إنه التغيير، التغيير المستمر، التغيير الحتمي، هو العامل المهيمن في المجتمع اليوم. لا يمكن اتخاذ قرار معقول بعد الآن دون مراعاة، ليس فقط العالم كما هو، ولكن العالم كما سيكون. لذلك القدرة على اتخاذ القرار من أفضل المهارات التي يمكنك امتلاكها. وحتى يكون اتخاذك للقرار مناسباً ويتلاءم والمستوى المهني المتقدِّم، استخدمْ مزيج البديهة والاستدلال باستمرار واتخذ قراراتك لتتقدم في حياتك الشخصية والمهنية.
1. اخترْ أولوياتك الحياتية
النجاح أو الفشل في حياتنا، سواء كان ذلك شخصياً أو مهنياً أو اجتماعياً، هو نتاج الإجراءات والخطوات التي بدأناها اعتماداً على قراراتنا. ترتبط جودة حياتنا ومصيرنا ارتباطاً مباشراً بجودة قراراتنا وطريقة اتخاذها. حيث أنه لا توجد حياة متوازنة أبداً، لذلك فإن القرار الواعي هو أن تختار أولوياتك كل يوم. لكن أصعب شيء في الحياة هو اتخاذ قرار حاسم لأنه يتضمن العديد من الأشياء الملموسة وغير الملموسة التي في كثير من الأحيان خارجة عن إرادتنا. دائماً يبقى لدينا الخوف من النتيجة المجهولة، والذي يأتي كعائق أمام اتخاذ القرار الذي يقودنا إلى البحث عن آراء خارجية للمساعدة في اتخاذ قراراتنا. صحيحٌ أنه ليس لدينا سوى حياة واحدة والقرارات التي يجب اتخاذها هي قراراتنا “سواء ننتظر الظروف لتقرر عقولنا، أو نتصرف، ونتصرف لنحيا”.
2. كُنْ شجاعاً
كل شخص ناجح لديه نقطة تحوُّل في حياته. تأتي نقطة التحول هذه عندما يتخذ قراراً واضحاً ومحدداً لا لبس فيه للنجاح. لا يهم متى يتم اتخاذ القرار في حياتنا، ولكن يجب أن يتم اتخاذه في وقت ما من حياتنا. هناك أشخاص يحبطون عزيمتك وينتقدونك ويجدونك مخطئاً عندما تتخذ قرارك. قد تواجه صعوبات عند اتخاذ قرارات قد تدفعك إلى الاعتقاد بأن منتقديك على حق. لذلك لاتخاذ قرار التنفيذ والعمل به نحو النجاح يتطلب منك الجرأة والشجاعة.
3. أعطِ الأولوية لمراحل اتخاذ القرار
تأتي مسألة القرار واتخاذه فقط عندما تكون هناك حلول بديلة للمشاكل التي نواجهها في موقف يتطلب منَّا اتخاذ قرار. إذا لم يكن هناك بديل، فسيتم فرضه عليك بغض النظر عما إذا كنت ترغب في ذلك أم لا. نظراً لأن فعل اتخاذ القرار هو خيار يتعين علينا القيام به فقط عندما تكون هناك بدائل، فهو نهج يجب أن نتخذه بوعي وجدية لحل المشكلة الموجودة بالفعل في تلك النقطة الزمنية المحددة أو للعثور على ما هو ممكن. والحلول المجدية التي قد نتصورها خلال مسار تفاعلاتنا اليومية المرتبطة بحياتنا الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية ذات الأهمية والنزاهة والقيم التي يكمن فيها وجودنا وعلاقتنا ونجاحنا وجماليات حياتنا الأخرى. نظراً لأنه يجب اتخاذ القرارات اعتماداً على جدِّية وأهمية المواقف السائدة أثناء تعاملنا مع مختلف الموضوعات خلال فترة زمنية معينة، يتعين علينا إعطاء الأولوية لاتخاذ القرار اعتماداً على الإصرار والمثابرة وأهمية المشاكل والتحديات التي تواجهنا.
4. افْهمْ حاجة وطبيعة القرار
نظراً لأن القرار الذي تتخذه الآن هو تحقيق نتيجة تريدها بشدة، في حين أنها لم تتحقق، ستؤدي إلى عواقب لا يمكن تصورها تؤثر بشدة على حياتك المهنية والعلاقة مع الآخرين مهنياً واجتماعياً وشخصياً، يجب اتخاذ القرار بعد تحليل الموقف، فهم الحاجة وطبيعة القرار الذي يجب اتخاذه حتى يتحقق الغرض من القرار. تعتمد فعالية القرار على فهم الحقائق الحالية، والقدرة على التنبؤ بالنتائج المستقبلية، ووجهات نظر الموقف والبيئة وفعالية المخاطر التي يتم اعتمادها. ولكن هذا هو المجال الذي توجد فيه معظم أوجه القصور في الإدارة الفعالة لصنع القرار. يتم تحديد السلوك والاستراتيجية الأساسيين من خلال القرارات ذات الأولوية التي تحوِّل النوايا الحسنة إلى التزامات فعَّالة والاستشراف إلى إجراءات. لكن صنع القرار مليء بالمخاطر والمسؤوليات والمساءلة وهنا تكمن المشكلة برمتها.
