تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي ضرورة استباقية لمنظمات الأعمال
للأسف العديد من المنظمات تعمل بنهج رد الفعل فيما يتعلق بعملية التوظيف لديها. ربما السبب في ذلك يعود لاقتناعهم بأن زيادة أو تخفيض عدد الموظفين سيخفض التكاليف ويزيد الأرباح للمنظمة. بالتأكيد لن تتحقق هذه القناعة، لأن هذه الممارسة في تخطيط الموارد البشرية ذات أفق ضيِّق ورؤية قصيرة الأجل، ولا تأخذ بالاعتبار العوامل الخارجية والداخلية التي قد تؤثر على المنظمة حالياً ومستقبلياً. من هنا تأتي أهمية تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي، لأنه يعتبر ضرورة استباقية لمنظمات الأعمال. حيث يساعد قادة العمل ومتخصصي الموارد البشرية في مواجهة هكذا تحديات حالياً وفي المستقبل. علاوة على ذلك، فهو يحقق مواءمة استراتيجية الموارد البشرية مع استراتيجية المنظمة.
أهداف تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي
تستخدم المنظمات إطار عمل تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي لمواءمة عمليات التوظيف مع الأولويات والأهداف العامة واستراتيجيات المنظمة. لأن الهدف منه هو مساعدة المنظمة على النجاح من خلال امتلاك موارد بشرية بالحجم والشكل والمكان والتكلفة والقدرة المناسبين. وبالتالي فهو يؤدي إلى ارتباط ممارسات الموارد البشرية باحتياجات أداء المنظمة، التي تساهم بشكل فعلي في اختيار وتعيين موظفين أكثر كفاءة. وبطريقة ما، فهو يهدف إلى تمكين القيادة الادارية ومتخصصي الموارد البشرية للتعامل مع التحولات الابتكارية والضرورات التنافسية التي تفرضها التغيرات والتطورات التي يشهدها عالم الأعمال اليوم.
فوائد تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي
في سوق العمل اليوم، يمثل استقطاب وجذب المواهب تحديًا كبيراً، كما أن الاحتفاظ بها يعتبر أكثر صعوبة. في غياب تخطيط الموارد البشرية المنهجي، قد تفقد المنظمة القدرة على جذب المواهب والاحتفاظ بها وتمكينها عندما تكون في أمس الحاجة إليها. لذا تعزيز نهج تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي له مزايا كثيرة ويعود بالفوائد التالية على منظمات الأعمال:
- الاستعداد للمستقبل من خلال خلق استراتيجية توظيف طويلة الأجل تسلط الضوء على قضايا الموارد البشرية الحالية وتستشرف مستقبلها.
- زيادة قدرات متخصصي الموارد البشرية في إعداد خطط التعاقب الوظيفي التي تستكشف المؤهلات والقدرات البشرية وقادة المستقبل.
- تمكين قادة العمل من وضع السيناريوهات المستقبلية ذات العلاقة بالموارد البشرية وكيفية معالجتها والتعامل معها لتحقيق أهداف واستراتيجيات المنظمة.
- تخفيض تكاليف عملية التوظيف من خلال ضمان أقصى استفادة من المواهب والقدرات البشرية في المنظمة.
- الاعتماد على تحليلات الموارد البشرية لإعداد خطط التطوير المهني للموظفين والمساهمة في رسم مساراتهم الوظيفية. وكذلك تنفيذ استراتيجيات دقيقة وواضحة لجذب المواهب والاحتفاظ بها.
- مواءمة برامج وسياسات الموارد البشرية مع استراتيجية المنظمة، التي تؤثر بشكل إيجابي في نموها وتقدُّمها.
- تحديد المجالات التي تحتاج إلى موارد بشرية إضافية للوصول إلى استثمار إمكاناتها الكاملة. والتي بدورها تساهم بشكل أكبر في سير الأعمال وتحقيق أعلى عائد على الاستثمار.
تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي هو سمة أساسية للمنظمات الناجحة. فهو يحقق للمنظمة ميزة تنافسية ويساعدها في التنبؤ باتجاهات العمل المستقبلية، وتحليل مقاييس الأداء وتحديد الفرص والتحديات التي قد تواجهها في المستقبل.