إدارة الموارد البشريةإدارة علاقات الموظفينالقيادة والإستراتيجيةبيئة العملمهارات القيادة

القائد الناجح يخلق بيئة عمل تدعم الموظفين وتلهمهم

نعلمُ جميعاً أنَّ الموظفين السعداء هم أكثر استقراراً واستمراراً بوظيفتهم مع المنظمات، بالاضافة إلى عنايتهم واهتمامهم المتميز بالعملاء والقيام بما تطلبه إداراتهم العليا. قد يبدو أحياناً أن إلهام الموظفين وتطويرهم ليكونوا مندمجين ومنسجمين بالعمل أمر مستحيل. ومع ذلك، لا يتعين على الموظفين الراضين والمندمجين أن يكونوا مخلوقات أسطورية، يتم مشاهدتهم بشكل متكرر بنفس النمط والأداء دون تطوير وتحسين. وكذلك بالعناية والعمل الجاد، يمكنُك إنشاء بيئة عمل تدعمُ سعادة الموظف وتلهمه. المفتاح هو إدراك الفرق بين كونك مديراً وأن تكون قائداً. حيث يقوم المدير بالتخطيط والتنظيم والتكليف والمتابعة والمساءلة، أما القائد يؤثِّر ويحفِّز ويشجِّع.

وظيفتك كمدير تتطلب منك التفوُّق في كلتا المهارتين لتكون ناجحاً. لكن عنصر القيادة يعني أنه يجب عليك بناء علاقات جيدة مع الموظفين من أجل التأثير والتحفيز والتشجيع.

كيف تُلهم موظفيك

ليست مبالغة أن نقول بضرورة التأكيد على حاجتك كمدير لإظهار الاهتمام بموظفيك كأفراد لديهم اهتماماتهم الشخصية والاجتماعية. هذا يعني إلهام الموظفين وتخصيص الوقت للسؤال عن أمورهم الشخصية مثل عطلاتهم وعائلاتهم وهواياتهم واهتماماتهم. كما يعني أيضاً منحهم فرصة للتعرف عليك. عندما يكون هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في وقت محدد وقليل، فقد يبدو أن صرف الوقت للتفاعل الشخصي هو طاقة ضائعة. ومع ذلك، فإن معرفة أعضاء فريق عملك ومصالحِهم وضغوطِهم داخل المكتب وخارجه يمكن أن تشكل لك قوة ومصدر لمساعدتك في العثور على أفضل الطرق لتشجيعِهم والتأثيرِ عليهم لتحقيق الإنتاجية المثلى في عملهم. علماً أن هذا لا يعني أنه يجب أن تكون أفضلَ صديقٍ لموظفيك.

في الواقع، قد يرى ويعتبر الموظفون الآخرون أنها محسوبية إذا قمت بذلك، مما قد يؤدي إلى الانزعاج وانخفاض الدافع والحافز للعمل. بينما ينظرُ البشر إلى الاهتمام على أنه رعاية. كذلك المديرون الذين يجعلون الموظفين يشعرون بأن رئيسهم يهتم بهم لأنهم أكثر من مجرد موظفين في الشركة يولِّدون الولاء ويحفِّزون الموظفين على العمل بجدية أكبر. هذا هو المفتاح لكيفية إلهام الموظفين.

1. كُن مرناً وتواصل مع موظفيك

يجب عليك، بصفتك قائد الفريق، التعرف على أسلوبك الطبيعي والتكيف مع ما يحتاجه كل موظف. لكي تكون قائداً فعالًا، يجب أن تدرك أن بعض الموظفين قد يأتون إلى عملهم بشكل مختلف. لذلك فإنَّ تعديل أسلوبك ليناسب احتياجات فريقك يساعد على إظهار المرونة ويولِّدُ الاحترام.

على سبيل المثال، من خلال فهم موظفك، يمكنك مساعدته على الالتزام بأهداف العمل بطريقة تناسب قدراته ودوافعه. وكذلك التركيز على نقاط قوته، ومن المرجح أن تشغل قلوبهم، وليس عقولهم فقط. في حين من غير المرجح أن يجد الموظفون فعلاً حواجز على طريق نجاح مشاريعهم، إضافة إلى أنهم مستعدون لتقديم الجهد الإضافي عند الحاجة.

2. حدِّد ووضِّح توقعاتك

هل تريد أن يتخطى فريق عملك أهدافه؟ اشرح الصورة الكبيرة، ولماذا يفعلون ما يفعلونه وحدِّد توقعات واضحة. يحتاج موظفوك إلى فهم كيفية ملاءمتهم للمنظمة وأعمالها وأنشطتها، ولماذا تعتبر وظيفتهم مهمة وما يجب عليهم فعله لمساعدة المنظمة على تحقيق أهدافها.  

بعد تحديد توقعات واضحة، يجب أن تتابع موظفيك أسبوعياً أو شهرياً لمعرفة ما إذا تم تحقيق الأهداف. لا تنس التقدير للنجاح والانجاز علناً، والتدريب بشكل خاص إذا كانت هناك مشكلة. كُنْ إيجابيا قدر الإمكان خلال هذه الاتصالات. يرغب الموظفون في العمل من أجل الأشخاص الإيجابيين، خاصة عند مواجهة التحديات التي تظهر بشكل طبيعي في أي مشروع.

3. كُنْ منفتحًا ومتاحًا

القيادة الخادمة هي “مبدأ القيادة الأكثر قوة في العالم“، فإن القائد الخادم يجعل نفسه متاحاً لمساعدة موظفيه عند الحاجة. على سبيل المثال، يجب أن ندرك بأن تصرفنا كقادة في العمل نهاراً يؤثِّرُ على ما يدور حول مائدة العشاء في منازل موظفينا مساءً. يمكن لأي موظف لديه رئيس سيء إدراك هذا الأمر بالتأكيد. أعتقد أن هذا هو المكان الذي تبدأ فيه القيادة الخادمة. نحن بحاجة إلى التفكير في هذه المسؤولية الرائعة التي وُجدنا من أجلها وندرك أن اختياراتنا وسلوكياتنا تؤثر على الحياة.

لنفترض أن شخصاً ما فقد هدفاً لأنه واجه مشكلة في الحصول على البيانات الصحيحة. من خلال التحقق بانتظام مع موظفيك، ستكون قادراً على استكشاف الأخطاء وإصلاحها، والتشجيع عند الحاجة، والإجابة على الأسئلة ومساعدة موظفيك بشكل عام على تحقيق أهدافهم قصيرة وطويلة المدى. إذا كنت ملتزماً وعلى تواصل دائم معهم، فسوف ينظرون إليك على أنك قائد فريق محترم وليس قائد أو مدير مستبد ومتعجرف. كذلك ستتمكن أيضاً من الحفاظ على الالتزام العاطفي ورعاية الأفكار الجديدة والابداعية للموظفين.  تذكَّرْ أن تكون منفتحاً على التعليقات وافسح المجال لموظفيك ومكِّنهم ليتألَّقوا. وأخيراً امنحْهم فرصاً ليشعروا أنهم يمتلكون المهارات والخبرة ويمكنهم أن يقدموا شيئاً للشركة. نستنتج أن منح موظفيك فرص نمو رفيعة المستوى، ستجعلهم يشعرون أنهم يشكلون قيمة مضافة للمنظمة وأن جهودهم محل تقدير.

كُنْ قائداً من القلب، استثمرْ قلبك في موظفيك واجعلهم ينمون معك.

Show More

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
Back to top button