إدارة الموارد البشريةالتعلُّم والتطويرتحليلات وتخطيط الموارد البشرية

مؤشرات مهمة لقياس عائد الاستثمار في تدريب الموظفين

الموظفون هم أعظم أصول المنظمة ومن المهم الاستثمار في مواهبهم وقدراتهم. ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يبلغ متوسط ​​تكلفة إعادة تشكيل المهارات 24800 دولارًا لكل موظف، والتي يدفعها أصحاب العمل. في حين أن المردود المحتمل مهم، فمن المهم التأكد من أن الأموال التي يتم إنفاقها تؤدي إلى عائد حقيقي وأن البرامج فعَّالة. علاوة على ذلك، فإن تدريب الموظفين وتنمية مهاراتهم وقدراتهم ينعكس في نمو الأعمال ونجاحها. لذا فإن مراعاة بعض مؤشرات قياس عائد الاستثمار في تدريب الموظفين يعتبر أمرًا مهمًا وأولوية لمستقبل المنظمة.

عائد الاستثمار في تدريب الموظفين

بشكل عام، يمكن للمنظمات التفكير في عائد الاستثمار في تدريب الموظفين بناءً على بعدين أساسيين:

الأول: توفير في التكاليف

إن الاستثمار في تطوير وتدريب الموظفين  سيحقق للمنظمات وفورات كبيرة جداً ويساعدهم أيضاً على توفير تكاليف دوران الموظفين بشكل كبير. حيث أن توفير فرص تحسين مهارات الموظفين وإعادة صقلهم وتطويرهم أمرًا بالغ الأهمية للاحتفاظ بهم، لا سيما في بيئة التوظيف التنافسية اليوم. علماً أن تدريب الموظفين يتطلب استثماراً مقدماً. إلا أنه يمكن أن يساهم في استمرارية المنظمات ونموها ونجاحها بشكل كبير على المدى الطويل.

الثاني: نمو الإيرادات

إن حرص المنظمات على بناء قدرات جديدة يمكن أن يتيح تحديد فرص نمو جديدة أو إنشاء منتجات تزيد الإيرادات. لأن تدريب الموظفين يمكن أن يؤدي إلى تحقيق مكاسب مباشرة في الإيرادات بعدة طرق. ونظرًا لأن المنظمات تعمل على تلبية الطلب المتسارع على المنتجات والخدمات الرقمية والذكية. فمن المهم أيضًا إدراك أن التدريب عنصر ضروري لمواكبة جهود التحول الذكي. كذلك فإن التأثيرات الايجابية للتدريب على أداء الموظفين يمكن أن تؤدي إلى تحسين وزيادة الإنتاج، وبالتالي نمو الايرادات.

مؤشرات قياس عائد الاستثمار في تدريب الموظفين

تماشياً مع قاعدة توفير التكاليف ونمو الإيرادات، هناك العديد من المؤشرات التي يجب مراعاتها لقياس عائد الاستثمار في التدريب. لذا عند تطبيق هذه المؤشرات، من المهم مراعاة العلاقة السببية وليس الارتباط فقط. لذلك، يجب على المنظمات النظر في الأساليب القائمة على البيانات وتحليلها. دعونا نلقي نظرة سريعة على بعض مؤشرات قياس عائد الاستثمار في تدريب الموظفين:

1. التنمية والتطوير

تهدف برامج تدريب الموظفين إلى تطوير وتحسين معارف ومهارات الموظفين لمواكبة التطورات والتغييرات المختلفة في عالم الأعمال اليوم. هذه التحسينات لها تأثير إيجابي على إنتاجية الموظفين مما قد يزيد من أرباح المنظمة وكفاءتها. وبالتالي، فإن قياس تلك المهارات يعتبر اساسياً لقياس فعَّالية هذه البرامج. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تتبُّع قدرات الموظفين المحددة قبل وبعد المشاركة في البرامج التدريبية لتحديد التأثيرات على المستوى الفردي، وكذلك على مستوى تغير المهارة العام للمنظمة.

2. الاحتفاظ

من الأسباب التي قد تجعل الموظفين يتركون عملهم هو شعورهم بالخوف من قلة التطوير الوظيفي. أو عدم تدريبهم بشكل صحيح، أو عدم اكتسابهم معرفة أو مهارات إضافية في مجال عملهم. لذلك يساعد التدريب على معالجة كافة هذه القضايا، والاحتفاظ بالموظفين في المنظمة وعدم مغادرتهم لها. كذلك يزيد التدريب من فرص الاحتفاظ بأكفأ الموظفين وأكثرهم جدية في العمل. نظرًا لأن معدل الدوران مكلف ماليًا، ويقلل من الروح المعنوية، ويمكن أن يؤدي إلى فجوات في المهارات. لذا يجب على المنظمات اعتبار زيادة الاحتفاظ بها بمثابة فوز كبير.

3. المشاركة

تظل مشاركة الموظفين هي المحرك الأساس والمهم لنجاح واستمرارية المنظمة؛ تعمل برامج التدريب والتطوير المستمر على دعم مشاركة الموظفين واستعدادهم لمواجهة التحديات في عملهم. لذا يمكن أن يؤدي الاستثمار الجيد في مستقبل الموظفين إلى زيادة المشاركة بشكل كبير. وبالتالي يمكن أن تؤدي مشاركة الموظفين المتزايدة مباشرة إلى زيادة الإنتاجية والازدهار ونمو المنظمة.

