تبنِّي الفروق الدقيقة في المشاعر الإنسانية في مكان العمل يمكن أن يكون له فوائد عملية، مثل تحسين التعاون بين الموظفين ومكان عمل أكثر سعادة. وبالتالي فإن الذكاء العاطفي يلعب دورًا حيويًا في مكان العمل ويؤثر بشكل كبير على أداء الموظفين وكيفية تفاعلهم مع بعضهم البعض، وكذلك التكيُّف والتعامل مع التوتر وضغط العمل. في غضون ذلك، فهو يتيح التعامل مع مجموعة واسعة من المواقف الصعبة عاطفياً. كذلك فهو يساعد أيضاً في تطوير العمل على المستوى العاطفي الذي سيطور مكان عمل أكثر نجاحًا.
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو قدرة الأفراد على تحديد وإدارة عواطفهم والتفاعل مع مشاعر الآخرين. كذلك هو فهم كيفية تشكيل هذه المشاعر لأفكارك وأفعالك بحيث يمكنك التحكم بشكل أكبر في سلوكك وتطوير المهارات لإدارة نفسك بشكل أكثر فعالية. يتيح لك أن تصبح أكثر وعيًا عاطفيًا للنمو واكتساب فهم أعمق لما أنت عليه، مما يمكِّنك من التواصل الفعَّال مع الآخرين وبناء علاقات أقوى.
تلعب مهارات الذكاء العاطفي دورًا مهمًا في قدرة قادة الأعمال على إدارة أماكن أعمالهم وتنميتها بفعالية. والأهم من ذلك كله، أماكن العمل هي بيئات تحركها العلاقات، علاوة على ذلك، فيها أيضاً مجموعة واسعة من الشخصيات والاهتمامات وأنماط الاتصال. يمكن أن يساعد امتلاك مستوى عالي من الذكاء العاطفي أصحاب الأعمال على إدارة القوى العاملة لديهم بشكل أفضل. بشكل أساسي، ينبع الذكاء العاطفي في مكان العمل من فهم العلاقات الجيدة والتعبير عنها وإدارتها وحل المشكلات تحت الضغط.
آثار الذكاء العاطفي في مكان العمل
يؤثر الذكاء العاطفي على العديد من جوانب مكان العمل، مثل الأداء والرضا الوظيفي وعلاقات الموظفين مع بعضهم البعض أو المديرين. لذا تم إدراجه من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي كواحد من أهم 10 مهارات مطلوبة للنجاح في مكان العمل. وبالتالي الذكاء العاطفي يؤثر بشكل كبير وفعّال في مكان العمل من خلال عوامل مهمة لا يمكن أن تتجاهلها منظمات الأعمال، ومنها:
1. زيادة الأداء الوظيفي
هناك علاقة طردية بين أداء الموظفين وامتلاك مهارات الذكاء العاطفي. حيث أن الذكاء العاطفي يؤثر بشكل كبير على السلوك والالتزام والأداء الوظيفي، لأنه يتيح للموظفين القدرة على موازنة المشاعر واتخاذ قرارات دقيقة في الوقت المناسب. كما أنه يساعدهم في الحفاظ على علاقات ايجابية ومنتجة، والتعامل مع التوتر بشكل أكثر فعَّالية.
2. تعزيز الرضا الوظيفي
الذكاء العاطفي يساهم بشكلٍ كبير في خلق مشاعر ايجابية في مكان العمل تؤدي إلى جعل الموظفين سعداء وواثقين بأنفسهم وبما هم عليه. وكذلك يساهم في تعزيز شعورهم بالأمان والرضا الوظيفي. من ناحية أخرى، يساعد الذكاء العاطفي في تخفيف المشاعر السلبية أو التوتر في مكان العمل، مما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر إبداعاً وإنتاجية.
3. تحسين العلاقات
يوفر الذكاء العاطفي للموظفين القدرة اللازمة لفهم بعضهم البعض بشكلٍ أفضل، وبناء علاقات ايجابية وصحية فيما بينهم أثناء قيامهم بأدائهم في مكان العمل. وبالتالي، تتحسن العلاقات الوظيفية في مكان العمل، إضافة إلى التعامل مع المواقف وإدارة النزاعات التي يواجهها الموظفون بشكل أكثر فعالية.
4. القدرة على التكيّف
في ظل التطور التكنولوجي في مجال العمل، تطورت مهارات النجاح في سوق العمل أيضاً. وصار الحديث عن القدرة على التكيُّف الذي يساعد الموظف على مواصلة العمل وتحقيق النجاح في بيئة تشهد تغيرات متسارعة ومتلاحقة. والأهم من ذلك كله، الذكاء العاطفي يلعب دوراً هاماً في تحقيق النجاح المهني. وفي نفس السياق، يساعد الموظفين على التكيُّف بنجاح مع هذه التغيُّرات، والتعامل مع ضغوط العمل وكيفية التصرُّف بطريقة إيجابية ومثمرة.
5. القيادة الناجحة
الذكاء العاطفي من أهم أسس القيادة الناجحة وفرق العمل. في حين أن القيادة الناجحة لا تتمحور فقط على الخبرة والقدرة، بل القائد الذكي عاطفياً يعمل على تشجيع الموظفين وفرق العمل على الابتكار وعرض وجهات النظر دون خوف أو قلق. لذا عدم وجود ذكاء عاطفي متطوِّر يعيق أداء القيادة بشكلٍ كبير. وبالتالي، يعزِّز الذكاء العاطفي الوعي الذاتي والتعاطف والقدرة على إلهام الآخرين وتحفيزهم. لذا فإن الموظفين والفرق الذكية عاطفياً هم نواة القادة المستقبليين المحتملون للمنظمة.
فوائد الذكاء العاطفي في مكان العمل
- تحقيق رؤية وأهداف المنظمة.
- دافع أكبر بين الموظفين لفهم مشاعرهم ومشاعر زملائهم.
- التواصل الفعّال الذي ينتج عنه أهداف مشتركة عبر العمل.
- التفاؤل والنظرة إيجابية لدى الموظفين فيما يتعلق الأمر بالوظيفة.
- مشاركة الموظفين وعلاقات إيجابية ومنتجة فيما بينهم.
- المرونة والاستجابة للتغيير بشكل فعَّال والتعامل مع الأزمات.
- تحسين كفاءات الموظفين وقدرتهم على اتخاذ القرارات المناسبة.
- التقدم والتطوير المهني والارتقاء الوظيفي.
يعد الذكاء العاطفي ضرورة تطويرية في مكان العمل، ويمكن أن يكون بمثابة العمود الفقري لثقافة المنظمة. فهو يساعد أصحاب الأعمال والمنظمات في تحقيق أهدافهم وجني المزيد من الأرباح. فالموظفون الأذكياء عاطفياً يخلقون بيئة عمل آمنة وفعالة. كقائد استراتيجي ومدير مستقبلي اجعل هدفك هو تحسين الذكاء العاطفي الخاص بك ومساعدة موظفيك وفرق عملك لتحسين وتطوير ذكائهم العاطفي.