجيات البديلة التي يمكنك استخدامها في المستقبل لإظهار قيمتهم للعمل وتقديرهم.

للأسف إن السبب الرئيسي وراء مغادرة الموظفين للمنظمات هو مديرهم، فهم لا يتركون وظائفهم بل يستقيلون من مديرهم. لذلك عندما يشعر الموظف بتقدير مديره لجهوده وقيمته للعمل، فهذا يؤثر على المدى الطويل في تفاعله واندماجه واستمراره في العمل ويحفزه لتقديم أفضل أداء. لذلك لا بد من تحسين العلاقة بين المدير والموظفين من خلال مساعدتهم على فهم كيفية إظهار كل منهما للقيمة وإدراكهم لها.

يمكنك أن تظهر لموظفيك بشكل أكثر فعالية أنهم مهمون. كما يمكنك أن تفعل ما هو أفضل لمساعدتهم على معرفة مدى قيمتهم للمنظمة. وكقائد فريق عمل تحتاج إلى تحديد طرق مختلفة ومتنوعة يمكنك من خلالها إظهار تقديرك لموظفيك. تالياً، على سبيل المثال وليس الحصر، بعض طرق إظهار القيمة والتقدير للموظفين:

1) خصِّصْ وقتاً

قد يعتقد الكثير من قادة الأعمال والمدراء أنهم يظهرون للموظفين تقديرهم من خلال منحهم زيادة في الراتب. بدلاً من ذلك فهؤلاء الموظفين في الواقع يبحثون ويقدِّرون الوقت الذي يقضونه مع قياداتهم ومدرائهم في تعلُّم واكتساب أشياء جديدة بدلاً من ذلك. فالوقت هو أحد أكثر الموارد قيمة، لأنه غير متجدد. لذلك عليك كقائد عمل تخصيص الوقت واستثماره في التواصل الفعّال مع موظفيك، سواء للتحدُّث معهم وتناول القهوة أو زيارة مكاتبهم. لأن تخصيص هذا الوقت لهم يجعلهم يشعرون بالتقدير. علاوة على ذلك فإنه يسهم في خلق بيئة منفتحة وشفافة يكتنفها الاحترام والتقدير المتبادل بين الرئيس والمرؤوس. إضافة لذلك، فإن حرصك على ذلك يعزز التماسك والترابط مع موظفيك.

2) امنحْ مكافآت ملموسة

منح الموظفين مكافأة مالية لن يبقى محفوراً في ذاكرتهم كمكافأتهم بأشياء ملموسة أخرى. لأن  المكافآت االملموسة تعادل في قيمتها قيمة الجوائز التذكارية التي تظل محفورة في أذهانهم. على سبيل المثال، افترض أن إحدى المناسبات الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية اقتربت، وأن كل موظف سينفق بعض المال للاحتفال بها. كقائد متميِّز ومدير ناجح، أنفِقْ جزء من المكافآت المالية في شراء عدد الهدايا بدلاً من إضافته إلى الرواتب وأرسل هذه الهدايا إلى مكاتب أو منازل موظفيك مرفقة بخطاب شكر وتقدير موجه لكل موظف بعينه. ونتيجة لذلك سيتذكر موظفيك أن قيادتهم ومنظمتهم تهتم بمشاعرهم وتحاول مشاركتهم فرحة المناسبة وبهجتها بإرسال هذه الهدايا.

لذا، كمدير مستقبلي ركِّزْ على المكافآت الملموسة التي يمكن استخدامها بشكلٍ متكرر، أو عرضها، أو الاستمتاع بها بصحبة العائلة أو الأصدقاء. فهذه المكافآت هي التي تذكِّر الموظف بالسبب الذي نالها من أجله، وبالشخص الذي منحه إياها، وبالهدف الذي تحقق بفضل جهوده.

3) أعلِمْ

كقائد ناجح، عندما تقوم بإعلام موظفيك عن تقديرك لهم، فإنك تخبرهم أنك تولي اهتمامًا بهم. فمن المهم أن تُعلِم موظفيك أن لديهم تأثيرًا إيجابيًا على نشاط المنظمة وأعمالها. في حين أنه قد يعتبر بسيطًا، خذ الوقت الكافي لشكر موظفيك وتقديرهم. علماً أن إعلام موظفيك عن تقديرك لهم لا يؤدي إلى تحسين معنوياتهم فحسب، بل يؤدي إلى زيادة سعادتهم وسعادتك أيضًا.

4) ساعِدْ

لتمكين موظفيك من تأدية مهامهم على أكمل وجه وبكفاءةٍ عالية، عليك أن الاستثمار في تعليمهم ومساعدتهم على التطور والنمو. وتتمثل إحدى طرق إظهار موظفيك أنك تقدِّرهم هي في مساعدتهم على التحسن وتحقيق المزيد من النجاح. وبالتالي عليك مساعدتهم في إزالة العوائق أو وضع خطة للنمو والتطور الوظيفي.

لذا عليك كمدير مستقبلي إلحاقهم بدورات وبرامج تدريبية مهنية وشخصية لتعزيز قدراتهم والاهتمام بالتطور على الصعيد المهني لكلٍ منهم وبشكلٍ مدروسٍ جداً. لأن ذلك يسهم في تحفيزهم وجعلهم يشعرون بتقديرهم وقيمتهم للمنظمة. فالقائد الناجح هو الذي يتطور موظفوه على يديه، ويكسِبهم الخبرة والمعرفة اللازمة ليَمضوا قدمًا في مسارهم المهني، وليُضيفوا قيمة له ولفريق العمل وللمنظمة.

5) شاوِرْ

المنظمات التي تصغي لموظفيها وتتشاور معهم وتهتم بآرائهم تحقق المزيد من الرضا والولاء مقارنة مع المنظمات التي تكون بيئتها طاردة، وبالتالي تزداد لديها نسبة عدم الاستمرارية في العمل. كقائد عمل ناجح، احترم أفكار أفراد فريق العمل وآرائهم، ولا تبخّس منها، وحاول رؤية الأشياء من وجهة نظرهم. وحتى إن لم تضف أفكارهم إليك شيئًا، فمجرد التشاور والاستماع إليهم هو مؤشر على الاحترام والتقدير.

الشخص المنغلق على آرائه، والذي لا يستمع إلاّ لصوته لا يمكن أن يكون قائدًا ناجحًا. وسِّعْ قاعدة المعرفة وعزِّزْ ثقافة التشاور وتبادل الأفكار ونقل المعرفة في منظمتك لتنمو وتتقدم وتحقق النجاح.

6) احتفِلْ

كقائد فريق عمل متميّز عليك الإعلان عن إنجازات موظفيك التي ساهمت في تطوير الأعمال والمنظمة ككل. لأن الاعتراف بجهد الموظفين من خلال قولك لهم “عمل جيد” يعد بداية جيدة ولكن هذا غير كافي. عليك الاحتفال بالنجاحات التي حققها موظفوك والإشادة بهم وتقديرهم وشكرهم أمام الجميع على انجازاتهم. فهذا سيساهم بكل تأكيد على تحفيزهم للقيام بإنجازات أكبر وزيادة إنتاجيتهم في المستقبل.

إن مكان العمل الايجابي والمحترم يعود بفائدة عظيمة على المنظمة؛ شعور الموظفين بالتقدير والاحترام يجعلهم أكثر شعوراً بالرضا تجاه أعمالهم وأكثر امتناناً وولاءً لمنظماتهم، وأكثر إبداعاً.

اظهر المزيد

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
زر الذهاب إلى الأعلى