تعتبر البيانات عنصراً جوهرياً في أي منظمة. لذا يحتاج متخصصو الموارد البشرية إلى تطوير كفاءاتهم في تحليل البيانات ليتمكّنوا من تحسين الممارسات الحالية للموارد البشرية ودعم قرارات الأعمال التي تستند إلى البيانات. علاوة على ذلك هناك تحوُّل كبير في وظائف وأدوار إدارة الموارد البشرية لاعتماد نهج تحليلات الموارد البشرية الذي يمكِّن المنظمات من قياس تأثير مجموعة من مقاييس الموارد البشرية على الأداء العام للأعمال واتخاذ القرارات بناءً على البيانات.
تحليلات الموارد البشرية
هي تحديد دوافع الأفراد لنتائج الأعمال، والتي يطلق عليها أيضًا تحليلات الأفراد أو تحليلات القوى العاملة أو تحليلات المواهب. فهي تقيس سبب حدوث شيء ما وتأثير ما يحدث. وتهدف إلى مساعدة المنظمات في التمييز بين الموظفين الذين يجب توظيفهم، والمكافأة أو الترقية، وما هي المسؤوليات التي يجب تعيينها، ومشاكل الموارد البشرية المماثلة. وليس هذا فحسب، بل أصبحت هناك أيضاً حاجة ملحة للتنبؤ المستقبلي الدقيق بالنتائج المحتملة لاتخاذ قرارات ذات جودة مرتفعة تستند على بيانات ذات موثوقية وصلاحية عالية. ومن ثم إقناع متخذي القرار وأصحاب المصالح بتلك القرارات.
مقاييس الموارد البشرية
هناك بعض الالتباس حول تحليلات الموارد البشرية ومقاييس الموارد البشرية والفرق بين الاثنين. بينما يقدِّم كلٍ منهما قيمة مضافة مذهلة لأي منظمة.
مقاييس الموارد البشرية هي مؤشرات محدَّدة تستخدم لتحديد وقياس فعالية الأداء والكفاءة للمنظمات وتأثير العمليات والتغييرات. كما أنها تُستخدم لتحديد فعالية وكفاءة سياسات الموارد البشرية. كما تُعتبر المقاييس ضرورية في تحديد قيمة وفعالية مبادرات الموارد البشرية بطريقة واقعية، ويتم تتبع هذه البيانات وعرضها للتأثير على صنع القرار في المستقبل. لذا من الضروري دراسة مقاييس الموارد البشرية للمساعدة في تحديد تكاليف وتأثيرات الموارد البشرية وعمليات المنظمة حيث توفر البيانات المباشرة التي يحتاجها القادة لاتخاذ قرارات فورية وملحة لأعمالهم.
تكامل عمل تحليلات ومقاييس الموارد البشرية
تعد كل من تحليلات ومقاييس الموارد البشرية أدوات مؤثرة، وعند استخدامها معًا، فإنها تخلق قوة من المعلومات للمنظمات، مما يؤدي في النهاية إلى توفير الوقت والجهد والمال. وبالتالي فإن هذان المفهومان متكاملان ويشكلان قيمة كبيرة للمنظمات. حيث أن مقاييس الموارد البشرية تدعم التحليلات التي بدورها توفِّر التوجيه حول كيفية تحسينها. كذلك أيضاً إن مقاييس الموارد البشرية تعطي نظرة ثاقبة حول ما إذا كانت نتائج تحليلات الموارد البشرية صحيحة.
تكامل عمل تحليلات ومقاييس الموارد البشرية يتمثل بعمليةٍ تبدأ برأيٍ وتنتهي برؤية. فالبيانات تساعد في تحويل هذا الرأي إلى حقائق. ولفهم هذه الحقائق تتوفر معايير أو مقاييس لتحديدها وتوجيهها. وبالتالي يأتي دور التحليلات في تحديد الأسباب وكيفية تأثيرها على الأعمال. وفي النهاية نخلص إلى رؤية واضحة تستشرف المستقبل.
سلسلة قيمة الموارد البشرية
لشرح العلاقة بين مقاييس وتحليلات الموارد البشرية بشكل صحيح، يمكن استخدام سلسلة قيمة الموارد البشرية. حيث تعرض سلسلة القيمة أنواعًا مختلفة من مقاييس الموارد البشرية وكيف تؤثر على أداء الأعمال:
- الكفاءة: تُظهر مدى كفاءة الموارد البشرية في عملها.
- الفعالية: تُبيِّن مدى جودة أداء الموارد البشرية لدورها.
- التأثير: النتائج المهمة التي تؤثر على قابلية المنظمة للاستمرار على المدى الطويل.
ونخلص الى نتيجة أن دور التحليلات هنا هو تتبُّع فعالية مقاييس الموارد البشرية على الموارد البشرية ونتائج الأعمال والمنظمة.
الانتقال من المقاييس إلى التحليلات
- البدء بالبيانات: يجب تحرِّي دقتها وصحتها. لأن تصميم نظام الموارد البشرية الذكي والجودة العالية للبيانات من المكونات الرئيسية التي يجب تحسينها قبل أن يتم استثمارها في إعداد مقاييس لتقارير الموارد البشرية.
- الحصول على المقاييس الصحيحة: تتبُّع المقاييس هو أمر تكافح الكثير من المنظمات لتحقيقه، حيث يتطلب منهم الجمع بين أنظمة متعددة مثل نظام معلومات الموارد البشرية الرئيسي ونظام أدائهم .
- تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية ذات الصلة: يجب أن تكون المؤشرات مرتبطة بأهداف العمل. كذلك يجب تحديد النتيجة المستهدفة لكل مؤشِّر.
- تحديد المجالات التي تحقق التحليلات فيها قيمة مضافة: يبدأ هذا بتحديد حالة العمل التي من شأنها أن تضيف قيمة إلى العمل وأن النتائج قابلة للتنفيذ.
- تنفيذ النتائج: تتحقق الاستفادة من بيانات الموارد البشرية لإنشاء قيمة مضافة للمنظمة وأهدافها الإستراتيجية.
تعد البيانات الموثوقة وعالية الجودة ضرورية في حل مشاكل الأعمال ولتوفير الفرص للتنبؤ بالنتائج المستقبلية والتخطيط وفقًا لذلك. وتحليلات الموارد البشرية تساعد المنظمات في التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة وإدارة التعاقب الوظيفي وتحديد قادة المستقبل. كما أنها توفر رؤى واضحة للمنظمات تؤدي إلى العمل والتحسين المستمر، مما يؤدي في النهاية إلى إنشاء بيئة عمل أفضل وجعل الموظفين أكثر سعادة وكفاءة.
