سمات متناقضة: “دمجها في ممارسة في حياتك اليومية تزيد إمكاناتك الإبداعية”
يسمحُ لنا امتلاك العقل الإبداعي القيام بأشياء جديدة ورائعة وإشراك أنفسنا بطريقة تقرِّبُنا خطوة واحدة من الوصول إلى إمكاناتنا الكاملة. من هنا علينا طرح السؤال التالي: “هل يُولَدُ بعض الناس ليكونوا مبدعين، أم أنها مهارة يمكنك تطويرها مثل العضلات؟”. هناك أنشطة بشرية كثيرة ومتنوعة، ومن بين هذه الأنشطة “الإبداع” وهو أقرب ما يكون إلى توفير الإشباع الذي نأمل جميعاً تحقيقه في حياتنا. والمبدعون يمتلكون سمات متناقضة تتفاعل مع بعضها البعض بطريقة معقدة وتؤثر على إبداع الفرد بشكل عام. قد يساعدك دمج هذه السمات في ممارسة حياتك اليومية على زيادة إمكاناتك الإبداعية:
1) نشيط ومركِّز
يميل المبدعون إلى امتلاك الكثير من الطاقة الجسدية والعقلية. حيث يمكنهم قضاء ساعات طويلة في العمل على مهمة واحدة تجذب انتباههم، كما أنهم يظلُّون متحمِّسين لها باستمرار.
لا يعني امتلاك عقل إبداعي الاندماج دائماً في مهمة إبداعية أو فنية مركزة. يتمتع المبدعون والفنيون بالخيال والفضول، ويقضون وقتاً طويلاً في الراحة والهدوء، ويفكرون بالموضوعات التي تثير اهتمامهم ويسمحون لعقولهم بالتأمُّل والتصوُّر.
2) ذكي وساذج
غالبية أصحاب العقل الإبداعي يعتبرون من الأذكياء، لكن الأبحاث أظهرت أن الحصول على معدل ذكاء مرتفع جداً لا يرتبط بالضرورة بمستويات أعلى من الإنجاز الإبداعي، فالسمات الشخصية مهمة أيضاً.
يُظهرُ الأشخاص ذوو الذكاء المرتفع أداءً أفضل في الحياة بشكل عام، لكن أولئك الذين لديهم معدل ذكاء مرتفع جداً لم يكونوا بالضرورة عباقرة مبدعين. علاوةً على ذلك فإن تحقيق التوازن بين الإبداع والمعرفة العملية يعني معرفة الأفكار التي يجب متابعتها وأيُّها يجب إعادة صياغتها أو التخلي عنها. كما تُعَدُّ مجموعة المهارات هذه جانباً مهماً لكونهم أشخاص مبدعين. وكذلك يجب على المبدعين أن يكونوا قادرين على النظر إلى الأشياء بطرق جديدة، وحتى ساذجة، حتى يتمكنوا من الحفاظ على شعورهم بالدهشة والفضول.
3) مَرِح ومُنضَبِط
الموقف المَرِح هو أحد السمات المميِّزَة للمبدعين، لكن هذه السمة تنعكس أيضاً في سمة متناقضة وهي المثابرة والانضباط. عند العمل في مشروع ما، يميل المبدعون إلى إظهار التصميم والإصرار. قد يعملون لساعات على شيء ما، وغالباً ما يظلُّون مستيقظين حتى وقت متأخر من الليل حتى يكونوا راضين عن عملهم. فالشخص المبدع يدرك أن الإبداع الحقيقي ينطوي على الجمع بين المرح والعمل الجاد المنضبط. وقد يبدو الشخص المبدع مرتاحاً، ومع ذلك يمكن أن يكون مجتهداً ومندفعاً بشكل لا يصدق عندما يتعلق الأمر بمتابعة شغفه.
4) واقعيّ وخيالي
يحبُّ المبدعون أحلام اليقظة وتخيُّل إمكانيات وعجائب العالم. حيث يمكنهم الانغماس في التصوُّر والخيال، مع الإبقاء على أسس كافية لتحويل أحلام اليقظة إلى حقيقة واقعة. غالباً ما يتم وصفهم بأنهم حالمون، لكن هذا لا يعني أنهم يعيشون بالأوهام.
