مبادئ مهمة تساعد القادة في اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة المهنية
يتخذ المديرون وقادة الفرق وموظفيهم القرارات باستمرار كل يوم. العديد من هذه القرارات، بالطبع، ليست أكثر من ردود تلقائية على المواقف المألوفة التي يتعين عليهم فيها الاختيار بين خيارين أو ثلاثة خيارات. مع استمرار التقدم في الحياة المهنية، تصبح هذه القرارات أكثر أهمية. وعندما ترتفع المخاطر، من السهل أن نشعر بالخوف والقلق من اتخاذ قرار خاطئ. ومع ذلك، من وقت لآخر، يتعين علينا جميعًا اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة المهنية، حيث يعتمد عليها مسار مستقبلنا ومستقبل الآخرين.
عند مواجهة موقف كبير أو معقد، حينئذٍ المنطق والبديهة والعقل المنفتح سيؤدون إلى قرارات أكثر فاعلية. عندما تتعامل مع مشكلة ما، جرِّدْ عقلك من الآراء والأحكام المسبقة، ثم قم بتجميع حقائق الموقف وتعلمها بشكل بديهي ومنطقي. من خلال فهم علاقة السبب والنتيجة التي ينطوي عليها الموقف، يمكنك صياغة حلول تتعامل مع جذر المشكلة. ومن خلال الحفاظ على ذهن متفتح، يمكنك بشكل خلاَّق تطوير بدائل للاختيار من بينها عند اتخاذ قرارك النهائي. وبالتالي يعتمد نجاحك على قدرتك على اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة المهنية والشخصية في إطار زمني مناسب.
فيما يلي بعض المبادىء والارشادات لاتخاذ القرار الصحيح:
1. نظِّم قراراتك
كلما زادت القرارات التي تتخذها بشكلٍ واعي ومنظَّم، زادت قدرتك على مواءمتها مع أهدافك. علماً أن كل قرار تتخذه يقرّبك أو يبتعد بك عن أهدافك النهائية في الحياة. لذا التفكير الاستراتيجي يعني النظر في كيفية تأثير قراراتك اليوم على مستقبلك. وبالتالي، عندما تتماشى قراراتك مع ما هو مهم بالنسبة لك، تصبح الحياة ذات مغزى ومنتجة ومرضية.
2. اخترْ توقيت جيد لقراراتك
الكثير من قادة العمل والمدراء يقعون في فخ التوقيت عند اتخاذ القرارات، إما يتخذونها في وقت مبكر جدًا أو بعد فوات الأوان. فالبعض يتخذ قرارات بسرعة كبيرة وبدون تفكير مناسب. أما البعض الآخر يؤخر اتخاذ القرارات لأنهم يخشون ارتكاب خطأ أو يخشون التغييرات التي ستنتج. كقائد عمل ناجح، اخترْ التوقيت الجيد واتخذ قراراتك في الوقت المناسب.
3. حقِّقْ التوازن وعدِّدْ خياراتك
كقائد عمل متميِّز، كي تتخذ القرار الجيد دائماً، حقِّقْ التوازن في بعض العوامل ذات العلاقة به. على سبيل المثال، افعل كل ما يقلقك قبل القرار وبمجرد اتخاذ القرار، توقف عن القلق. وبما أن الكثير من التفكير يؤجل العمل؛ والكثير من العمل قد يكون على حساب الفكر، ابحث عن التوازن الصحيح. إضافة لذلك، انظر إلى المخاطر المحتملة لقرارك، ولكن بمجرد اتخاذ القرار، خذ زمام المبادرة بشجاعة. اختر المسار الذي يخلق المزيد من الخيارات لك. كلما زادت خياراتك، زادت فرصك. بشكل أساسي، أنت تخلق الفرص لنفسك.
4. طوِّرْ حدسك
بغض النظر عن الطريقة التي تستخدمها لاتخاذ القرار، تأتي لحظة تشعر فيها غريزيًا ما إذا كان القرار صحيحًا أم لا. لذا يعمل الحدس بشكل أفضل عندما تنتهي من العمل الأساسي، وتراكمت لديك الكثير من الخبرة في هذا المجال. وبالتالي خذ وقتًا لتنمية وتطوير حدسك لأنه ليس خطأً أبدًا وله مصلحتك الفضلى.
