بناء الثقافة التنظيمية القوية استباقياً يجعل أداء الموظفين عالياً واستثنائياً
إن مهمة المنظمة وقيمها، وأساليب القيادة، والتوقعات المتعلقة بسلوك الموظفين، والعمليات اليومية، وعمليات صنع القرار، ومساحة العمل الفعلية، والموظفين، كلها تتضافر معًا لتكوين بيئة فريدة من نوعها. عندها يبدأ إنشاء ثقافة تنظيمية قوية بربط الموظفين بقيم المنظمة وهدفها ورؤيتها. يمكن أن تساعد الثقافة التنظيمية القوية في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، وتحسين أداء الموظفين، وفي نهاية المطاف مساعدة المنظمات على النجاح والتنافس في مجالها. ولهذا السبب من الضروري بناء الثقافة التنظيمية القوية بشكل استباقي يجعل أداء الموظفين والمنظمة عالياً واستثنائياً.
نصائح تساعد على بناء ثقافة تنظيمية قوية
1. تحديد القيم الأساسية
من الأهمية تحديد القيم التي يجب دمجها في الثقافة التنظيمية بشكلٍ واضح. علاوةً على ذلك، مهما كانت القيم، فمن المهم تحديدها منذ البداية، لأن تلك القيم هي التي ستكون بمثابة الأساس لثقافة تنظيمية قوية.
2. إنشاء منشورات الاستماع
من خلال إنشاء منشورات استماع في جميع أنحاء المنظمة، يمكن جمع بيانات قصصية وكمية حول الثقافة التنظيمية القائمة. كقائد، إذا كنت تستمع بعناية، فيجب أن تؤكد هذه البيانات أن الثقافة التنظيمية القوية تحفز موظفيك، أو تنبهك إلى العلامات التي قد تحتاج إلى إجراء تغيير.
3. بناء السلامة النفسية
كقائد ناجح عليك أن تستمع إلى الانتقادات، وتترفَّع عن رد الفعل الغريزي، وأن تكون منفتحًا على عدم اتخاذ موقف دفاعي حيال ذلك. بالتالي يتطلب بناء السلامة النفسية للموظفين إعادة بناء الثقة والتأكد من أن تصرفاتك وسلوكياتك كقائد عمل تتماشى مع قيم المنظمة.
4. التعلُّم من الأخطاء
الأخطاء هي وسائل حقيقية للتعلُّم، كما أنها تمكِّن الموظفين من الرغبة في التجربة والابتكار. عندها فقط يمكنك بشكل فعلي تعزيز ثقافة تنظيمية قوية والإبداع والابتكار.
5. خلق الزخم في الاتجاه الايجابي
كقائد، إذا كنت تخلق زخمًا في اتجاه إيجابي، فيجب أن تؤكد ذلك استطلاعات المشاركة ومؤشرات الثقة وأرقام الاحتفاظ والتوظيف. لأنك عند كل إجراء صغير تقوم به يصبح نظاميًا. وكل خطوة صغيرة تبدأ في تعزيز جميع الخطوات الأخرى، مما يدفعك إلى الأمام. والعكس صحيح أيضًا، فإذا لم تكن حذرًا، فقد تتجه الحركة نحو السمِّية. لذلك كن دائمًا على اطلاع، لأن الزخم يمكن أن يتزايد في الاتجاه الخاطئ بنفس السهولة.
6. ابحث عن أشخاص يقدِّمون تجارب مختلفة
إن وجهات النظر المتنوعة المرتكزة على رؤية مشتركة تستحق وزنها ذهباً. لذلك يمكن استكمال الثقافة التنظيمية للمنظمة من خلال البحث عن أشخاص يقدمون تجارب مختلفة. لذلك يجب تحديد نقاط القوة والضعف، ثم القيام بملء الفجوات.
7. العمل كفريق
من المهم التوقُّف عن التفكير في الناس من حيث “الموظفين” أو “الأقسام”. علماً أن الجميع جزء من نفس الفريق، لذا عليك كقائد التصرف على هذا النحو. إن الالتفاف حول فكرة “نحن جميعًا في هذا معًا” يبني إحساسًا بالعمل الجماعي والعمل كفريق، مما يعزز الثقافة التنظيمية القوية.
8. الترويج المستمر لقيم المنظمة وأهدافها
قد يتطلب تطبيق ثقافة تنظيمية قوية وقتًا وجهدًا، لكن الترويج المستمر لقيم المنظمة وأهدافها وإعادة التأكيد عليها قد يساعد على القيام بذلك بشكل أكثر فعالية. كقائد يمكن أن يساعدك الاستطلاع المستمر لموظفيك على تحسين الثقافة التنظيمية القوية والحفاظ عليها.
9. تقييم الثقافات التنظيمية المنافسة
كقائد، قم بتقييم الثقافات التنظيمية للمنظمات المنافسة في مجال عملك لفهم الأهداف والمواقف والممارسات التي تؤثر عليها بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، قم بمراجعة بيانات المهمة والرؤى الخاصة بهم لتحديد الخصائص أو القيم التي قد تفيد فريقك بشكل أفضل.