يمكن للمبدعين، بدءاً من العلماء إلى الفنانين والموسيقيين وغيرهم، التوصل إلى حلول مبتكرة لقضايا العالم الحقيقي. في حين أن الآخرين قد ينظرون إلى أفكارهم على أنها مجرد تخيُّلات أو غير ذات صلة، لأن أصحاب العقول الإبداعية يجدون طرقاً عملية لتحويل مفاهيمهم إلى واقع حقيقي.
5) منفتح وانطوائي
في حين أننا غالباً ما نقع في فخ تصنيف الأشخاص على أنهم منفتحون أو انطوائيون، فإن الإبداع يتطلب الجمع بين هذين النوعين من الشخصيات. فقد أظهرت الكثير من الأبحاث أن المبدعين هم منفتحون وانطوائيون على حد سواء، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر انفتاحاً أو انطواءاً وأن هذه السمات مستقرة بشكل ملحوظ. فضلاً عن ذلك فإن المبدعون يميلون إلى إظهار خصائص كل من الانفتاح والانطواء في نفس الوقت، لذلك يمكن أن يكونوا اجتماعيين ومتحفظين، اجتماعيين وهادئين. كما يمكن أن يؤدي التفاعل مع الآخرين إلى توليد الأفكار والإلهام.
6) فخور ومتواضع
يميل الأشخاص المبدعون إلى الافتخار بإنجازاتهم، ومع ذلك فهم يدركون أيضاً واقعهم ومكانتهم. قد يكون لديهم احترام كبير للآخرين الذين يعملون في مجالهم والتأثير الذي كان لتلك الابتكارات السابقة على عملهم. وكذلك يمكنهم أن يروا أن عملهم غالباً ما يكون رائعاً مقارنة بعمل الآخرين، لكنه ليس شيئاً يركِّزون عليه. فهم غالباً ما يركِّزون على فكرتهم أو مشروعهم التالي بحيث لا يركِّزون على إنجازاتهم السابقة.
7) محافظ ومتمرِّد
المبدعون هم مفكرون “خارج الصندوق”، وغالباً ما نفكر فيهم على أنهم غير ملتزمون، بل وحتى متمرِّدون بعض الشيء. من المستحيل أن يكون الشخص مبدعاً حقاً دون أن يكون لديه معايير وتقاليد ثقافية داخلية. فالابداع يتطلب منه أن يكون قادراً على تقدير وحتى احتضان الماضي كمصدر للمعرفة، مع الاستمرار في البحث عن طرق محسنة لإيجاد حلول جديدة. كذلك يمكن للأشخاص المبدعين أن يكونوا محافظين من نواحٍ عديدة، ومع ذلك فهم يعرفون أن الابتكار يعني أحياناً التمرُّد والمخاطرة.
8) شَغُوف وموضوعي
لا يستمتع المبدعون بعملهم فحسب، بل إنهم يحبون ما يفعلونه بشغف. لكن مجرد كونه شغوفاً بشيء ما لا يؤدي بالضرورة إلى عمل رائع. كذلك يمكن للأشخاص المبدعين الاستمتاع بعملهم، بينما يقومون أيضاً بفحصه بشكل نقدي. فالأشخاص المبدعون مخلصون لعملهم، لكنهم قادرون أيضاً على أن يكونوا موضوعيين بشأنه. فهُم على استعداد لتلقِّي الانتقادات من الآخرين، مما يسمح لهم بفصل أنفسهم عن عملهم والعثور على المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
9) حسَّاس وسعيد
إن غالبية المبدعين يكونوا أكثر حساسية وسعادة، وهي خصائص يمكن أن تجلب الراحة والألم. إن ابتكار شيء ما، والتوصل إلى أفكار جديدة والمخاطرة، غالباً ما يعرِّضهم للنقد وحتى الازدراء. قد يكون من المؤلم، وحتى المدمِّر أحياناً، تكريس سنوات لشيء ما، ومن ثم يواجه الرفض أو التجاهل والسخرية. علماً أن الانفتاح على التجربة الإبداعية هو أيضاً مصدر لفرح عظيم، ويمكن أن يجلب سعادة هائلة. ويعتقد العديد من المبدعين أن مثل هذه المشاعر تستحق مقايضة أي ألم محتمل.
هل تمتلك هذه السمات في شخصك؟ … إعلمْ أنه يمكنك أن تمتلكها.