كيف يوازن قادة الأعمال بين التحوُّل الابتكاري واحتياجات الأداء
في وقتنا الحالي يواجه القادة تحدي التوازن بين احتياجات الأداء والتحوُّل الابتكاري. حيث يعتبر هذا التحدي أحد مصادر الضغط على اهتمامات وعمل القادة. يظهر بوضوح الطلب الشديد على الأداء لتقديم نتائج ممتازة على المدى القصير على الرغم من التحوُّلات الجذرية في ما يحتاجه العملاء ويريدونه. وكذلك الحاجة الملحة للتحوُّل الابتكاري لإعادة تصور مستقبل السوق ومكان العمل. وكذلك إعادة ابتكار إستراتيجية المؤسسة وثقافتها للفوز بهذا المستقبل.
التوازن بين احتياجات الأداء والتحوُّل الابتكاري يعتبر تحدياً للقادة الاستراتيجيين، وتحقيقهما في نفس الوقت يمكن أن يكون أمرًا صعباً ومجهداً. لأجل هذا أصبح التحدي المتمثل في الأداء أثناء التحوُّل الابتكاري اختبار القيادة في عصرنا.
مواجهة التحدي
من خلال المواجهة مع ثلاث مجموعات من الأسئلة وابتكار اجابات عليها يمكن للقادة أن يوازنوا بين احتياجات الأداء والتحوُّل الابتكاري والوصول بمؤسستهم إلى النجاح.
المجموعة الأولى: إدارة الوقت
- كيف يمكنك التعامل مع فوضى الحاضر، وأزمات العملاء، ومشاكل الناس، وأيضًا خلق مساحة لاستشراف المستقبل؟
- كيف يمكنك تجنب الإرهاق بالمهام اليومية التي تشعر بأنها ملحة للغاية، على حساب مبادرات تغيير قواعد اللعبة التي تعتبر مهمة أيضاً؟
تبدأ الإجابة على هذه الأسئلة بإيجاد طرق ملموسة، تنظيميًا وفرديًا، لتوفير الوقت حرفيًا للمستقبل. علماً أن الكثير من القادة أو المدراء يركزون بشدة على التنفيذ الهش اليوم لدرجة أنهم يمكن أن يفقدوا فرصًا لابتكارات تغيِّر قواعد اللعبة والتي من شأنها أن تحدد وتستشرف المستقبل. لذلك أنشىء فريق المستقبل وكلِّفهم بالبحث عن فرص مثيرة ومحتملة خلال السنوات العشر القادمة. حيث يضم هذا الفريق مجموعة صغيرة من المديرين المخضرمين الذين تم إعفاؤهم مؤقتًا من التزاماتهم تجاه الحاضر. وذلك حتى يتمكنوا من العثور على أفكار من شأنها تشكيل الرؤية المستقبلية والفرص المتوقعة للمؤسسة للعقود القادمة. علماً أن النتيجة التي سيقوم الفريق بتحقيقها فعلاً هي سلسلة من ابتكارات المنتجات والتكنولوجيا والعلامة التجارية التي سترفع من أداء المؤسسة.
المجموعة الثانية: الضغط الشخصي للقيادة
- كيف يمكنك حل المشاكل التي لم تواجهها مؤسستك من قبل دون أن تُستنزف أو تستسلم؟
- كيف يمكنك الحفاظ على نفسك في دور يبدو أنه أكبر وأصعب وأكثر صعوبة كل يوم؟
تبدأ الإجابة على هذه الأسئلة بإعادة التفكير في أسلوبك في القيادة واكتشاف بعضاً من حكمة القيادة من قادة عظماء سابقين.
“إنني أوصيكم بالتمسك بالدين والعلم، العلاج بالعمل هو أحدث الوسائل للقضاء على الأمراض النفسية والتغلب على المشاكل التي تعترض إنسان هذا العصر“
سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
نخلص إلى أنك كقائد ستحظى باحترام كبير عندما تمارس السلطة على الناس وتعتمد على السلطة مع الناس. كما أن المشكلة الحقيقية والفعلية للقيادة ليست كيفية السيطرة على الناس، ولكن كيف يمكن التحكم في الموقف.
المجموعة الثالثة: تشجيع الموظفين
- كيف يمكنك تشجيع الناس على البقاء متفائلين وحيويين عندما يكون من السهل جدًا الشعور بالقلق؟
- إذا طلبنا من الناس استثمار الكثير من وقتهم وقدراتهم في عملهم، ألا يجب أن نساعدهم أيضًا على الاستمتاع به؟
تعني الإجابة على هذه الأسئلة مساعدة الأشخاص على استعادة شيء مفقود في العديد من المؤسسات، ألا وهو الشعور بالمتعة والسعادة في العمل اليومي للتنفيذ والابتكار الهادف.
كقائد متميِّز ومدير مستقبلي يمكنك إنشاء برنامج في مكان العمل لتعزيز الشعور بالمتعة والسعادة في الوظيفة. حيث أن إحدى وظائفك الهامة والرئيسية هي مساعدة موظفيك على إزالة معوقات العمل اليومية التي تستنزف الطاقة والمتعة. علماً أن المشكلة الأساسية في العديد من أماكن العمل ليست موظفين غير سعداء، على الرغم من توفُّر الكثير منهم. بل إنها أنظمة العمل المعطَّلة التي تنتج موظفين غير سعداء وغير مستمتعين في عملهم.
إذا كان بإمكانك ابتكار إجابات لهذه المجموعات الثلاث من الأسئلة، فلديك فرصة لاجتياز اختبار القيادة في عصرنا وتحقيق التوازن بين احتياجات الأداء والتحوُّل الابتكاري.