هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يختارون تعلُّم مهارة جديدة، سواء كانت هواية أو عمل، فإن قضاء الوقت في تعلُّم مهارة جديدة له فوائد أكثر بكثير من مجرد تعلُّم المهارة نفسها. اعتماداً على وجهة نظر مكان العمل والتكنولوجية المستخدمة، لن يساعدك الاستثمار في التعلُّم والتطوير الذاتي على البقاء في الطليعة فحسب، بل سيحافظ على أهميتك ويضمن نجاح حياتك المهنية في المستقبل.
منذ اللحظة الأولى لولادتنا نبدأ التعلُّم. ومن المعروف أن أدمغتنا عندما كنا أطفالاً تشبه الإسفنج تمتص المعلومات الجديدة، وتستوعب التعلُّم، بينما نختبر أشياء جديدة ونستخدم حواسنا لاستكشاف هذه التجارب الجديدة. نحن نبدأ مسيرتنا التعليمية ونتقدم في كثير من الأحيان إلى اكتساب المؤهلات الجامعية والمهنية. قد تحتاج أدمغتنا وأجسادنا إلى الراحة. ولكن في الواقع، فإن المتطلبات المتغيرة باستمرار لأدوار الوظائف الحديثة، والتقدم في التكنولوجيا والاقتصاد المتطوِّر يعني أن التعلُّم المستمر أمر حيوي لاستمرار النجاح الوظيفي. يمكن أن يكون التعلُّم مفيداً للغاية في مساعدتك على تحقيق أهدافك المهنية. ولكن تعلُّم مهارة جديدة في العمل يمكن أن يساعد بشكلٍ فعلي. علاوةً على ذلك، إن الاستمرار في التعلُّم والتطوير المهني يفيد صحتك أولاً ويساعدك في الحفاظ على نشاط عقلك. وكذلك يساعدك التعلُّم على التكيُّف مع التغيير بسهولة، والتقدُّم في مسار حياتك المهنية. هناك فوائد عديدة عندما يتعلق الأمر بتعلُّم مهارات جديدة للعمل، بغض النظر عن ماهية تلك المهارة.
فوائد تعلُّم مهارات جديدة
1) يساعد في تقليل الملل
يساعدك تعلُّم مهارة جديدة في مكان العمل على درء الملل ويحافظ على مستويات عالية لاهتماماتك. لأن القيام بنفس الأشياء مراراً وتكراراً في العمل يؤدي بسرعة إلى الملل حيث يصبح رتيباً. ومع ذلك، فإن تعلُّم مهارات جديدة يساعد في كسر هذه الحلقة، مما يجعل الحياة العملية اليومية أكثر اهتماماً وحماساً.
2) يجعلك أكثر قدرة على التكيُّف
يساعدك تعلُّم مهارة جديدة في العمل على أن تصبح أكثر انفتاحاً على التغيير. فمن خلال تطوير عقلية النمو والاعتقاد بأنه يمكنك تعلُّم أشياء جديدة، ستكون أكثر قابلية للتكيُّف مع التغييرات التي تحدث في مهنتك ومكان عملك، وستكون أكثر استعداداً لاعتماد أساليب وطرق جديدة للعمل.
3) يوفِّر خيارات أكثر
تعلُّم مهارات جديدة في العمل يمكن أن يمنحك خيارات أكثر. حيث أن اكتسابك مجموعة مهارات أوسع يجعلك أكثر تنوعاً للانتقال إلى أدوار مختلفة ونشاطات لتعزيز حياتك المهنية. كما أن تعلُّم مهارات جديدة في العمل يمكن أن يخلق لك مساراً وظيفياً جديداً بالكامل. حيث يبدأ الكثير من الناس في تعلُّم هواية جديدة، أو مهارة، تصبح بعد ذلك حياتهم المهنية الجديدة مبنية على اتقان هذه المهارة!
4) يفيد صحتك
يشير مصطلح التعلُّم مدى الحياة إلى أي شخص من أي عمر يحافظ على مشاركة العقل والجسم من خلال السعي النشِط للمعرفة والخبرات. بالطبع، يمكن أن يجعلك تعلُّم مهارات جديدة أكثر ذكاءً، وأيضاً ستكون مفيدة لصحتك! إنه تدريب رائع للدماغ. يثبت علم الأعصاب أن التعلُّم يساعد في الحفاظ على مساراتنا العصبية نشِطة، وتقليل مستويات التوتر. لذا، سواء كنت تتعلَّم لغة جديدة، أو تتعلَّم تطبيقاً جديداً على كمبيوترك، تشير الأبحاث إلى أن الحفاظ على دماغ نشِط لا يقل أهمية عن الحفاظ على جسم نشط حتى تتمكن من الاستمرار في الأداء لفترة أطول. بالإضافة إلى كونه مفيداً لصحتك وحياتك المهنية، غالباً ما يساعدك التعلُّم على اكتشاف إمكانات غير معروفة لم تكن تعلم أنك تمتلكها ويسمح لك بتنمية مجموعة مهاراتك.
5) مواكبة التطوُّر
استمرار التعلُّم والتطوير المهني في حياتك الشخصية والمهنية يبقيك على اطلاع دائم بأحدث التطورات والتغييرات في التكنولوجيا الجديدة. هذا يعني أنك لن تتخلف عن الركب لأن الابتكار يغير أساليب وطرق العمل. ستبقى مواكباً ومتلائماً رغم المشهد المتغيِّر مع تطور الاقتصاد وتحسن التكنولوجيا.
أنصحك بشدة بالتفكير في التعلُّم الحالي والمستقبلي وكيف يمكن أن يساعدك ذلك في تحقيق أهدافك المهنية والبقاء في صدارة منافسيك.