عزِّزْ قيادتك من خلال ترسيخ ثقافة الامتنان والشكر في مؤسستك
لا بد من أن تُدرك كقائد أعمال أهمية ثقافة الامتنان والشكر التي يجب أن ترسخها في مؤسستك. فهي تستطيع أن تغيِّر أداء موظفيك بشكل جذري بالاتجاه الايجابي. فإن أثر طاقة الامتنان والشكر على الموظفين تعطي نتائج مبهرة جداً. علماً أن طاقة الامتنان هي أعلى طاقة في التردُّدات بعد طاقة الحب مباشرة. فهي تُحدِثُ أثراً إيجابياً قويّاً جداً عليك وعلى من تتفاعل معهم من موظفيك. علماً أن ذبذبات الامتنان تسبب زيادة طاقة الدماغ الإيجابية مما يتسبب في زيادة الابداع والانتاج والنشاط والحيوية والاقبال على الحياة فتزيد البهجة والسعادة وتتسبب في زيادة قوة الجهاز المناعي.
إن قيادتك وإدارتك لمؤسستك تعطيك الفرصة لتُظهر الامتنان والشكر، وكذلك لتجعله سلوكاً وثقافة ذهنية تلقائية تتّصف بها مؤسستك. إذا نظرت بنيَّة حقيقية، فستجد شيئاً في كل موظف يمكنك أن تقدِّره وتتعرَّف عليه وتكون ممتنّاً له.
عبارة ” شكراً ” البسيطة والصادقة للموظفين يمكنها أن تقطع شوطاً طويلاً في إظهار مدى امتنانك وشكرك للموظفين على كل ما يفعلونه ويقدمونه في سبيل تقدُّم ونجاح مؤسستك. وهذا مما يؤدي إلى بيئة عمل إيجابية وأكثر إنتاجية، وكذلك تكون قد قمت بإسعاد موظفيك بشكل فعلي وحقيقي، بالاضافة إلى العديد من المزايا الأخرى.
ماذا تحقق ثقافة الامتنان والشكر لمؤسستك
عندما تجعل الامتنان والشكر عادة وممارسة يومية في مؤسستك، فإن ذلك يُخرج الكثير من الإيجابيات لك ولموظفيك. ومن هذه الايجابيات:
1) تغيير مناخ مكان العمل
كقائد، فإن أفكارك وآراءك مهمة لمن حولك والذين يعملون في مؤسستك، لأنهم يعتبرونك قدوة لهم وقائداً ملهماً وهم متفقون مع ما تقوله وتفعله. لذلك لا تُخطئ في ممارساتك وأعمالك، فأفعالك تتحدث بصوت أعلى من أي شيء آخر. وعندما تقدِّر وتشكر موظف على مساهماته وإنجازاته، سيكون لديك القدرة على تغيير مناخ مكان العمل ليكون ايجابياً وأكثر إنتاجية. على سبيل المثال، عندما يكون الموظفون محبطين وغير سعداء، تكون هذه المشاعر مُعدية ويمكن أن تنتقل كالنار في الهشيم من شخص إلى آخر. وكذلك ينطبق نفس التأثير المضاعف على الامتنان والشكر والتقدير في مكان العمل. لذلك كلما كان ذلك ممكناً توقَّف لحظة لإظهار القليل من الامتنان والشكر لمن ساهم معك وثابَرَ حتى نَجَحَت وتقدمتْ مؤسستك. لذا فإن وجودك وسلوكك، سواء أكان افتراضياً أم شخصياً يحدِّد الاتجاه للآخرين.
2) تعزيز العلاقات والاحتفاظ بالموظفين
في كثير من الأحيان، عندما يترك الموظف وظيفته فإن الأمر يتعلق بالأشخاص الذين يعملون معه أكثر من العمل نفسه. يعزِّز إظهار الامتنان والشكر ثقافة الثقة التي تدعم وتعزِّز السلوكيات المرغوبة مثل التعاون والثقة، بالاضافة الى بناء علاقات ايجابية ومنتجة مع الموظفين. وكذلك أيضاً، من المرجح أن يعمل الموظفون من خلال المشاريع الصعبة أو الشاقَّة عند الشعور بالدعم والتقدير.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ثقافة الامتنان والشكر تذهب مباشرة إلى النتيجة النهائية للمؤسسة حيث تساهم في الاحتفاظ بالموظفين. لأن إظهار التقدير من خلال هذه الثقافة يعزِّز الحفاظ على الموظفين الموهوبين حيث تريدهم للعمل في مؤسستك، بدلاً من أن يكونوا في مؤسسات أخرى منافسِة.
3) تعزيز الإنتاجية وتحسين الرضا الوظيفي
الامتنان والشكر وتحسين الرضا الوظيفي تربطهم علاقة طردية. حيث أن إظهار القليل من التقدير لا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية فحسب، بل سيستمر الموظفون في فعل الأشياء الصحيحة للأسباب الصحيحة.
