تطبيق الذكاء الاصطناعي في التخطيط الاستراتيجي يعزِّز مستقبل منظمات الأعمال
يعد الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا من عالم الأعمال اليوم، سواء قبلته منظمات الأعمال أم لا. كقائد أعمال استراتيجي يجب عليك إزالة القيود والقواعد التقليدية في عملية التخطيط الاستراتيجي، والعمل على تطبيق الذكاء الاصطناعي في عملية التخطيط نفسها. ففي عصرنا الحاضر، الذكاء الاصطناعي والتخطيط الاستراتيجي يعتبران عاملان أساسيان في تطوّر ونمو المنظمات، حيث يساهمان في استشراف المستقبل بشكلٍ أكثر دقّةً ووضوحاً. حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز عدداً من الاستراتيجيات وتغيير ممارسات الأعمال والمشهد التنافسي للمنظمات. وعليه يمكن لكل منظمة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة من أجل خلق الكفاءات والتحسينات داخلها.
مجالات التخطيط الاستراتيجي
الغاية من التخطيط الاستراتيجي هو إعداد منظمة للمستقبل من خلال تحديد الأهداف وعملية تحقيقها. حيث يتطلب تجميع البيانات والأفكار في خطة إستراتيجية محددة. وتنقسم هذه البيانات عادةً إلى أربعة مجالات رئيسية:
- الموارد والكفاءات التي تقدمها المنظمة
- الأسواق والعملاء الذين تخدمهم المنظمة
- المنافسون الذين تنافسهم المنظمة
- البيئة التي تعمل فيها المنظمة
التخطيط الاستراتيجي التقليدي
إن الكم الهائل من البيانات المتاحة لكل مجال من المجالات المذكورة أعلاه هي أكثر مما يستطيع أي فريق تخطيط استراتيجي عادي تحليله وتوليفه. علاوة على ذلك، فإن أدوات التخطيط الاستراتيجي التقليدية غير قادرة على دمج وتوليف هذا الكم من البيانات. لذا، غالباً، تعتمد الخطط الاستراتيجية التقليدية على بيانات قليلة جدًا لتمكين قادة الأعمال من اتخاذ قرارات إستراتيجية جيدة. وفي كثير الأحيان يتم تحديد المشكلات ووصفها بشكل أساسي من خلال التقارير التي يقدمها الاستراتيجيون والمستشارون الإداريون في المنظمة. ومما يزيد المشكلة تعقيدًا عندما يضع الفريق الاستراتيجي افتراضات حول ما سيحدث في المستقبل استنادًا إلى بيانات قديمة وغير مكتملة وغير دقيقة ومنحازة ولا تغطي جميع المشكلات المطلوبة.
وعندما تكون البيانات ضعيفة، يعتمد المخططون الاستراتيجيون على الشعور الغريزي والخبرة التي لا تمثل قيمة كبيرة في عالمٍ متغيِّرٍ كعالمنا اليوم. مما يؤدي إلى خطط إستراتيجية خاطئة ومن المحتمل أن تكون ضارة بالمنظمة.
علاوة على ذلك، في عصر المتغيرات والتحولات الابتكارية المتسارعة فإن التخطيط الاستراتيجي التقليدي لا يأخذ دائمًا في الاعتبار تغيرات واتجاهات السوق التي يمكن أن تحدث فجأة، ما يؤثر سلباُ على استراتيجية المنظمة. وبالتالي، وفي غالب الأحيان، تكون النتيجة أن المنظمات لا تستطيع مواجهة التغييرات التنظيمية المتسارعة والمفاجئة بفعّالية مع نقص البيانات المتاحة والمناسبة. في حين أن التحليل والتوليف لهذه البيانات أيضاً غير فعّال، وهذا يؤدي الى عدم إمكانية استمرار الأعمال ونموها بشكل فعلي وواقعي.