4. الإنتاجية

الموظفون يشكلون النواة الأساسية في المنظمة، فالموظفون المنتجون هم من يساهمون في نمو وازدهار المنظمة ونجاحها. لذا من أجل تحقيق هذا النجاح واستمراريته يجب الاهتمام جيدا بالموظف وفريق العمل ليقدموا أفضل ما لديهم من أجل زيادة الإنتاجية وتحقيق الربح والنجاح للمنظمة. وبما أن الانتاجية ضرورية للربحية، فإن تدريب الموظفين هو احد الطرق الأكثر وضوحاً التي يمكن للمنظمات من خلالها زيادة مخرجاتها. علماً أن الموظف الذي تم تدريبه بشكل جيد يستطيع أن يُحسّن من مستوى الأداء من الناحية الكمية والنوعية. بالإضافة إلى اكتسابه مهارة حُسن استثمار الوقت، والأموال، والموارد. وبالتالي يمكن القول بأن زيادة الإنتاجية تعتبر هدفًا متكررًا للتدريب.

5. الابداع والابتكار

الابداع والابتكار من المقومات الأساسية لاستمرار الوظائف في عصرنا الحالي المليء بالتحديات والتغييرات المتسارعة. علماً أنه في أيامنا هذه، لا يخلو توصيف أي وظيفة أو عمل من متطلبات الابداع والابتكار. وبالتالي فالموظفون يتحملون مسؤولية تجاه أعمالهم الابداعية والابتكارية. وهم أيضاً عرضة للمساءلة والتقييم على هذا الأساس والتي تتضمن تراكم المعرفة وإثباتها وتنفيذ الأفكار المبتكرة والابداعية. في حين أنه قد يبدو من الصعب تتبع الآثار الواسعة للابتكار، إلا أن جهود تحسين المهارات وإعادة تشكيلها يمكن أن ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالابتكارات في مجالات معينة. لذلك كقائد عمل متميز وناجح عليك تدريب موظفيك على تقنيات الابتكار وتطوير معارفهم ومهاراتهم في هذا المجال.

6. استخدام التكنولوجيا

مع استمرار تغير التكنولوجيا وتطورها المتسارع في جميع مناحي الحياة، سيساعد تدريب الموظفين على التقنيات المتقدمة والتقنيات الجديدة على تحسين كفاءة العمل والإنتاجية لتحقيق أهداف المنظمة وزيادة ربحيتها بشكل أفضل. لذلك يعتبر الاستثمار في تدريب الموظفين على التكنولوجيا الجديدة أمرًا مهمًا، ولكنه يكون ذا قيمة فقط إذا تمكَّنوا من استخدامها بكفاءة ومهارة عالية والاستفادة منها بعد تدريبهم.

7. الأداء المالي

قادة الأعمال يسعون دائمًا للحصول على تقدمات مالية ملحوظة نظرًا لكونها أحد أكثر الأشياء التي تؤثر على مصير المنظمة ومدى بقائها وقدرتها على المنافسة في المستقبل. علماً أن نمو الإيرادات هو مقياس واضح للأداء المالي لمعظم المنظمات، كذلك يعد تقليل النفقات مؤشر نجاح رئيسي آخر. لذلك عند وجود موظفين لا يملكون المهارات الكافية سيكلفون المنظمة خسائر مالية كبيرة سنوياً. فمن الطبيعي أن تلجأ الإدارات الذكية إلى تدريب الموظفين لمحاولة معالجة الخسائر المتفاوته والناتجة عن أخطاء غير متوقعة بسبب نقص المعرفة والمهارات. وبالتالي، فإن تدريب الموظفين سيؤدي إلى تطوير وتحسين مهاراتهم، وبالتالي سيتحسن الأداء وتزيد الانتاجية مما يؤدي إلى تعظيم الأداء المالي للمنظمة بشكل ملحوظ.

بينما يتطلب قياس عائد الاستثمار في تدريب الموظفين نهجًا مدروسًا، فهي خطوة أساسية في تطوير برنامج تدريب الموظفين الذي لا يكون فعالًا فحسب، بل يمكن تكراره أيضًا. بمجرد أن تفهم المنظمات ما يصلح وما لا يصلح، يمكنها توجيه الاستثمارات بطريقة تزيد من التأثير لكل من الموظفين والمنظمة ككل.

اظهر المزيد

د عاطف عوض

د عاطف عوض أستاذ جامعي تخصص إدارة موارد بشرية. خبرة أكثر من 25 سنة في مجال العمل الأكاديمي والإداري. استشاري في تطوير السياسات واستراتيجية الموارد البشرية المبتكرة. وكذلك خبرة طويلة في تطوير الممارسات المستقبلية بما في ذلك استراتيجيات التطوير الوظيفي وإدارة المواهب وبرامج التطوير واستراتيجيات الإدماج. القدرة على توجيه المشاريع المعقدة من المفهوم والأفكار إلى حالة التشغيل الكامل. مدرب دولي معتمد في مجال تطوير وتنمية الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
زر الذهاب إلى الأعلى