استبدال العبارات السلبية بعبارات أكثر إيجابية أثناء قيادة الفريق يعزِّز الثقة
تعتبر قيادة الفريق أحد أصعب المهام التي تقوم بها كقائد. كما يجب أن تُدرك أن موظفيك لا يعرفون ما الذي تفكر فيه. كذلك لا يمكنهم رؤية أفكارك التفصيلية وتقديرك الصادق لهم والعمل الذي تقوم به وراء الكواليس لإعدادهم للنجاح. لذلك كل ما عليك فعله أثناء قيادة الفريق هو كيفية معاملتهم وماذا تقول لهم. وعليك أن تراقب نفسك ليكون قولك وفعلك متطابقان. ولا تدعْ تعليقاتك وتوجيهاتك اليومية تؤدي إلى تآكل الروح المعنوية وتؤثر سلباً على الحافز وتدمِّر الثقة لدى موظفيك.
كقائد يجب عليك أثناء قيادة الفريق أن تسأل نفسك إذا كنت منحتَهم الأدوات والدعم الذي يحتاجون إليه لإنجاز وظائفهم بكفاءة وفعَّالية. وأيضاً لا بد أن تسأل نفسك عن مدى اندماجهم وراحتهم في أدوارهم الوظيفية. كقائد هناك عبارات يجب عليك عدم استخدامها أبداً عند قيادة الفريق والتحدُّث إليهم:
1) “افعلْ ما أقولُ لك أن تفعلَه… أنا المدير”
كل شخص في مؤسستك له احترامه وتقديره. في حين كنت تضع معايير خاصة بك، فلا يمكنك أن تتوقع دائماً من موظفيك احترام ما تطلب منهم القيام به بناء على معاييرك الخاصة فقط. لذلك تجنَّبْ استخدام العبارة أعلاه عند التحدث إلى موظفيك أو فريقك، لأنها تعتبر أمر مهين وغير لائق ويشير إلى عدم احترامهم وتقديرهم.
إذا لم يفهم الموظف سبب الحاجة إلى القيام بشيء ما، فقدِّم له مزيداً من التفاصيل. وكذلك ساعدْه في معرفة كيف سيفيده تنفيذ ما طلبتَه منه وفريق العمل والمؤسسة ككل. يمكنك أيضاً معرفة سبب عدم رغبة الموظف في القيام بشيءٍ طُلب منه القيام به. هنا يمكنك التوجه له بالقول، “ساعدني في فهم سبب رفضك القيام بهذه المهمة“. حتى إذا كان الموظف لا يزال يقول لا، يمكنك التأكيد على أهمية المهمة وتحديد توقعات العواقب لعدم قيامه بها.
2) “لا تُضيِّعْ وقتي … لقد جرَّبنا ذلك بالفعل من قبل “
يضيف الأشخاص قيمة من خلال مشاركة أفكارهم حول العمليات التي يرونها أو يستخدمونها على أساس يومي. هناك فرصة جيدة أن الأفكار التي يشاركونها قد تم التفكير فيها من قبل أو حتى تمت تجربتها من قبل. لذا فإن عبارات مثل “لا تُضيِّعْ وقتي” أو “لقد جرَّبنا ذلك بالفعل” يمكن أن توقف المبادرة والابتكار من قبل الموظفين. وكذلك تحبطهم وتمنعهم من التفكير في منظور جديد.
الشكر البسيط هو طريقة رائعة لتشجيع الحوار المفتوح والأفكار. قد تقول “شكرًا لك على مشاركة ذلك” أو أخبره “من المثير للاهتمام أنك طرحت هذا الأمر“. رحِّبْ بمساهمات موظفيك ووجهات نظرهم بقول عبارات مثل، “شاركوا معي رؤيتكم أو وجهة نظركم حول كيفية تحسينها“.
3) “أشعُرُ بخيبة أمل فيك”
هذه العبارة يستخدمها الآباء غالباً مع أطفالهم، وقد تجعل الموظف يشعر أنه يعامل مثل الأطفال. بدلاً من ذلك، قدِّمْ ملاحظات محدَّدة وبنَّاءة. على سبيل المثال، قل “لقد خاب أملي في العمل الذي قدمته في المشروع“. ثم أخبره لماذا. “لم يتم تنسيق المشروع بشكل صحيح وكان من الصعب متابعته“. وقدِّمْ الدعم والاقتراحات للمشروع التالي من خلال قولك “بالنسبة للمشروع التالي، لماذا لا نجتمع ونجري مراجعة نهائية قبل تقديم المعلومات إلى الفريق؟“.
4) “لقد لاحظتُ أن بعضكم يتأخر باستمرار عن العمل”
إذا تسبب أحد موظفيك في مشكلة، مثل الحضور متأخراً باستمرار، فلا ترسل بريداً إلكترونياً شاملاً إلى كل الفريق لمحاولة تصحيح سلوك هذا الموظف. قد لا يدرك الموظف المقصِّر أنه موجَّه له على أي حال، ويمكن أن يشعر باقي أعضاء الفريق بالإحباط بسبب معاقبتهم على شيء لا يفعلونه. كذلك إذا استمريت بإرسالك للبريد الإلكتروني الذي يشمل الجميع، فقد يبدأ الفريق في الاستياء منك للسماح لهذا الموظف بالاستمرار بالمشكلة دون اتخاذ أي إجراء بحقه، بدلاً من معالجة المشكلة مع الموظف بشكل فردي. لذلك عليك معالجة الموقف بشكل مباشر (وسرِّي) مع الموظف المقصِّر.