10. طلب تعليقات الموظفين
كقائد عمل ناجح، من خلال طلب تعليقات الموظفين، يمكنك إثبات أنك تقدِّر آراءهم. علاوةً على ذلك، إن كيفية تفاعل الموظفين يمكن أن يكون بمثابة المعيار لعمليات المنظمة بأكملها.
11. استخدام بيانات المهمة والرؤية
يمكن أن تسهل بيانات الرؤية والمهمة الواضحة على الموظفين تحديد أهداف المنظمة طويلة المدى والعمل على تحقيقها. كقائد متميِّز يمكنك استخدام بيانات المهمة والرؤية لإنشاء الأساس لهوية المنظمة وثقافتها التنظيمية.
12. التأكد من فهم التوقعات
القائد الناجح هو الذي يتأكد من أن الموظفين الحاليين يفهمون توقعاته فيما يتعلق بأدائهم وكيفية ارتباط ذلك بالثقافة التنظيمية. لذا يجب تثقيف الموظفين الجدد حول توقعات المنظمة والإجابة على أسئلتهم حول سياساتها.
13. بناء عمليات توظيف وتأهيل مناسبة
كقائد، يجب عليك بناء عمليات توظيف وتأهيل مناسبة، والتأكد من أن أعضاء فريقك يشعرون بالترحيب، ويفهمون بوضوح عمليات التوظيف والتأهيل لديك، ويتمتعون بإمكانية الوصول إلى المعلومات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح.
14. دمج الثقافة التنظيمية في تجربة العمل اليومية
في حين أن الثقافة التنظيمية هي الطريقة التي يختبر بها الموظفون العمل كل يوم، لذلك، عند تطوير الثقافة التنظيمية، من المهم التفكير في كيفية دمج الثقافة التنظيمية في تجربة العمل اليومية.
15. مكافأة الموظفين وتقديرهم
يمكن أن تساعد مكافأة الموظفين وتقديرهم في تحسين الروح المعنوية. علماً أن مكافآت الموظفين يمكن أن تتخذ أشكالًا عديدة. كذلك أيضاً تتيح هذه المكافآت للموظفين معرفة السلوك الذي يحظى بالتقدير وتبقيهم على اتصال بأهداف المنظمة وقيمها. كما أنه يمنحهم إحساسًا بالهدف ويشجعهم على التعلم والتجربة والتعاون.
16. خلق بيئة ترحيبية للجميع
كقائد، اتخذ الإجراءات اللازمة لجذب المواهب المتنوعة وتوظيفها والاحتفاظ بها، مع التأكد من أن مكان عملك يمثل بيئة ترحيبية للجميع. كذلك أيضاً عليك التأكد من احترام الموظفين من جميع الخلفيات وتقديرهم وحصولهم على فرص متساوية من حيث مواهبهم ووجهات نظرهم.
17. زيادة الوضوح
كقائد، يجب عليك زيادة الوضوح من خلال ايجاد طريقة واضحة وملموسة لربط العمل اليومي بأهداف المنظمة. وكذلك أيضاً ابحث عن برنامج لإدارة الأهداف يربط العمل اليومي بالمشاريع التي يعمل عليها الموظفون. بهذه الطريقة، يمكنهم أن يروا بوضوح الأهداف التي يساهمون في تحقيقها وكيف.
18. توفير فرص لتحسين مهارات الموظفين
بالإضافة إلى توفير التدريب للموظفين وإنشاء ورش عمل للتطوير المهني، كقائد، عليك التفكير في توفير فرص جديدة لتحسين مهاراتهم والتقدم في أدوارهم. لأن ذلك قد يساعد على تعزيز الثقافة التنظيمية القوية، ويؤدي إلى مشاركة خبراتهم لتعزيز العلاقات الإيجابية بين الإدارات.
19. استخدام قنوات متعددة للتواصل
كقائد ناجح، استخدم قنوات متعددة لتوصيل رسالتك والتأكد من تعزيزها بشكل صحيح. لتحسين جودة التواصل، عليك أيضاً التأكد من إبقاء كلماتك بسيطة وفي صلب الموضوع، وفكر في لغة جسدك ونبرة صوتك، وتأكد من أن التوقيت والإعداد مناسبان.
20. تطبيق المساءلة
القادة الذين لا يحاسبون موظفيهم يخلقون بيئة سلبية حيث يشعر الموظفون ذوو الأداء العالي بالإحباط، ويقللون من جهودهم، ويغادرون في النهاية. يجب أن يشعر القادة بالارتياح عند تطبيق وإجراء المساءلة الادارية واتخاذ قرارات صعبة مع أولئك الذين لا يظهرون السلوكيات المتوقعة.
الحقيقة هي أن الثقافة التنظيمية سوف تتطور بشكل مستمر. ولكن الفرق هو أنه بدون تطوير وتشكيل الثقافة التنظيمية القوية بشكل فعال، فإن هناك مخاطرة بوجود إطار عمل غير منظم وغامض.