إجراءات فعَّالة لتعظيم عائد الاستثمار في التدريب
تميل قيادة المنظمات إلى اعتبار التدريب أمرًا مفروغًا منه، ولكن هناك قيمة حقيقية في برامج التدريب الجذابة والمصممة جيدًا. باعتبارك متخصص موارد بشرية في التعلُّم والتطوير، فأنت تعرف مدى أهمية التدريب للموظفين، وكيف تدعمها الأرقام. لذلك فإن تتبُّع مؤشرات الأداء الرئيسية أمرًا بالغ الأهمية لأن كل شيء في العمل يحتاج إلى تعظيم عائد الاستثمار في التدريب وإظهاره. وإلا فإنك تخاطر بتخفيض ميزانيتك، أو ما هو أسوأ من ذلك، فقد يتم اقتطاع برنامجك بالكامل. وبالتالي لا بد من توفُّر مقاييس التدريب الصحيحة لديك لإظهار قيمة برنامجك التدريبي للإدارة وتعظيم عائد الاستثمار فيه.
أهمية عائد الاستثمار
عائد الاستثمار هو مؤشر اقتصادي يوضِّح تأثير برنامجك من الناحية الاقتصادية (المالية). كما أنه يخبرك بفوائد البرنامج بالنسبة لتكاليفه، حيث يُظهر القيمة التي يضيفها برنامجك التدريبي إلى المنظمة، مثل زيادة الأرباح أو توفير التكاليف.
يُعد فهم عائد الاستثمار لبرامج التدريب أمرًا مهمًا بشكل خاص في كسب تأييد القادة في جميع أنحاء المنظمة. فإذا أدرك قادة الأقسام والوحدات أن تدريب الموظفين يمكن أن يكون له مكاسب كبيرة، فمن الأرجح أنهم سيدعمون الاستثمار في الميزانية، وكذلك أيضًا إعطاء الأولوية لتسهيل مشاركة مجموعتهم. إليك بعض الاجراءات الفعَّالة التي تساعدك في تعظيم عائد الاستثمار في التدريب:
1. ضعْ أهدافًا تنظيمية
كقائد عمل متميز، ولإحداث تغيير ايجابي في سلوك القوى العاملة في المنظمة، عليك وضع أهداف تنظيمية واضحة للتدريب وتوصيلها بشكل صريح ومباشر لموظفيك حتى يدركوا ما هو متوقع منهم قبل التدريب وأثناءه وبعده. لأن ذلك يؤدي إلى التحسين الفعلي والعملي لمعرفتهم ومهاراتهم، مما يساهم في تحقيق الفائدة من العملية التدريبية.
2. خصِّص التدريب
بما أن الغاية الأساسية هي عائد الاستثمار، فمن الأهمية البالغة مراعاة هذا الجانب عند اختيار أو تحديد البرنامج التدريبي. حيث يجي أن يلبِّي هذا البرنامج احتياجات العمل والمنظمة، ويؤدي إلى التحسين والتطوير المطلوب في مهارات وسلوك الموظفين. لذلك من المفضل عند اختيارك برنامج تدريبي، أن يكون مخصصاً وليس عاماً، ويتلاءم مع متطلبات العمل ويستهدف سد الفجوات ويوفر النتائج التي تحتاجها.
3. استشِرْ لتحديد فجوات المهارات
أثناء إجراء تحليلات الموارد البشرية لرصد وتحديد الفجوات والثغرات المحتملة في مهارات الموظفين، يتطلب ذلك الاستفادة من خبرات فريق العمل أولاً، ثم عند الحاجة الاستعانة بخبرات واستشارات خارجية. لأن وجهات النظر المتعددة والمختلفة والمشورة تساعد في الرؤية الواضحة فيما يتعلق بتحديد الفجوات في مهارات القوى العاملة.
4. وفِّرْ بيئة للاهتمام
كمدير ناجح، احرص على توفير بيئة لاهتمام الموظفين بالتدريب، من خلال اعتمادك النهج الاستباقي في استبعاد جميع الالهاءات الممكنة والمتوقعة. على سبيل المثال، عدم وجود هواتف، وعدم ترك التدريب لحضور اجتماعات، وعدم وجود رسائل بريد إلكتروني للرد عليها وما إلى ذلك من استخدامات لوسائل التواصل الاجتماعي. لذا لكي يحصل موظفوك على أقصى استفادة من برنامج تدريبي، فإنهم يحتاجون إلى إعادة جدولة أنشطتهم ومهامهم وتخصيص الوقت للتركيز والاهتمام أثناء التدريب.