5) “لستَ بحاجة إلى فهم سبب قيامنا بذلك بهذه الطريقة… تحتاج فقط إلى الوثوق في أن قيادتك ستفعل الشيء الصحيح دائماً “
لا أحد يريد أن يشعر وكأنه “مُهمَّش“. لأن الجميع يريد أن يشعر وكأنه جزء من مجتمع أكبر حيث أفكارهم مهمة للآخرين وتضيف قيمة إلى المؤسسة.
قد تكون أفضل طريقة لإعادة صياغة العبارة أعلاه كالتالي “لقد أخذنا في الاعتبار أكبر قدر ممكن من المعلومات في اتخاذ هذا القرار، بما في ذلك المدخلات التي ساهم بها العديد منكم. كما هو الحال دائماً، نحن منفتحون على أفكاركم، ولكن في الوقت الحالي، يبدو أن هذا هو أفضل مسار لفريق العمل لدينا“.
6) “أنت محظوظ لأنك حصلت على وظيفة”
لا أحد يعمل بشكل جيد في بيئة تجعلهم يشعرون فيه بأنهم مدينون لصاحب العمل. إذا لم ينجح الأمر مع موظف معين، فيجب على القائد التعامل مع مشكلات الأداء المطروحة وإيجاد طريقة لتصحيحها أو طرق جزئية مع الموظف. إذا كان موظفك يقول لا، عندما يُطلب منه أداء مهمة معينة، حاولْ فقط أن تفهم المشكلة. بدلاً من العبارة أعلاه يمكنك قول “أخبرني بأسبابك“، أو اسأل “ما الذي يمنعك من القيام بذلك؟“.
7) “لماذا” لم تفعل هذا؟ … “لماذا” فعلت ذلك بهذه الطريقة؟
تعتبر كلمة “لماذا” محفِّزاً قوياً عند استخدامها لشرح شيء ما. لأنها تسمح لشخص ما بسماع الأسباب الكامنة وراء العملية أو الاجراء، أو القيمة الكامنة وراء القرار الذي تم اتخاذه. وكذلك يمكن أيضاً أن تكون عامل محفِّز إذا تم استخدامها للتشكيك في سلوك شخص ما. كطبيعة بشرية لدينا الشعور الدائم بالحاجة إلى الدفاع عن منطِقِنا أو معتقداتنا أو قِيَمِنا عندما يتحدانا أحدهم بـكلمة “لماذا”.
كقائد إداري متميِّز استخدمْ كلمة “كيف” أو “ماذا” بدلاً من ذلك. وكذلك استخدام عبارات مثل “كيف يمكنني المساعدة؟” أو “ماذا يمكنني أن أفعل لدعمك؟” تعتبر بدائل جيدة.
8) “أنا متحمس للإعلان عن هذا الانجاز… ولقد عملتُ بجد لساعات طويلة لإنجاز هذا العمل”
لا تنسب الفضل لشخصك أبداً على حساب عمل وإنجاز موظفك، خاصة أمام الفريق. الادِّعاء بأنك توصلت إلى شيء ما أو صممت أو أنتجت شيئاً قام به موظفك فعلياً يضعف معنوياته ومعنويات وفريق العمل ويجعل الأمر يبدو أنك لست على استعداد لمشاركة الانجازات مع مرؤوسيك.
بدلاً من ذلك، خذ دقيقة لتسليط الضوء على الموظف وفريق العمل الذي ساهم بشكل كبير في الانجاز. عندها سيقدر الجميع ذلك، وستظل تحصل على الفضل كقائد لهذا الموظف وفريق العمل.
9) “عمل جيد اليوم”
بيان أو تصريح مثل هذا يعتبر غامض جداً بحيث لا يكون مؤثِّراً. وهذا يترك الموظفين غير متأكدين مما فعلوه جيداً. قد يقودهم هذا إلى الاعتقاد بأنك لا تولي اهتماماً حقيقياً لما يفعلونه وأنك تعطيهم عبارات غير ذات أهمية و “لرفع العتب“.، بدلاً من ذلك، كن محدداً. على سبيل المثال، قل “عمل رائع في التعامل مع هذا العميل المستاء هذا الصباح… لقد أظهرتم حقاً الصبر واتخاذ القرار الرائع“!
10) “إجازة؟… ألم تأخذ إجازة منذ فترة قريبة؟… لماذا تحتاج إلى الذهاب في إجازة؟”
قد يؤدي صدور مثل هذه العبارات منك لموظفيك إلى شعورهم بالسوء أو بالذنب لأخذ الإجازة التي حصلوا عليها. بدلاً من ذلك، ادعمهم بقولك “إجازة؟ هنيئا لك… من المهم أن يكون لديك توازن بين العمل والحياة … إجازة سعيدة!“
ابدأ في الاستماع إلى ما يقوله موظفوك لك. ماذا يطلبون؟ ما الذي تقوله لغة جسدهم فعلاً؟ اطرح بعض الأسئلة الإضافية للتوضيح عند الحاجة. وتأكد من استبدال العبارات السلبية بعبارات أكثر إيجابية أثناء قيادة فريق العمل.