الذكاء الاصطناعي هو الحل
يعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات الضخمة، ومن خلاله تتمتع الكثير من الصناعات والأعمال بإمكانية الوصول إلى هذه البيانات. ويمكن دمج جميع البيانات بأي تنسيق وتحليلها باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما يمكن لهذه التكنولوجيا الذكية استخدام هذه البيانات لعمل تنبؤات بدقة أعلى بكثير مما يمكن أن يفعله البشر بمفردهم. علاوة على ذلك فإن عملية التخطيط الاستراتيجي ستتم آلياً ولا تحتاج إلى قدر كبير من الوقت البشري. وبنفس الوقت تكون عملية ذكية ودقيقة للغاية تسهم في زيادة إنتاجية المنظمة.
إن تطبيق الذكاء الاصطناعي في عملية التخطيط الاستراتيجي سيغيِّر قواعد الأعمال فيما يتعلق بالتميُّز التشغيلي والضرورات التنافسية للمنظمات. فإن تكامل ودمج الذكاء الاصطناعي والتخطيط الاستراتيجي لن يقوم فقط بإصلاح العديد من المشكلات المتعلقة بالعملية الحالية ولكن يوفر الوقت البشري ويحقق نتائج أفضل بكثير.
ميّزات تطبيق الذكاء الاصطناعي في التخطيط الاستراتيجي
- أتمتة كاملة تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون تدخل بشري
- استيراد البيانات الضخمة الفورية وتحليل البيانات والاستنتاجات الاستراتيجية بحيث يمكن تنفيذ الاستجابة الفورية لأحداث السوق أو استراتيجيات المنافسين
- البحث الآلي المستمر عن البيانات التي سيتم تحديد أنواعها بواسطة العنصر البشري
- مراجعة آلية لعملية البيانات وتحديثها باستمرار من البيانات الحقيقية، لذلك لا توجد بيانات قديمة
- التحقق التلقائي من صحة البيانات وتطهيرها
- المراجعة التلقائية والمستمرة لعلاقات البيانات والاستدلال والاستنتاجات والافتراضات الكامنة وراء القرارات الإستراتيجية
- المراجعات الآلية المستمرة لمراقبة وتنفيذ وفعّالية الإستراتيجية لتحليل النتائج وتعديلها من أجل إحراز تقدم أسرع
- تقييم وتنمية قدرة المدراء على التفكير الاستراتيجي وإرشادهم إلى الاستراتيجيات الصحيحة
- توليد رؤية استراتيجية شاملة واقتراح استراتيجيات تركز على المنافسة
- تحليل واقتراح طريقة التكيُّف لتحقيق أقصى قدر من الأهداف الاستراتيجية
- التقييم الكمي لمخاطر الاستراتيجية والتوصية بالاستراتيجيات لتحقيق الميزة التنافسية
عائد الاستثمار
إن تعظيم عائد الاستثمار من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي في التخطيط الاستراتيجي لا يقتصر فقط على الأموال. بل يتعلق الأمر بمنح قادة الأعمال والمدراء المستقبليين مزيدًا من الثقة والأفكار والوقت لتحسين أداء الأعمال لرفع معدل ومستوى الأداء الإداري والتميّز التشغيلي للمنظمة بأكملها.
هناك نوعان من مجالات التكلفة التي يمكن التحقق منهما في العائد الاستثماري. الأول هو تكلفة التخطيط الاستراتيجي التقليدي من حيث الوقت والموارد البشرية بالإضافة إلى تكاليف البيانات والتكاليف الخارجية (المستشارون ، وتكاليف الاجتماعات خارج الموقع ، إلخ). والآخر هو المكاسب الإضافية بعد التنفيذ مقارنة بالمكاسب المعتادة. وهي عبارة عن مزيج من القرارات الإستراتيجية التمكينية السريعة، والتنبؤات الناجحة للقطاعات الجديدة المربحة أو التنبؤ بإجراءات المنافسين بشكل صحيح، وزيادة المكاسب والأرباح.
في عصرنا الحالي، الأساليب التقليدية في التخطيط الاستراتيجي غير قادرة على استشراف المستقبل بدقة ووضوح كما يفعله التخطيط الاستراتيجي المدعوم بالذكاء الاصطناعي. لذلك أصبح من الضروري تطبيق التكنولوجيا المتقدمة والذكية في عمليات التخطيط. وكذلك التفكير على المدى الطويل لتحقيق استراتيجيات التحوّل الذكي الكامل في المنظمات.