نجاح المستقبل الشخصي والمهني يعتمد على التواصل
خلال أكثر من 30 سنة في مجال التدريس الجامعي وإدارة الموارد البشرية، ومن خلال التجربة الواقعية والفعلية، ازدادت قناعتي ويقيني بأن مهارة التواصل تعتبر من أهم المهارات التي يعتمد عليها النجاح في مسيرة الحياة الشخصية والمهنية. علماً أن امتلاكنا للمعرفة وشهاداتها لا يكفي للنجاح، بل لا يمكن تحقيقه إلاَّ بإتقان مهارة التواصل التي تعتبر أهم وسيلة – إن لم نقل شبه الوحيدة – لتوصيل هذه المعرفة للآخرين وإلى هدفها.
هذه المهارة موجودة في كل مكان بحيث لا يهم ما تفعله أو مكان إقامتك أو كم عمرك أو مهاراتك الحالية. إن مهارة التواصل ضرورية لنجاحك، وحتى يمكننا القول حتى المبالغة، أنها ضرورية لبقائك على قيد الحياة.
1. أهمية مهارة التواصل
مهارتك في التواصل تساعدك لتتفاعل مع الآخرين وتتواصل معهم، وبالتالي قدرتك على توصيل رغباتك واحتياجاتك وأفكارك ستؤثر على النتائج التي تحصل عليها على المدى القصير والطويل. ومع ذلك، فأنت تريد قياس ذلك، فإن بناء هذه المهارات يكاد يكون رهاناً أكيداً لزيادة نجاحك.
ولأننا نستطيع جميعاً التواصل الفعّال بمستوى معين من الكفاءة، ننسى هذه الحقيقة المهمة. نحن نبحث عن المفاتيح المفقودة وأسرار النجاح في العديد من المجالات لدينا. على سبيل المثال، بناء مهاراتنا التقنية، العقلية، العلاجية، الروحانية، العثور على شغفنا، وأكثر من ذلك بكثير. الحقيقة هي أن السر الأكبر ليس سراً على الإطلاق، إنه أمامنا مباشرة. في حين أن أياً من هذه المسارات أو الأسرار الأخرى أو جميعها قد تكون ذات فائدة كبيرة، ولكن بدون زيادة قدرتنا على التواصل بشكل فعال ومقنع، فإننا نضع حداً لنجاحنا ولهذه الفوائد.
2. مهارات التواصل هي مهارات الحياة
بينما تزيد قدرتك على التواصل في مجال واحد من حياتك، فإنك تأخذ تلك المهارات والعادات الجديدة إلى جميع الأجزاء الأخرى من حياتك. هذا يعني أنه سيكون لديك عائد هائل وفوري على استثمارك وجهدك في أن تصبح أكثر فاعلية وثقة في التواصل.
3. التواصل يأتي في أشكال عديدة
أثناء قراءتك لهذه المقالة، من المحتمل أنك كنت تفكر في نوع واحد من التواصل، ربما نوع واحد تعرف أنك بحاجة إلى تحسينه، أو حتى نوع يمثل مصدر قوة لديك. أياً كان ذلك، سواء أكان ذلك مكتوباً، أو وجهاً لوجه، أو عبر الهاتف، أو غير لفظياً، أو في مجموعة، أو التقديم أمام مجموعة كبيرة، فكلهم مهمون وتحسين أي منهم أو جميعهم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على حياتك.
4. التواصل هو مفتاح النجاح
إن الأبواب الكبيرة تفتح وتغلق عبر المفصلات الصغيرة. وكذلك قدرتك على التواصل بشكل فعال هي كمفصلات الأبواب. كلما تواصلت بشكل أفضل، ستفتح حرفياً أبواباً أكبر وأكبر لمستقبلك. اعتبرها بمثابة رافعة ضخمة لنجاحك في المستقبل.
5. التواصل يزيد المعرفة
التواصل يجعلك جزء من مجتمع أكبر، ويمكنك من التفاعل والتشارك مع الآخرين على اختلاف ثقافاتهم ومعارفهم. إن نتيجة هذا التفاعل والتشارك مع الآخرين يزيد من مخزون معرفتك وثقافتك، حيث أنك كما تسعى لتوصيل وجهات نظرك وأفكارك ، فإنك بنفس الوقت تستقبل ثقافات ووجهات نظر ومعرفة الآخرين. لذلك كلما كانت مهارة التواصل لديه فعَّالة، كلما زادت معرفتك.
6. التواصل مرتبط بكل شيء
فكرْ في أي شيء تفعله، وستدرك أن التواصل جزء منه. عندما تكون مع الآخرين، فأنت دائماً تتواصل، ولا يمكنك التوقف فعلياً عن ذلك. نظراً لأن كل ما تفعله تقريباً خلال يومك يتأثر بفعاليتك كمتواصل، كلما تحسنت في ذلك، فإن كل شيء لديك سيتحسن دفعة واحدة. مهما كانت فعاليتك كمتواصل، يمكنك أن تتحسن. يمكنك بناء مهاراتك، ويمكنك اكتساب عادات أفضل. وكلما اجتهدت في تحسين مستوى مهاراتك في التواصل، فإنك ستصبح أكثر فاعلية مع من حولك. لذا، سواء كنت تنظر إلى النجاح على أنه علاقات عظيمة، أو تُحدِثُ فرقاً في العمل أو في مجتمعك، فإن مهارات الاتصال لديك تؤثر على كل لحظة من جهودك.