مهارات التعامل مع الآخرينمهاراتنا

استراتيجيات الإقناع الجيدة تُمكِّنك من الارتقاء بحياتك الشخصية والمهنية

في العالم المهني، تعد القدرة على إقناع الآخرين مهارة بالغة الأهمية يجب أن تمتلكها. علماً أن الإقناع هو أحد أفضل المهارات الناعمة للموظفين لأنها تزيد من أداء المنظمة وتعزز الحياة المهنية للشخص، مما يجعل هذه المهارة الناعمة ذات قيمة على العديد من المستويات. عند التفكير في كيفية أن تكون أكثر إقناعًا في الحياة الشخصية والمهنية، فإن اعتماد استراتيجيات الإقناع الجيدة يعمل على تحسين قدرتك على التواصل ومشاركة الأفكار في حياتك الشخصية والمهنية.

التركيز على تبادل الأفكار ووجهات النظر يمكن أن يجعل الآخرين أكثر تقبُّلاً لأفكارك ويأخذون بعين الاعتبار وجهات النظر التي لم تكن لديهم من قبل. لذلك من الضروري التركيز على نقاط الاتفاق، مما يشير إلى أنك منفتح الذهن  وتهتم لمصالحهم ومستعد لإجراء تعديلات، بدلاً من أن تفرض أفكارك عليهم.

عندما تتحدث مع الآخرين وفهمك للتباين في وجهات النظر، يمكنك ضبط سلوكك بما يتناسب مع اهتماماتهم. نتيجة لهذا السلوك من طرفك فإنك تُظهر الاحترام وتخلق جو من التفاهم، مما يجعل الطرف الآخر أكثر انفتاحاً لإعادة النظر في وجهة نظره.

إن الأشخاص يشعرون بالاهتمام عندما تتحدث وتشير إليهم بأسمائهم. لذلك حتى تكون مقنعاً عليك التأكد أنك تستخدم أسماء الآخرين في كل مرة تراهم وتتحدث فيها.

لكي تكون مقنعاً عليك أن تقدِّم باستمرار التضحيات التي تدعم وجهة نظرك. علماً أن ذلك سيجذب الناس على المدى الطويل. علاوةً على ذلك، من الأفضل أن تكون ناجحًا بدلاً من أن تكون “على حق”.

إذا كنت تريد أن يتقبَّلك الآخرون ويقتنعون بأفكارك، تحدَّثْ معهم بوجهٍ بشوش، وسوف يردُّون لك الجميل دون وعي ويشعرون بالرضا نتيجة لذلك. علاوةً على ذلك إذا كان لديك حماساً حقيقياً لأفكارك وتتمتع بوجهٍ بشوش، بالتأكيد ستكون مقنعاً.  

إن ترويجك لفكرةٍ ما يمكن أن تكون حلاً لحاجة موجودة، يمكن أن يساعد في جذب انتباه الطرف الآخر. علاوةً على ذلك إن مصداقية اقتراحاتك وأفكارك تخلق شعور بالحاجة يزيد من قدرتك على الإقناع.

استخدام الصور الكلامية يؤدي إلى رسم صورة ذهنية لدى الطرف الآخر تربط القيم المفيدة وتشجِّع شعوره بالإثارة أو الفضول، مما يؤدي إلى ردود فعل إيجابية والتأثير على سلوكه. نتيجة لذلك إن استخدام الصور الكلامية الوصفية أو الدلالات الإيجابية يضفي الحياة على اقتراحاتك وأفكارك وتصبح أكثر إقناعاً.

عندما يدرك الطرف الآخر أن أفكارك واقتراحاتك ستوفر له فوائد ومزايا شخصية، فسيكون أكثر ميلاً إلى الاقتناع بها. لذا عليك توضيح الفوائد والمزايا التي سيحققها الطرف الآخر باقتراحاتك، حيث سيؤثر على تصوره لمدى معقولية أفكارك والاقتناع بها.

إن طرحك سؤال أو تركك قصة غير مكتملة، أثناء الحوار والنقاش، يجذب انتباه الآخرون ويثير فضولهم ويؤثر على سلوكهم، مما قد يؤدي إلى إقناعهم بما تقدمه من أفكار ومقترحات.