5. تابعْ قراراتك وراجعْها
يعتمد القرار الناجح على الدافع والمهارة في التنفيذ بقدر ما يعتمد على فهمه بشكل صحيح. كما أن القرارات هي مزيج من الأهداف والمعلومات والنتائج والإجراءات. ليس هناك ما يضمن أن أيًا من هذا المزيج متوفر أو صحيح. بينما لا يوجد قرار مثالي، لذلك عليك إبقاء قرارك دائما قيد المتابعة والمراجعة.
6. اطرحْ وجهات النظر الأخرى
هناك قاعدة في اتخاذ القرار هي أن المرء لا يتخذ قرارًا ما لم يكن هناك خلاف. إحدى الطرق التي يضمن بها عدم قيام المنفتحين بإزاحة آراء الآخرين هي الحصول على مستند مشترك حيث يتم طرح فكرة ويمكن للناس مشاركة أفكارهم والاختلاف بشكل غير متزامن. أحط نفسك بأشخاص قد يختلفون معك بوجهات النظر.
7. كن جريئاً ولا تتردَّدْ
في بعض الأحيان، يصبح الخوف أحد الأدلة الافتراضية ومبرراً لاتخاذ القرار. ولكن في أحيان أخرى، قد تتخذ خيارًا أكثر تجنبًا للمخاطرة قد لا يخدمك أنت أو مؤسستك. أسوأ شيء يمكن أن تفعله عندما يتعين عليك اتخاذ قرار هو ألا تفعل شيئًا. كذلك إذا ترددت ولم تتخذ قرارًا ما، فسيقوم شخص آخر باتخاذه. كن جريئًا وشجاعًا، واتخذ القرار المناسب ولا تتردد أو تخف من أن ينتقدك أحد. هناك خيار آخر وهو أن تحيط نفسك بأشخاص قد يكون لديهم مستوى مختلف من تحمل المخاطر عنك لمنحك وجهات نظر إضافية يجب وضعها في الاعتبار.
8. اهتمْ بقراراتك قصيرة المدى للمكاسب طويلة المدى
ضع في اعتبارك أنه غالبًا ما يكون لدينا إحساس أفضل بما نريده ونهتم به على المدى القصير أكثر من المدى الطويل. من خلال التحسين الطفيف في قراراتك على المدى القصير، فإنك تزيد من فرصك في أن تكون على صواب بشأن المشاعر الإيجابية التي ستختبرها، خاصة في الوقت الحالي. فإذا كنت في حالة مزاجية جيدة، فسيؤثر ذلك بشكل إيجابي على تفاعلاتك وعملك الحالي، والذي قد يكون له مكاسب طويلة المدى.
9. اضبط تحيزاتك وافعل ما هو مناسب للأعمال
سواء كنت تقود منظمة أو فريقًا أو مشروعًا، يجب أن تكون القرارات التي تتخذها حول الهدف الذي تتطلع المجموعة إلى تحقيقه، وليس أهدافك الشخصية. بالطبع، يجب أن تكون الحوافز المناسبة في مكانها الصحيح، لذا يجب أن يكون ما هو مناسب وجيد للمنظمة مفيدًا لك أيضًا. قاوم أي إغراء لوضع احتياجاتك الخاصة فوق المنظمة. في حين تتأثر قراراتنا بتحيزاتنا الطبيعية، تعرَّف على كيفية تأثير التحيزات الشائعة على القرارات التي تتخذها وكيفية التغلب عليها بذكاء.
اتخاذ القرار هو فن أكثر منه علم. لكن الممارسة والتعلم من نتائجنا قد يقربنا على الأقل من تحقيق أهدافنا من اتخاذ القرارات. عندما لا تعرف ماذا تفعل، يمكن أن تساعدك المبادئ في اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة المهنية. يضمن اتخاذ القرار على أساس المبادئ أن اختياراتك تدعم قيمك عبر مجموعة متنوعة من الظروف. يمكن أن يساعدك اتخاذ القرارات المستندة إلى المبادئ على اتخاذ خيارات أفضل في حياتك ومن أجل مؤسستك.