5. لا تتردَّدْ
إن العامل الأكثر أهمية في تدهور فاعلية القرار هو “الخوف والتردُّد” فيما يتعلق بتداعيات القرار إذا ساءت الأمور. تعتبر القرارات في الوقت المناسب أمراً حيوياً في أغلب أوقات حياتنا، والتي إذا لم يتم اتخاذها، فستكون ضارة لبقائنا وقوتنا. يتطلب اتخاذ القرار في بعض الأحيان تخصيص موارد مالية كبيرة وعادة ما ينطوي على مستوى من عدم اليقين فيما يتعلق بالنتائج. نظراً لأن نتائج القرار لا يمكن التنبؤ بها نظراً لوجود العديد من المتغيرات والعوامل الخارجية، يجب اتخاذ القرارات بشكل منهجي ومنطقي. من الأفضل اتخاذ قرارات حازمة وتنفيذها والخطأ فيها، بدلاً من التهرب من اتخاذ القرار باعتباره مسألة غير سارَّة ومؤلمة، وترك المجال لحوادث الحياة بتحديد الأولويات بشكل افتراضي. صحيح أننا يجب أن نقلل المخاطر ونزيد من الفرص. ولكن إذا كان سلوكنا محكوماً بمحاولة الهروب من المخاطر، فسينتهي به الأمر إلى المخاطرة الأكبر والأقل خطراً على الإطلاق، حيث أن أي خطر هو عدم القيام بأي شيء.
6. لا تقلقْ من النتائج
في كثير من الأحيان، يتم حثنا على اتخاذ القرارات الصحيحة. ولكن عند اتخاذ القرار، لا يمكن لأحد أن يتوقع ما إذا كان القرار سيكون صحيحاً أم خاطئاً. يمكن للنتيجة فقط تأكيد ما إذا كان القرار صحيحاً. في كثير من الأحيان، قد لا نُقدِم على اتخاذ قرار في الوقت المناسب، حتى لو كان القرار حتمياً بشأن أهم الأمور، وذلك ببساطة بسبب الخوف من أننا قد نصبح تحت المساءلة عن أعمالنا المتعلقة بالاجراءات التي اتَّبعناها والخطأ في الحكم. “الخوف والتردُّد” هو نتيجة مواجهة مسؤوليتنا وعواقبه القاسية الخالية من أي حساسية لنوايا صنع القرار واحتياجات الظروف. قد يخلق هذا شكاً وانعدام ثقة بين أولئك الذين نحبهم ونحافظ على العلاقات معهم. الثقة والتفاهم المتبادلان هما أساس كل علاقاتنا، سواء كانت شخصية أو مهنية أو اجتماعية. يمكن أن يؤثر التسويف في اتخاذ القرار في الوقت المناسب على علاقاتنا بالآخرين. ومن ثم، إذا لم يتم اتخاذ القرار في الوقت المناسب، فإنه يفقد الغرض منه.
يجب فهم بعض الحقائق فيما يتعلق باتخاذ القرار في الحياة:
- اتخاذ القرار أمرٌ لا مفر منه في حياتنا الشخصية أو المهنية أو الاجتماعية على أساس يومي اعتماداً على الموقف الذي نواجهه بشكل خاص في وقت الأزمات.
- لا يوجد قرار صائب أو قرار خاطئ. تؤكد نتيجة القرار المُتَّخَذ فقط ما إذا كان القرار صحيحاً أم خاطئاً. إذا ثبت أنه صحيح، استمتِعْ بثماره ونتائجه. أما إذا كان خاطئاً، فأنت ستقوم بتصحيح الأمور وإعادة ترتيبها. على أي حال، يجب أن نتخذ القرار الصحيح لتحقيق الغاية المنشودة.
- ثِقْ بغرائزك، واحكُمْ على ما يُخبرُك به شعورك وإدراكك.
- النجاح في الحياة هو نتيجة قرارات جريئة وشجاعة تُتخذ في الوقت المناسب.
- لا تدع الآخرين يتخذون قرارك ويوجهون حياتك. كُنْ جريئا وكُنْ إيجابياً ووَجِّهْ حياتك.
- لا تؤجِّلْ اتخاذ القرار وتسمح للحوادث الحياتية أن توجِّه مساره الذي قد لا يكون ما تحتاجه كمسار لك.
- دعْ قرارك لا يعتمد على ما قد يعتقده ويتصوَّره الآخرون عنك، ولكن بناءً على ما تعتقد أنت أنه الأفضل بالنسبة لك.
- لا تقلقْ بشأن إخفاقاتك عند اتخاذ القرار. ستنزعج أكثر بشأن الفرص التي قد تفوتك للنجاح إذا لم تتخذ القرار في الوقت المناسب. اعتقدْ دائما أن “النجاح لا ينتهي أبداً والفشل ليس نهائياً أبدا“.
- القرارات الصعبة ضرورية للتغلب على الأوقات الصعبة. تذكَّرْ دائماً أن “الوقت الصعب لا يدوم أبداً”.
- لا تتَّخِذْ قراراً أبداً أو تتوقف عن ذلك بسبب الخوف. كُنْ جريئاً ، وكُنْ شجاعاً، واتَّخِذْ قراراً حاسماً بغض النظر عن العواقب والنتائج.
التردُّد هو السبب الأول للفشل. يؤدي عدم القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب إلى فشل معظم الناس في مشاريعهم وخططهم. لذلك عليك مواجهة هذا التحدِّي ولا تسمح له أن يكون عقبة أمام نجاحك.