إذا شعر الموظف أن جهوده موضع تقدير، فسيكون سعيداً باستثمار الجهد التقديري الذي يمكن أن يحوِّل العمل الجيد إلى عمل استثنائي. وكذلك أيضاً، هو أكثر استعداداً للقيام بهذا الشيء الإضافي الصغير أو قضاء بعض الوقت الإضافي لإنهاء مهمة لأنه يعرف أنه محل تقدير.
جميع الموظفون يريدون عملهم وجهودهم لإحداث فرق إيجابي. لأنهم عندما يحصلون على اعتراف وامتنان بعملٍ جيد أو جهدٍ مركّز، فإنهم يشعرون بالتقدير. وهذا التقدير والامتنان يُتَرجم إلى نظرة أكثر إيجابية على مساهماتهم اليومية ويساهم في تحقيق رضاهم واستقرارهم الوظيفي. بالإضافة إلى ذلك، من المرجَّح أن يظل الموظفون مشاركين ومتحمسين لإنتاج عمل رائع باستمرار.
4) تحسين الصحة الجسدية والنفسية
يعزِّز الامتنان والشكر في مكان العمل موقفاً أكثر صحة يتجلَّى جسدياً ونفسياً. تؤدِّي هذه النظرة الكاملة إلى الحياة على شكل نصف الكوب الممتلئ إلى إجهاد أقل ونوم أفضل وأداء أفضل واتخاذ قرار أفضل. يصبح الناس أكثر ثقةً واستقراراً. وهذا الأمر يتعلق بالتوازن الصحي بين البراغماتية والامتنان والشكر على الشك والنقد.
طرق إظهار الامتنان والشكر
هناك طرق متعددة لإظهار الامتنان والشكر، ولكن مهما كانت الأمور يجب أن يكون إظهارهم صادقاً ونابعاً من القلب. وكذلك يجب أن يكون إظهارهما محدداً وفي الوقت المناسب. على سبيل المثال، لا تتصل بأحد موظفيك بعد شهر وتخبره العبارة التالية:”الطريقة التي أنجزتَ بها هذه المهمة كانت رائعة جدًا!”. إن هذا التصرف ليس مفيداً لأنه ليس محدداً جداً، لأن الموظف بعد هذه المدة الطويلة من إنجازه لهذا الأمر انتقل وأنجز بالفعل مجموعة من المهام الأخرى ونسي ما أنجزه قبل شهر من ذلك. وعندها سيتساءل هذا الموظف: “ما هي هذه المهمة، وما هو الشيء الرائع فيها؟”.
بدلاً من ذلك، يمكنك من باب تعزيز قيادتك ومشاركة الموظفين، وكذلك ترسيخ ثقافة الامتنان والشكر في مؤسستك، يمكنك أن تجرِّب أسلوب STAR (الموقف – المهمة – الإجراء – النتيجة) عند التحدُّث مع موظفيك، وجعل ملاحظاتك وامتنانك وشكرك لهم على إنجازاتهم وأدائهم أكثر دقَّة وتحديداً. على سبيل المثال، الموظف ” حسان ” قدَّم برنامجاً جديداً وأنجز عمله بشكل ممتاز. يمكنك التوجُّه لـ ” حسان ” كالتالي: “عندما تم تقديمك البرنامج الجديد (الموقف / المهمة)، عرضتَ تثقيفنا وتعليمنا على هذا البرنامج (الإجراء). لقد ساعدتنا جميعاً في أن نصبح محترفين بشكل أسرع وأكثر سهولة مع التكنولوجيا الجديدة (النتائج). ” شكراً لك “، لا أستطيع أن أفعل ذلك بدونك”.
من ناحية أخرى، في بعض الأحيان مجرد عبارة بسيطة، ولكن محددة، هو كل ما هو مطلوب لإظهار امتنانك وشكرك. علماً أنه رغم هذه العبارات البسيطة يمكنك كقائد ورائد أعمال ناجح أن ترسخ هذه الثقافة في مؤسستك. والتي ستخلق بيئة عمل ايجابية ومبدعة ومبتكِرة.
إن إظهار الامتنان والشكر لا يقتصر فقط على ما تقوله، بل يتعلق أيضاً بطريقة إيصالك لهما لموظفيك. علماً أن التعبير عنهما لموظف لا يستغرق سوى دقيقة عبر الهاتف أو في رسالة بريد إلكتروني أو برسالة مكتوبة بخط اليد.
بغض النظر عن هويتك أو مكان وجودك، لديك فرص متعددة كل يوم لإظهار الامتنان والشكر والتقدير لموظفيك. فقط حاول خلال الأيام المقبلة اختتام كل تفاعل بامتنان وشكر وتقدير هادفين وشاهد ما سيحدث.