إن توليدك للشعور بالارتباط مع الآخرين من خلال التواصل البصري، ومدحهم، والتصرف بصدق، تخلق بيئة من الود والثقة يمكن أن تشجعهم على الاستماع إليك والاقتناع بأفكارك.

ضع نفسك في مواقف مختلفة من خلال برامج التعلُّم والتطوير حتى تتمكن من تحسين قدرتك على الإقناع. علماً أن مدى نجاحك في الإقناع يعتمد كليًا على مقدار استثمارك الوقت والجهد والممارسة، فهذه مفاتيح النجاح.

الناس يتفاعلون مع ذوي السلطة غرائزياً، لذا ابحث عن مصدر يجعلك تمتلك سلطة معينة، على سبيل المثال مصدر موثوق للمعلومات. فإن امتلاكك السلطة يجعل الآخرين يستمعون إليك وبالتالي إقناعهم.

حتى تبني أفكارك بحزم وثقة وتكون مقنعاً، ركِّز على أن تكون واثقًا وهادئًا وليس انتهازياً أو عدوانياً. فحتى لو كنت تعتقد أن فكرتك هي الأفضل، امنح الآخرين الوقت للتفكير بها ولا تكن انتهازياً.

يجب إظهار الاهتمام الحقيقي باحتياجات الطرف الآخر من خلال طرح الكثير من الأسئلة. علاوةً على ذلك يحب الناس أن يعرفوا أنك تستمع جيداً، وشيء بسيط مثل سؤال توضيحي يظهر ليس فقط أنك تستمع ولكن أيضًا أنك تهتم بما يقولونه. بالتالي ستصبح أكثر قدرة على الإقناع.

إذا اقترحت فكرةً ما، وحددت توقعاتك لتحقيقها، فقد يشكك الطرف الآخر في البداية. ولكن بمجرد أن يرى أن الفكرة أو المبادرة في الممارسة الواقعية وتعمل بشكل جيد سيكون أكثر عرضة لتصديقك والاقتناع في المستقبل.

عندما تحاول إقناع الآخرين، فإن طمأنتهم بصدقك يزيد الثقة. عندما تتمكن من التحدث بثقة والتقديم بطريقة تلفت الانتباه إليك، فسوف تنجح في تقديم أفكارك، ويتخلى الناس عن حذرهم ويصبحون أكثر تقبلاً واقتناعاً.

إن معظم الأشخاص يقررون ما إذا كانوا معجبين ومقتنعين بك أم لا خلال الثواني السبعة الأولى من المحادثة. ولكن من خلال معرفة ذلك، يمكنك الاستفادة منه لتحقيق مكاسب هائلة في إعجابك وقدرتك على الإقناع.

قم بإعداد أفكارك جيداً وحدِّدْ ما تريد قوله، والتأكد من أن كل شيء واضح في ذهنك قبل الدخول في أي محادثة. بهذه الطريقة، ستكون واضح الهدف وطريقة تحقيقه، مما يجعلك أكثر إقناعاً.

عندما تحاول استعجال الآخرين للاقتناع بأفكارك، في الواقع سيكونون أكثر تمسكاً بآرائهم. إذا كان موقفك قويًا، عليك بالصبرَ والتأنِّي ومنحهم الوقت الكافي. غالبًا ما يمكن للوقت أن يؤثر ايجاباً ويؤدي إلى الاقتناع.

سيكون لديك فرص أفضل لإقناع الآخرين بالأفكار والمقترحات التي لديك بيانات وأدلَّة ومعرفة أو خبرة مباشرة فيها. لذلك تأكد من إحضار الكثير من الأدلة للأفكار والمقترحات التي تريد إثباتها.

انتبه جيدًا لتواصلك غير اللفظي، فلغة الجسد الإيجابية تجذب الأشخاص وقد تجعلهم أكثر اقتناعاً وتقبلًا لأفكارك. علماً أن الطريقة التي تقول بها شيئًا ما لا تقل أهمية عمَّا تريد قوله.

Show More

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
Back to top button