كيف تصنع الفرص في حياتك المهنية

خلال العقود الماضية، كان معظم الناس يعتقدون أنهم بعد التخرج من معهدهم أو جامعتهم، سيحصلون على وظيفة في شركةٍ ما ويستمرون بها إلى أمد طويل. كما أنهم كانوا يظنون أنهم سيبقون في هذه الشركة معظم حياتهم العملية وتحت إشراف صاحب عمل واحد لن يتغير. مما أدى إلى عدم وجود توجُّه لديهم لتطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية، أو بالأحرى التفكير بالادارة المهنية لتحقيق ذلك. أما في وقتنا الحاضر، أصبحت الحياة العملية الآن أكثر مرونة وهذه التوقعات أصبحت نادرة. حيث أصبحت توقعات الغالبية من الناس أنهم سيتنقلون من وظيفة إلى أخرى حسب مقتضيات وظروف الحياة التي تواجههم. وهذا ما يزيد الأمر صعوبة في الحصول على وظيفة مناسبة تتلاءم وطموحات الكثيرين. من هنا أصبح لزاماً على الأفراد بذل المزيد من الجهد لإدارة حياتهم العملية والمهنية. بشكل عام، لم يعد الناس بحاجة إلى مهارات للارتقاء من خلال صاحب عمل واحد فحسب. بل يحتاجون إلى مهارات لخلق حياة مهنية هادفة ومرضية لأنفسهم. وكذلك يحتاجون للتخطيط لتطوُّرهم الشخصي والمهني. هذا ما يُسمى مهارات الادارة المهنية.

التخطيط والإدارة المهنية

مهارات الادارة المهنية هي جميع المهارات اللازمة للتحكم في رحلة حياتك المهنية وإدارتها. وتشتمل على:

من الطبيعي أن تكون عملية التخطيط والإدارة هذه مألوفة لأي شخص سبق له أن قام بأي نوع من التعلُّم والتدريب، لا سيما الذي ينطوي على عنصر التطوير الشخصي. إنها عملية قياسية إلى حد ما، ولكنها مهمة أيضاً. يمكنك أن تتابع حياتك وتأمل في الاستفادة من الفرص المتاحة لك. ومع ذلك، بدون التركيز على تحديث وتحسين مهاراتك وخاصة الفجوات الموجودة فيها، فمن المرجح أن تصبح فرصك الوظيفية قليلة أكثر فأكثر. علاوة على ذلك، قد تصل إلى نقطة تبدأ فيها بالتفكير “أتمنى لو كنت قادرًا على فعل كذا وكذا …“.

في حياتك المهنية، أنت من تصنع فرصَك

يمكّنك التفكير في المكان الذي تريد أن تكون فيه وتصبحه. يمكنك تحقيق ذلك من خلال التخطيط وتحديد الأهداف والعمل على كيفية تحقيقها والاستفادة من المزيد من الفرص. ولتتمكَّن من صناعة فرصك في حياتك المهنية يجب عليك أن تدرك بعض الأمور التالية:

1. تطوير مهاراتك العامة

هناك عدد من المهارات التي تعتبر مفيدة في أي مهنة، مثل مهارات الاتصال الجيد ومهارات التعامل مع الآخرين. هذه المهارات ليست خاصة بالوظيفة، وتميل إلى أن تكون حول كيفية علاقاتنا بالآخرين، أو صفاتنا الشخصية. غالباً ما تُعرف هذه المهارات أيضاً بما يسمى المهارات القابلة للتحويل أو مهارات التوظُّف.

إذا لم تكن متأكداً من أين تبدأ في تطوير حياتك المهنية، فمن الأفضل أن تبدأ تطوير المهارات العامة، لأنها ستوفر لك فرصةً جيدةً بغض النظر عن خياراتك لكيفية العمل بها. علماً أن هذه المهارات العامة من السهل اكتسابها من مواقف العمل الخارجية أو حتى من خلال التفاعلات والعلاقات الاجتماعية فقط.

2. تطوير مهاراتك المهنية

العديد من المهن ومجالات العمل تتطلب مهارات محددة ومتخصصة. على سبيل المثال:

3. تطوير مهارات التوظُّف لديك

مهما كانت مهاراتك العامة أو الخاصة بالوظيفة جيدة، فأنت بحاجة أيضاً لتكون قادراً على التوظُّف (الحصول على وظيفة). المهارات المطلوبة للقيام بذلك تشمل:

الطريقة التي تقدم بها نفسك، كتابياً أو شخصياً، هي أمر حيوي ومهم للحصول على وظيفة. يمكن أن تؤثر أيضاً على التفاعلات الشخصية في حياتك العملية، وكذلك العمل الخارجي. لذلك، من المفيد أخذ الوقت الكافي للنظر في الانطباع الذي تريد نقله، ومدى جودة مظهرك وسلوكك للقيام بذلك.

التخطيط أم عدم التخطيط؟

ليس من الضروري أن يكون لديك خطة صارمة لكل خطوة في حياتك المهنية. في بعض الأحيان، تكون أكثر النشاطات المهنية نجاحاً هي تلك التي حصلت بشكل عفوي، ربما من لقاء فرصة أو محادثة. من المهم أن تتمتع بالمرونة الكافية لتكون قادراً على الاستفادة من تلك الفرص عند ظهورها. ومع ذلك، لتتمكن من الاستفادة من هذه الفرص، يجب أن تقوم بالتخطيط الكافي للحصول على المهارات اللازمة. لذلك، من المفيد التفكير مسبقاً من وقت لآخر في الفرص التي تريدها، وما هي المهارات التي قد تحتاجها للحصول على هذه الفرص.

بالطبع، عندما تتطور في حياتك المهنية التي اخترتها، ستتعلم أيضاً المزيد عن نفسك وما تحب القيام به. قد تتغير رؤيتك للفرص المفضلة لديك، وبالتالي قد تتغير احتياجاتك التنموية والتطويرية.

Exit mobile version