النهج التوجيهي في اتخاذ القرار يساعد القادة على ضمان الاستجابة السريعة للفريق في الأزمات
أحد الأدوار الأكثر أهمية للقائد هو اتخاذ القرار. ومع ذلك، هناك أساليب مختلفة لاتخاذ القرار يمكن للقادة اعتمادها، ولكل منها مزاياه وعيوبه. أحد هذه الأساليب هو النهج التوجيهي في عملية اتخاذ القرار، حيث يتخذ فيه القائد القرارات بشكل مستقل دون استشارة المرؤوسين. وغالبًا ما يعتمد فقط على خبرته أو معرفته في ذلك. علماً أن النهج التوجيهي في اتخاذ القرار يتم استخدامه عمومًا عندما يكون الوقت حرجًا ولا يوجد مجال للمناقشة أو النقاش، كما هو الحال في بيئات الطوارئ أو البيئات سريعة الخطى. علاوةً على ذلك، يتميز هذا النوع بالتحفُّظ والاستقرار والأنماط المتكررة والثبات المستمر. وعلى الرغم من أنه يبدو وكأنه طبيعة آمرة واحتكارية، ولكن في الواقع، يتخذ القادة ذوي النهج التوجيهي في اتخاذ القرار قراراتهم بعد وقت طويل من التخطيط والتنظيم.
أهمية النهج التوجيهي في اتخاذ القرار
- في المواقف التي يكون فيها الوقت محدود لاتخاذ القرار، يعتبر هذا النهج مهمًا لضمان اتخاذه بسرعة وكفاءة.
- عندما يكون لدى القائد معرفة متخصصة أو خبرة ذات صلة بقرار معين، يمكن أن يكون النهج التوجيهي في اتخاذ القرار مهمًا للاستفادة من تلك الخبرة والتأكد من أن معرفة القائد هي التي تحدد القرار.
- في أوقات الأزمات أو الطوارئ، قد يكون من الضروري للقائد أن يتخذ القرارات بسرعة وبدرجة عالية من السلطة. يمكن أن يكون هذا النهج مهمًا في هذه المواقف لضمان قدرة الفريق على الاستجابة السريعة والحاسمة للأزمة.
مزايا النهج التوجيهي في اتخاذ القرار
- السرعة. يمكن أن يكون أسرع بكثير من أساليب اتخاذ القرار الأخرى، حيث يمكن للقائد أن يقرر بشكل مستقل دون التشاور مع الآخرين.
- وضوح المسؤولية. لأن القائد هو صاحب القرار الوحيد بهذا النهج، فلا يوجد غموض أو لبس حول من المسؤول عن القرار أو ما هو القرار.
- الاتساق. عندما يتخذ القائد قرارات بمفرده، فمن المرجح أن يكون متسقًا وأن يلتزم برؤية أو خطة محددة.
- الخبرة المتخصصة. في الحالات التي يكون فيها لدى القائد معرفة أو خبرة متخصصة، يمكن أن يكون أسلوب اتخاذ القرار وسيلة للاستفادة من تلك الخبرة واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على تلك المعرفة.
- تعزيز الهيكل الإداري. يمكن أن يساعد في تعزيز التنظيم الإداري الهرمي للفريق والتأكد من اتخاذ القرارات من أعلى إلى أسفل، وهو ما قد يكون مهمًا في بعض السياقات التي تكون فيها خطوط واضحة للسلطة ضرورية.
عيوب النهج التوجيهي في اتخاذ القرار
- انخفاض دعم القرار من الفريق. عندما يتخذ القائد قرارات دون استشارة أعضاء فريقه، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الدعم من الفريق وعدم الالتزام بالقرار.
- الحد من الإبداع والابتكار. عندما يتخذ القائد قرارات من تلقاء نفسه، فإنه يخاطر بالحد من نطاق الخيارات أو الأفكار التي يتم النظر فيها، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الحد من الإبداع والابتكار.
- عدم اغتنام الفرص. يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم اغتنام الفرص، حيث قد يكون لدى أعضاء الفريق رؤى أو خبرات لا يعرفها القائد.
- حصرية الخبرة في القائد. في النهج التوجيهي في عملية اتخاذ القرار، يكون القائد هو صانع القرار الوحيد، مما قد يؤدي إلى حصرية الخبرة والمعرفة في القائد دون غيره.
- احتمال حدوث وتحيُّزات. عندما يتخذ القائد قرارات بمفرده، يكون هناك احتمال حدوث أخطاء أو تحيزات في عملية اتخاذ القرار.
سمات القائد الذي يمارس النهج التوجيهي في اتخاذ القرار
- الحسم والسرعة. يميل القادة الذين يستخدمون هذا النهج إلى أن يكونوا حاسمين وسريعين في اتخاذ القرارات. لأنهم واثقون من حكمهم ويمكنهم اتخاذ الإجراءات دون التشكيك في أنفسهم.
- الثقة بالنفس. عادة ما يكون القادة الذين يستخدمون هذا النهج واثقين من قدراتهم ولديهم شعور قوي بالثقة بالنفس. إنهم يثقون في غرائزهم ولا يخشون اتخاذ قرارات صعبة، حتى تلك التي لا تحظى بشعبية.
- الرؤية القوية. عادةً ما يتمتع القادة ذوو هذا النهج برؤية قوية لمنظمتهم أو فريقهم. لديهم فكرة واضحة عن المكان الذي يريدون الذهاب إليه وكيفية الوصول إليه ويمكنهم اتخاذ قرارات تدعم هذه الرؤية.
- الوضوح والإيجاز. عادة ما يكون القادة الذين يستخدمون هذا النهج في اتخاذ القرار واضحين وموجزين في اتصالاتهم. يمكنهم شرح قراراتهم بطريقة يسهل على الآخرين فهمها وتقديم توجيه واضح لفريقهم.
- القدرة على تحمُّل المسؤولية. عادة ما يكون القادة الذين يستخدمون هذا النهج في اتخاذ القرار على استعداد لتحمُّل مسؤولية قراراتهم. إنهم يدركون أنهم مسؤولون في نهاية المطاف عن نجاح أو فشل فريقهم أو مؤسستهم، وهم على استعداد لتحمل المسؤولية عن أفعالهم.
من خلال النظر في سياق نهجهم والعواقب المحتملة، يمكن للقادة اختيار النهج الأكثر ملاءمة للموقف الحالي وقيادة فرقهم بنجاح.