الذكاء الاصطناعي يجعل إدارة الرواتب والأجور أكثر متانةً وشفافية
إن الحفاظ على عملية إدارة الرواتب والأجور على المسار الصحيح أمر معقد للغاية لأنها عملية تعتمد على البيانات بدرجة كبيرة. وبالتالي، الذكاء الاصطناعي يجعل إدارة الرواتب والأجور أكثر متانةً وشفافية، ويتعامل بكفاءة معها، ولا يترك مساحة للأخطاء التي تحدث بسبب مشاركة وجهود البشر.
في النظام التقليدي لإدارة الموارد البشرية، تنشأ الكثير من المشكلات بسبب سوء إدارة عملية إدارة الرواتب والأجور. لذا ظهور الذكاء الاصطناعي يعتبر قيمة عالية جداً للمنظمات التي تكافح من أجل إدارة جيدة وفعَّالة للرواتب والأجور. لأنه يوفر الدقة المطلقة والتوقيت. حيث يتميز بالكفاءة العالية في التعامل وتحليل كمية كبيرة من البيانات في الروتين اليومي من خلال الحفاظ على التنسيق الفعَّال مع الجوانب الأخرى ذات الصلة بالموارد البشرية.
على الرغم من أن التكنولوجيا الذكية كالذكاء الاصطناعي مكلفة جداً في البداية. إلا أنه على المدى الطويل، يمكن لهذه التكنولوجيا التعامل مع العديد من المشكلات الحرجة في الأعمال دون تدخلات بشرية.
الخدمة الذاتية الذكية للموظفين
يُفترض أن يكون قسم إدارة الرواتب والأجور معزولاً يؤدي ويعالج رواتب وتعويضات الموظفين. ومع ذلك، في الواقع، فهو يتلقى عددًا كبيرًا من الاتصالات والاستفسارات كل يوم من جميع مستويات الموظفين في المنظمة. حيث يستهلك معظم وقت متخصصي الموارد البشرية في القسم، ويشكل عبئًا وضغطاً كبيراً عليهم، مما يؤدي إلى حدوث أخطاء. في هذه الحالة، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التعامل بكفاءة مع تدفق الاستعلامات والاستفسارات دون ارتكاب أي خطأ.
من خلال تقديم روبوتات الدردشة المدعومة من الذكاء الاصطناعي في إدارة الرواتب والأجور، يمكن الرد على معظم اتصالات واستفسارات الموظفين بسرعة دون إشراك العنصر البشري. حيث يمكن إعداد روبوتات المحادثة وتدريبها على التحدث والرد عليها.
تفاعل واستجابة ذكية
يتكامل متخصصو الموارد البشرية مع بوابات الخدمة الذاتية للموظفين لتعزيز التفاعلات وتحسين مستوى رضاهم بسبب الاستجابة الدقيقة وفي الوقت المناسب لروبوتات الدردشة.
من خلال التعلُّم والتطوير المستمر وجمع المزيد من البيانات، يمكن لروبوتات المحادثة هذه الإجابة على الاستفسارات الهامة والمعقدة. حيث أن هذه الأنظمة الذكية قادرة على فرز الاستعلامات بناءً على التعقيد ويمكنها توجيه الموظفين إلى متخصصي الموارد البشرية المعنيين لحل أسرع وأسهل. وبالتالي، فهي تقلل من الضغط وعبء العمل على إدارة الموارد البشرية. التي يمكنها تكون أكثر تفاعلاً مع أنظمة الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في قضايا الأعمال الاستراتيجية.
ترابط وتكامل
إدارة الرواتب والأجور عملية شاملة ومترابطة ومتكاملة بشكل كبير مع وظائف الإدارات الأخرى. بينما من الصعب جدًا على الأنظمة التقليدية دمج كل تعقيدات العلاقة المتبادلة والمتكاملة بين الوظائف والتداخل في المهام في حلٍ واحد. لذا مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبحت المنظمات وممارسات الموارد البشرية أكثر قدرة على إدارة الوظائف بأقل قوة بشرية وأخطاء قليلة.
يساعد الذكاء الاصطناعي المنظمات على حل الاختلافات بين الوظائف لتعزيز التكامل وتقليل العبء على الموارد البشرية. فقد أصبحت مطالبات إدارة الرواتب والأجور وإصدارات الدفع سريعة بسبب تكامل الوظائف المختلفة، مما يقلل من استياء الموظفين ويعزز خبرتهم.
مراقبة وتعزيز
معظم المنظمات تمتلك أنظمة مقاييس حيوية تتضمن الكثير من الثغرات التي تتيح للموظفين التهرب والتلاعب في أوقات تواجدهم الفعلي في وظائفهم. مما يؤدي إلى فقدان الإنتاجية والوقت والحساب غير الدقيق للتعويضات. حلاً لهذه المشكلة، وهذه الممارسات الاحتيالية، يوفر الذكاء الاصطناعي خوارزميات مختلفة لمراقبة نشاط الموظفين. من خلال تعزيز نظام تسجيل الوقت والدوام. حيث يمكن تطوير خوارزمية وأنظمة مخصصة يمكنها إبلاغ المديرين والمشرفين عن وجود أو غياب الموظف في عمله. وعليه، بمساعدة مثل هذه الأنظمة الذكية، يمكن للمنظمات حساب الرواتب والأجور بناءً على تواجد الموظفين في الوقت الفعلي، مما يجعل النظام أكثر قوة وشفافية.
إنجاز وتنبؤ
وبالنتيجة سيقوم الذكاء الاصطناعي بإنجاز دقيق وسريع للرواتب والمزايا والمكافآت والحوافز. حيث يكون قادرًا على التحقُّق من مستوى أداء الموظف ونمط العمل وسجل الحضور ومستوى الإجهاد بالإضافة إلى رؤى مهمة أخرى لتحسين التكلفة والإنتاج. في الوقت نفسه، يمكن له التنبؤ بمتطلبات التوظيف من خلال تحليل العوامل البيئية الداخلية والخارجية. مثل الطلب الموسمي ومعدل الدوران ومتطلبات المواهب القادمة.
على الرغم من أنه لا يمكن تجاهل اللمسة الإنسانية، فإن الذكاء الاصطناعي يجعل إدارة الرواتب والأجور أكثر متانةً وشفافية. وكذلك يفهم الحاجة التنظيمية بشكل أفضل وقادر على إنشاء نظام جدير بالثقة وموثوق وقادر على إشراك الموظفين.