ممارسات سيئة في عملية اتخاذ القرار تؤدي إلى قرارات سيئة
إن اتخاذ القرار يقع في قلب حياتنا الشخصية والمهنية. إضافةً لذلك إن الأمر لا يتعلق فقط باتخاذ القرار ورد الفعل الفوري الذي يهم، ولكن أيضًا بالتأثيرات طويلة المدى التي يمكن أن تؤدي إلى الارباك وتؤثر على سير حياتنا الشخصية والعملية. علماً أن إن العملية المدروسة لاتخاذ القرارات لا تضمن نتيجة جيدة ولكنها تجعلها أكثر احتمالا. علاوةً على ذلك، إن القرارات البالغة الأهمية التي يتخذها قادة يتمتعون بأفضل المعلومات والبيانات والنوايا تكون سيئة في بعض الأحيان. بالتالي، كقائد، إذا تمكنت من التخلُّص تدريجيًا من الممارسات السيئة في اتخاذ القرار واستبدالها بممارسات إيجابية، فسوف تهيئ نفسك لتحقيق نجاح أكبر بكثير.
الممارسات السيئة في عملية اتخاذ القرار
1. عدم إجراء البحث والتقصِّي
كقائد، عند إجراء المزيد من البحث والتقصِّي، يمكنك الحصول على بيانات تمكِّنك من اتخاذ قرار أكثر استنارة وسيؤثر على النتائج المستقبلية. لذلك يجب أن يتناسب مقدار الوقت والجهد الذي تقضيه في البحث بشكل مباشر مع حجم القرار الذي ستتخذه.
2. الافتقار الى المنطق
يعتمد الكثير من القادة على الكاريزما والحدس فقط في إدارة مواقعهم الوظيفية. علماً أن هذا النوع يتمتع عمومًا بروح عظيمة، لكنهم لا يدومون طويلًا في مناصبهم لأنهم يفتقرون إلى التكتيك والمنطق أحياناً. في حين أنه في بعض الحالات، يمكن أن يساعدك حدسك على الاختيار بين خيارين متشابهين نسبيًا، فإن الاعتماد على المنطق والمشورة السليمة هو الإستراتيجية الأفضل على المدى الطويل.
3. تأجيل اتخاذ القرار
يواجه الكثير من المدراء قرارات صعبة لذلك يؤجلون اتخاذها لأطول فترة ممكنة. من غير المستحسن اتخاذ قرارات متسرعة وفورية، ولكن الأسوأ من ذلك هو التأجيل في القرارات التي يجب اتخاذها بسرعة نسبية.
4. الاعتماد المفرط على وجهات النظر الأخرى
من الضروري أن يكون القائد منفتحًا على الآراء والأفكار ووجهات النظر الأخرى. ومع ذلك، كقائد، يجب ألا تكون مفرطاً في اعتمادك علىوجهات النظر الأخرى في اتخاذ القرارات، فهذا هو عملك، ومن المهم أن يكون لك بصمات مميَّزة وتتخذ قراراتك بنفسك.
5. تجنُّب الصعوبات والعواقب
كقائد، هناك عدد من القرارات الصعبة التي يتعين عليك اتخاذها. ولكن في كثير من الأحيان، تتخذ قرارات محددة لتجنُّب صعوبتها وعواقبها على المدى القصير. ولكن في كثير من الحالات، يجب مواجهة هذه الصعوبات والعواقب قصيرة المدى لضمان نتائج طويلة المدى.
6. الاستعجال والتسرُّع
كقائد عمل، عليك تخصيص الوقت والنظر إلى المواقف والمشاكل التي تواجهك بمنظور عقلاني. ويجب عليك عدم التسرُّع والاستعجال في اتخاذ القرار، بغض النظر عن مقدار ضغط الوقت والمواعيد النهائية.
7. الغرور والكبرياء
في كثير من الأحيان، يعيق الغرور والكبرياء القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات. كقائد، من الأهمية أن تدرك أن كل شخص لديه نجاح تنظيمي مشترك في ذهنه واستشارة الآخرين قبل اتخاذ قرار سيء.
8. عدم توقُّع الآثار المستقبلية للقرارات
من المهم أن يكون لديك، كقائد، عقلية ذات تفكير تقدمي مستمر وتتجنَّب اتخاذ قرارات سيئة. كذلك أيضاً عليك التخطيط دائمًا وتوقُّع الآثار المستقبلية لهذا القرار ومعرفة كيفية مواجهتها.
9. التردُّد
عندما تستغرق التقارير والتحليلات وقتًا أطول بكثير من المتوقع، يتردد القادة ويتأخرون في اتخاذ القرار، وتضيع الفرصة. كقائد، عليك تنظيم العملية والشجاعة في إنجازها وعدم التردُّد في اتخاذ القرار المناسب.