5. شجِّعْ الالتزام
عندما يدرك موظفوك أهمية وقيمة التدريب، فمن الطبيعي أن يحققوا الفوائد المرجوة منه للتطوير المهني. كمدير ناجح عليك توجيه موظفيك وتشجيعهم على إدراك ما قد يتضمنه التدريب، وما الذي يريدون الاستفادة منه، والالتزام به.
6. شجِّعْ الاندماج والتركيز
بما أن البرنامج التدريبي مخصص لتلبية احتياجات العمل، فمن الأهمية بمكان أن تقوم بالاختيار الأفضل لمقدمي هذه البرامج. حيث يجب أن يكونوا محترفين وجيدون ويستطيعون تكييف أساليبهم للتأثير على المتدربين من ناحية المشاركة والتركيز. وكقائد عمل ناجح عليك أولاً المتابعة وتشجيع اندماج وتركيز موظفيك أثناء التدريب، وثانياً التواصل الفعال مع مقدمي البرامج لتحقيق ذلك.
7. عزِّزْ الارتقاء الوظيفي
يعتبر التطوير الشخصي والمهني من العوامل المهمة في استمرارية الأعمال والارتقاء المهني والوظيفي. على سبيل المثال، تعزيز السلوك القيادي، وممارسات التعلُّم المنهجي وتطبيقه الايجابي في مكان العمل. وكذلك أيضاً وخلق بيئة تعلُّمية داعمة، ومواءمة أهداف التعلُّم الفردية مع أهداف المنظمة. علماً أن المنظمة التي تعزِّز الارتقاء الوظيفي من خلال التعلُم والتطوير تستطيع تعظيم عائد الاستثمار في التدريب أكبر بكثير من مثيلاتها.
8. تابِعْ وقيِّمْ السلوك الوظيفي
إن أحد أهداف التدريب هو تغيير السلوك الوظيفي وتطوير المهارات. لذلك من الضروري إجراء عملية تقييم السلوك الوظيفي قبل وبعد التدريب لمعرفة التأثير المتوقع الذي يمكن أن يحدثه التدريب. وأيضاً لتحقيق وتعظيم عائد الاستثمار في التدريب لا بد من الاستمرار في متابعة ومراقبة وتقييم التغيير السلوكي وتحسُّن المهارات.
9. اعتمدْ التدريب كإتجاه استراتيجي
من الأهمية بمكان مواءمة مهارات وقدرات الموظفين ومجالات التطوير مع استراتيجية وأهداف المنظمة، لأن ذلك يساهم في تعزيز الأداء العام للمنظمة. لذا عليك اعتماد التدريب كإتجاه استراتيجي وركن اساسي ومهم في تطوير المنظمة.
10. فكِّرْ في التدريب كعمل تجاري
فكِّرْ في التدريب كعمل تجاري؛ سيتم تحقيق أكبر عائد استثمار في التدريب الذي تم التخطيط له جيدًا والتنظيم والتحكم فيه بشكل منهجي، مما يسمح بالتفكير الجديد والابتكار. لذا يجب أن يكون التدريب مُصممًا ومنظمًا جيدًا بطريقة تزيد من التعلُّم وتطبيقه لضمان تعظيم عائد الاستثمار في التدريب المستقبلي إلى الحد الأقصى.
بينما يتطلب تعظيم العائد على الاستثمار من التدريب نهجًا مدروسًا. فهي خطوة أساسية في تطوير برنامج تدريب الموظفين الذي لا يكون فعالًا فحسب، بل يمكن تكراره أيضًا. إضافة لذلك يجب أن يوفر تنفيذ النصائح السابقة والتعامل مع الاستثمار في التدريب كمشروع ذي نتائج قابلة للقياس ومحددة زمنيًا فرصة كبيرة لتعظيم عائد الاستثمار في التدريب.