الاستشراف سلوك موجِّه للمستقبل ومفتاح للنجاح
الاستشراف مفتاح للنجاح في جميع مجالات حياتنا، بما في ذلك قرارات الحياة الرئيسية. على عكس الأشخاص الذين يفتقرون إلى مهارة الاستشراف، فإنه من المرجَّح جداً أن يجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل عندما تختفي الوظائف بشكل غير متوقع بسبب التقنيات الجديدة، أو المنافسة أو التحولات في أذواق المستهلكين. لذلك بدون الاستشراف غالباً ما يكون لدينا فكرة قليلة عما يجب القيام به بعد ذلك. لذا فإن تطوير مهاراتنا في الاستشراف ربما تكون أفضل طريقة لحماية وظائفنا الحالية وإمكانية التوظيف في المستقبل.
الاستشراف يمنحنا قوة متزايدة لتشكيل مستقبلنا حتى في أكثر الأوقات اضطراباً وتغيُّراً. سيكون الأشخاص الذين يمكنهم التفكير في المستقبل مستعدين للاستفادة من جميع الفرص الجديدة التي يخلقها التقدُّم الاجتماعي والتكنولوجي السريع.
الاستشراف مهارة للنجاح
الاستشراف هو قدرتنا على رؤية الأنماط التي ستؤثر على مستقبلنا. إنه من السمات المهمة وراء النجاح والتحفيز. وكذلك هو قدرتنا على التنبؤ بدقة بالنتائج المستقبلية. حيث يشكل رؤية طويلة المدى “للصورة الأكبر” لكيفية تطوُّر أحداث معينة على مدى فترة من الزمن، وكيف يمكننا التصرف للتأثير على نتائج معينة في حياتنا.
إن التفكير في الماضي والمستقبل ينشِّط أذهاننا ويؤكد فكرة أن ذكرياتنا وتجاربنا السابقة تلعب دوراً مهماً في تخيُّل وتوقُّع الأحداث المستقبلية. وذلك لأننا نستخدم تجاربنا السابقة كطريقة لتعلُّم القواعد أو الإرشادات العامة حول كيفية سير الأعمال والأحداث في العالم فعلياً. ثم نأخذ هذه الإرشادات ونستخدمها للتنبؤ بالأحداث المستقبلية.
الاستشراف هو سلوك موجِّه نحو المستقبل. في حي نحن لا نهتم فقط بما يحدث في الوقت الحاضر، ولكن لدينا رؤية طويلة المدى للاحتياجات المستقبلية، وفكرة عن كيفية الوصول إلى هناك. لذلك الاستشراف مفتاح للنجاح وهو مهارة مهمة في أي جزء من الحياة. علماً أن أولئك الذين لديهم مهارة الاستشراف لديهم أفضل إعداد للمستقبل وبالتالي أفضل النتائج.
طرق مفيدة لبناء الاستشراف في حياتك اليومية
فيما يلي بعض الطرق الأساسية يجب القيام بها إذا كنت ترغب في بناء استشراف أكثر دقة وفعالية في حياتك اليومية:
1. اكتسبْ المعرفة. كلما زادت معرفتك بالموضوع، كان من الأسهل العثور على أنماط وموضوعات مشتركة ضمن هذا الموضوع. اقرأ الكتب والمقالات والدراسات العلمية لاكتساب أكبر قدر ممكن من المعرفة حول شيءٍ ما.
2. اكتسبْ الخبرة. توفِّر الخبرة العملية المباشرة نوعاً من المعرفة والرؤى التي لا يمكن العثور عليها في المقالات أو الكتب. لذلك حاولْ إيجاد طرق لتعريض نفسك بنشاط لأشياء جديدة وبناء مجموعة واسعة من الخبرات للتعلُّم منها والاستفادة منها عند تطبيق الاستشراف.
3. فكِّر بشكل افتراضي. قم بتشغيل “تجارب فكرية” في عقلك، واسألْ نفسك عن الأسباب والتأثيرات المحتملة لبعض المواقف التي لا تعرف إجابتها بالضرورة. وكذلك فكِّرْ واسأل نفسك: “هل هذا منطقي أم ممكن؟”، ومن ثم استخدمْ معرفتك لمساعدتك.
4. قم بعمل تنبؤات صغيرة. تدرَّب على عمل تنبؤات صغيرة ومنخفضة المخاطر فقط لاختبار استشرافك. من الناحية المثالية، كلما زادت المعرفة والخبرة التي تمتلكها في شيءٍ ما، يجب أن تكون أكثر راحة في استخدام الاستشراف. لكن لا تقع في فخ “التفوُّق الوهمي” من خلال الإفراط في الثقة في الأشياء التي لا تعرف الكثير عنها فعلاً. لذا عليك أن تكون صادقًا مع نفسك قدر الإمكان.
5. العب دور الناقد. كن دائماً على استعداد لاختبار الافتراضات بعينٍ ناقدة، وحاولْ البحث عن المواقف التي قد تكون فيها مخطئاً، أو أن “القاعدة” أو “التوجيه” التي تفكر فيها لا تعمل. يمكن أن يساعدك ذلك في صقل تفكيرك واكتشاف العوامل المختلفة التي قد تؤثر على موقف لم تضعه في الاعتبار من قبل.
انظر إلى نفسك في المستقبل
من المهم للنجاح والسعادة أن يكون لديك فكرة وتُخطِّط للمستقبل. كلما كان استشرافك أفضل، كلما استطعت التصرف وفقاً لذلك اليوم حتى تجد نفسك أفضل حالاً غداً. واسال نفسك الأسئلة التالية:
- كم مرة تنظر فعلاً إلى مستقبلك؟
- هل لديك فكرة أين ترى نفسك بعد 5 أو 10 سنوات؟
- أي أهداف أو تطلُّعات أو اهتمامات طويلة المدى؟
- أين تريد نظرياً أن تكون بعد 5 أو 10 سنوات إذا كان لديك خيار؟
- ما هي أنواع الأشياء التي تحتاجها للبدء في القيام بها للوصول إلى هناك؟