10. قنوات تواصل ضعيفة
كقائد، بمجرد اتخاذ القرار، عليك التأكُّد من أن الجميع قد فهموا القرار وأسبابه وكيف سيؤثر عليهم. على العكس من ذلك، فإن بعض القرارات الجيدة ستصبح قرارات سيئة. بالتالي يجب أن تكون هناك قنوات تواصل فعَّالة مع الجميع.
11. التفاؤل الغريزي
عندما يتم إخبار الناس أن خطر حدوث شيء سيئ أقل من المتوقع، فإنهم يميلون إلى التفاؤل الغريزي، وبالتالي تعديل توقعاتهم لتتناسب مع المعلومات الجديدة التي تعلَّموها. كقائد مستقبلي، لا تكنْ مفرطًا في التفاؤل الغريزي بشأن قدراتك، لأن ذلك يمكن أن يعيق اتخاذ القرارات الجيدة.
12. التحيُّز التأكيدي
تميل وجهة نظر الكثير من القادة للتحيُّز لصالح ما يريدون أن يحدث واعتقدوا أنه صحيح بالفعل، متجاهلين أو مهمشين المعلومات التي تتحدى معتقداتهم. علماً أن هذا التحيُّز التأكيدي قد يكون بمثابة مؤشر لاتخاذ القرارات السيئة لأجل إثبات الأشياء التي يؤمنون بها في سياق العمل.
13. الرهان على تجارب الماضي
يتخذ بعض القادة قرارات سيئة لأنهم يعتادون على الأنماط التي نجحت في الماضي ويميلون إلى عدم البحث عن الأساليب التي من شأنها أن تعمل بشكل أفضل. إن العالم يزداد تعقيدا، وتقلُّباً، كقائد، لن يكون من الحكمة أن تضع كل قراراتك ورهاناتك على الأنماط المستخلصة من تجارب الماضي.
14. عدم الفهم السببي للمتغيرات
إن القدرة على فهم كيفية تفاعل شبكة واسعة من المتغيرات المترابطة مع بعضها البعض تتطلب قدرًا هائلاً من قوة المعالجة والتحليل. كقائد، فقط من خلال الفهم السببي للمتغيرات يمكنك أن تعرف بالفعل ما يحدث وما يجب القيام به بعد ذلك، بالتالي تتجنَّب اتخاذ قرارات سيئة.
15. الانتقائية في استخدام البيانات
الكثير من القادة يستخدمون بيانات انتقائية للتأكيد على أن قراراتهم كانت جيدة، بغض النظر عمَّا إذا كانت هذه البيانات صحيحة أم لا. لذلك، كقائد، عليك التفكير ملياً في الحجم الهائل للقرارات السيئة التي تتفاقم في المنظمة بسبب الانتقائية في استخدام البيانات، ومن ثم العمل على تجنُّبها.
16. عدم ربط الأحداث باستراتيجية واضحة
إن غياب استراتيجية واضحة، يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة نتيجة عدم ربط المشكلة بالاستراتيجية. كقائد عليك وضع استراتيجية واضحة وربط الأحداث والمشاكل بشكل وثيق بها.
17. عدم إشراك ذوي الخبرة ذات الصلة
في بعض الأحيان، يتعمَّد الكثير من القادة عدم إشراك الآخرين ذوي الخبرة ذات الصلة في عملية اتخاذ القرار. وطالما أنهم يريدون أن يُنسب الفضل لهم، يتخذون الكثير من القرارات السيئة التي يتحملون بالتأكيد مسؤوليتها.
18. الافتقار إلى المعرفة التخصصية والمنظور الخاص
للأسف، الكثير من القادة لا يمتلكون معرفة تخصصية ومنظور خاص بهم، ويعتمدون فقط على خبرة الآخرين. لذلك يواجهون صعوبة في دمج تلك الخبرة والمعلومات مما يؤدي إلى اتخاذهم قرارات سيئة.
19. عدم الانفتاح على التعلُّم والتطوير
كقائد مستقبلي، عليك أن تكون منفتحاً على الأفكار والابتكارات والرؤى الجديدة. كذلك أيضاً تحتاج للإنفتاح على تعلُّم وتطوير استراتيجيات جديدة، ووجهات النظر القوية لتقليل اتخاذ القرارات السيئة.
20. إرضاء الجميع
ليس من الضروري دائمًا إرضاء الجميع والحصول على موافقتهم، فغالبًا ما ستتخذ قرارات سيئة لا تناسب أحد. كقائد، تذكَّر أن رضى الناس غايةٌ لا يمكن إدراكها، وكن واثقًا من اتخاذ قرارات تتلاءم والاحتياجات.
من المفيد التخلُّص من هذه الممارسات السيئة في اتخاذ القرار. علماً أن القرارات “الجيدة” ستتفوق دائمًا على القرارات “السيئة”. في النهاية، القرار الأكثر سوءاً هو عدم اتخاذ قرار على الإطلاق.