في عالم الأعمال الحديث تجد المنظمات نفسها بشكل متزايد تدير أكثر من مجرد موظفين وعملاء ومنتجات وخدمات. كما أنهم يديرون أيضاً إدخال التقنيات الجديدة والظهور المفاجئ لفرص السوق الجديدة والتحولات في طريقة اختيار المستهلكين والتفاعل مع وتطبيق المعايير على علاماتهم التجارية. للقيام بذلك يحتاجون إلى اعتماد استراتيجيات التغيير للتحول الذكي تضمن النجاح في التخطيط والتنفيذ. مع العلم أن هذه الاستراتيجيات تعزِّز قدرة المنظمات على معالجة التغيير والتكيُّف مع التحول الذكي الذي يعتبر عنصراً حاسماً للبقاء للعديد من المنظمات الحديثة في عالم الأعمال الحالي والمستقبلي.
أهداف إدارة التغيير للتحول الذكي
قد يختلف شكل إدارة التغيير من منظمة إلى أخرى، ولكن ستشترك جميع الاستراتيجيات في ثلاثة أهداف أساسية:
- تحسين العائد على الاستثمار للقوى العاملة: يجب تثبيت جميع التغييرات، لا سيما تلك المرتبطة بالتحول الذكي، لتحسين كفاءة وإنتاجية القوى العاملة في المنظمة. حيث يجب أن يساعد كل تغيير الموظفين على أداء عملهم بشكل أفضل وأسرع.
- خلق ميزة تنافسية: تساعد إدارة التغيير المنظمات على تحديد الفرص لاكتساب ميزة تنافسية من خلال خفض التكاليف أو التخصص أو الابتكار أو زيادة جودة الخدمة.
- تنشيط وتمكين الموظفين: تساعد إدارة التغيير في التأكُّد من شعور الموظفين بالتقدير والدعم، وبالتالي تمكينهم من دعم مبادرات التغيير.
استراتيجيات التغيير للتحول الذكي
غالبًا ما يرجع الفشل في مشاريع التحول الذكي إلى الافتقار إلى الإعداد والاستراتيجية. لذلك يجب أن يكون وجود استراتيجيات التغيير للتحول الذكي على رأس أولويات المنظمة عند الشروع في اعتماد وتنفيذ التكنولوجيا الجديدة. فيما يلي أفضل خمس استراتيجيات التغيير للتحول الذكي في المنظمات:
1) البدء من الأعلى
وجود القائد وإرشاداته ودعمه يشير إلى الموظفين بأنه يعرف ويدعم عملية التغيير. حيث يؤدي هذا الأمر إلى الحد من المخاوف والقلق لدى الموظفين وينتج بيئة عمل أكثر انتاجية وايجابية. كما يساعدهم على الشعور بثقة أكبر بشأن المستقبل. لا سيما أن التغيير الذي يبدأ من الأعلى يعكس قيادة ملتزمة ومستثمرة وموحدة تكون على نفس التوجه حول مستقبل المنظمة. علماً أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها استنباط الثقافة اللازمة والترويج لها لتشجيع بقية المنظمة على تبنِّي التغيير.
2) التأكُّد من أن التغيير ضروري ومرغوب فيه
إن الأسباب الرئيسية لفشل جهود التحول الذكي وعدم تلبية التوقعات هو أن صانعي القرار غير متأكدين من كيفية التعامل بشكل صحيح مع التحول الذكي وتأثيره على أعمالهم. لأن عدم وجود تدقيق شامل يؤدي إلى تنفيذ الحلول غير الضرورية لاحتياجات المنظمة، مما يعني تكاليف إضافية وتدريباً إضافياً وتوقعات متزايدة غير واقعية في كثير من الأحيان.
من الأهمية بمكان أن تكون المنظمات التي تسعى إلى التحول الذكي على دراية بالتأثيرات التي سيحدثها تقديم حلول جديدة على المنظمة. كذلك هل ستكون الحلول المقترحة مفيدة بشكل عام للقدرات التشغيلية والابتكارات التحويلية للمنظمة، مع مراعاة قضايا إعداد الموظفين ومعرفتهم.
3) تقليل القلق
إن التخفيف من آثار التغييرات على الموظفين أمر حيوي، ففي كثير من الأحيان ينبع قلق الموظف بشأن التغيير من إدخال استراتيجيات جديدة كإعادة الهيكلة التنظيمية، أو تقنيات جديدة كالأتمتة والذكاء الاصطناعي لجعل الإدارة والعمليات أكثر كفاءة. ونخلص إلى نتيجة وهي انخفاض الروح المعنوية، والمزيد من الأداء غير المرضي، وهجرة العقول حيث يترك أفضل الموظفين والمواهب المنظمة. لذلك، يمكن تقليل القلق بين الموظفين من خلال:
- التخطيط والتوعية والارشاد في وقت مبكر.
- تزويد الموظفين بالتدريب والموارد للتكيُّف مع التغييرات.
- ترسيخ ثقافة تدعم التغيير والتحول الذكي.
- تمكين المديرين وقادة فرق العمل لتوفير الوضوح والسياق للتغييرات.
- التأكد من جاهزية قسم تكنولوجيا المعلومات في المنظمة لدعم التغييرات التكنولوجية أو البنية التحتية.
4) تعزيز التواصل
يُعدُّ التواصل الفعَّال والتحدُّث مع العاملين في المنظمة عن التغيير بصراحة وانفتاح أحد أقوى الأشياء التي يمكن للقادة والمدراء القيام بها لمساعدة منظماتهم على تبنِّي التغيير. علماً أن التواصل الفعَّال يقود الكفاءة ولديه القدرة على تشكيل الثقافة، لذلك على قادة الأعمال والمدراء المستقبليين تشجيع التواصل بين القيادة والموظفين في الاتجاهين، وإنشاء قنوات ودعم التواصل بين الأقسام لمساعدة الأفكار والابتكار على الانتشار.
5) إدراك أن التغيير هو القاعدة وليس الاستثناء
إن الاستعداد للتغيير هو “القدرة على بدء التغيير والاستجابة له باستمرار بطرق تخلق ميزة وتقلل المخاطر وتحافظ على الأداء“. لذا لا يمكن للمنظمات أن تكون جاهزة للتغيير إلا إذا أدركت أن التغيير هو القاعدة وليس الاستثناء من القاعدة.
تساعد الحلول التقنية المتقدمة كالذكاء الاصطناعي وغيره من الأنظمة الخبيرة ونظم دعم القرار المنظمات على تحقيق ميزة تنافسية والحفاظ عليها في صناعتها. وكذلك من خلال الاستفادة من الأدوات المتاحة، يمكن للمنظمات الاحتفاظ بأفضل الموظفين وزيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف والاستمتاع بقدرة تشغيلية أعلى وتقديم تجربة عملاء فائقة.