كيف تُعزِّز ثقافة اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات في مكان العمل

في يومنا هذا، تحتاج المنظمات إلى جعل عملية صنع القرار التي تعتمد على البيانات هي المعيار. من الناحية الأساسية، هذا يتطلب الكفاءة والقدرة، وخلق فرص التدريب والتطوير للموظفين لتعلم مهارات البيانات. علماً أن إنشاء هذه القدرات الأساسية يساعد في تشجيع اتخاذ القرار المستند إلى البيانات في جميع مستويات الوظائف لاكتشاف رؤى مستقبلية قوية تدفع إلى العمل.

عملية اتخاذ القرار المستند إلى البيانات

“البيانات الضخمة” هو مصطلح يستخدم بشكل عام لوصف حجم وتعقيد المعلومات. مع ذلك، حتى كمية صغيرة من المحتوى يمكن اعتبارها “بيانات ضخمة” إذا تم استخراج كمية كبيرة من المعلومات منها. كما أن مصطلح “مستند إلى البيانات” يصف عملية صنع القرار التي تتضمن جمع البيانات. واستخراج الأنماط والحقائق من تلك البيانات، واستخدام تلك الحقائق لعمل استنتاجات تؤثر على صنع القرار. وبالتالي، صنع القرار المستند إلى البيانات هو استخدام الحقائق والمقاييس والبيانات لتوجيه قرارات العمل الاستراتيجية التي تتوافق مع أهداف المنظمة.

أهمية اتخاذ القرار المستند إلى البيانات

لم يكن حجم المعلومات التي تم جمعها أكبر من أي وقت مضى، ولكنه أيضًا أكثر تعقيدًا. هذا يجعل من الصعب على المنظمات إدارة وتحليل بياناتها. في الواقع، تطمح منظمات الأعمال اليوم إلى ثقافة تعتمد على البيانات. مع العلم أن هذه المنظمات استثمرت مبالغ ضخمة لتحديث أعمالها. لكن غالبية هذه المنظمات فشلت لأنها أعطت الأولوية للاستثمارات التكنولوجية دون بناء ثقافة بيانات لدعمها.

في سعيها لتكون مستندة إلى البيانات، تعمل العديد من المنظمات على تطوير قدراتها في إتقان البيانات، وسرعة التحليلات واستخلاص النتائج. في الواقع، دمج البيانات والتحليلات في عملية اتخاذ القرار هو الطريقة الأكثر فعَّالية وتأثيراً على المنظمة. علماً أن  تحوُّل المنظمات إلى هذا الاتجاه يتطلب نهجًا مخصصًا لتطوير وتحسين برامج التحليلات الخاصة بها.

فوائد عملية اتخاذ القرار المستند إلى البيانات

في عالم اليوم التنافسي، تضع أكثر المنظمات نجاحًا البيانات في صميم كل ما تفعله. سواء كانت توظيف الأشخاص المناسبين للوظيفة، أو الاستجابة لتوقعات الصناعة أو تحديد سلوكيات المستهلك. فإن البيانات تشكل الأساس لاتخاذ قرارات أفضل. ببساطة، يمكن أن يساعد تحديد أولويات اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات في مكان العمل الموظفين على اتخاذ قرارات مستنيرة. وتطوير مبادرات استراتيجية قوية وتحقيق أهداف قابلة للقياس لتحقيق المزيد من النجاح التنظيمي.

إذا كنت صاحب عمل أو مديرًا تتطلع إلى تعزيز ثقافة اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات، إليك بعض النصائح حول كيفية تحقيق ذلك في مكان العمل:

1. اكتسب المعرفة

كقائد عمل أو مدير، يجب أن يكون لديك المعرفة الكافية في تحليل البيانات وتمتلك فطنة تنظيمية حادة. لتحقيق ذلك يمكنك التعلُّم والتدريب لتتزوَّد بالمعرفة الكافية في ممارسات الصناعة الحالية المتعلقة بتحليل البيانات. وبالتالي، تصبح أكثر قدرة على القيادة بالقدوة لإجراء استنتاجات أفضل بالبيانات لاحقًا. ودعم موظفيك في تبني عملية صنع القرار المستندة إلى البيانات في مكان العمل.  

2. حدِّدْ مصادر البيانات

يمكن أن تكون مصادر المعلومات مختلفة، ولكن العثور على متغيرات مشتركة بين كل مجموعة بيانات يمكن أن يمثل مشكلة صعبة للغاية. قد يكون من السهل الاستقرار على الهدف الفوري المتمثل في استخدام البيانات لغرضك الحالي وحده. ولكن من الحكمة تحديد ما إذا كان يمكن استخدام هذه البيانات أيضًا لمشاريع إضافية في المستقبل أم لا. إذا كان الأمر كذلك، يجب أن تسعى جاهدًا لتطوير إستراتيجية لتقديم البيانات بطريقة يمكن الوصول إليها في سيناريوهات أخرى أيضًا.

3. نظِّفْ ونظِّمْ البيانات

يمكنك تنظيف البيانات وتنظيمها من خلال إعداد البيانات الأولية للتحليل عن طريق إزالة أو تصحيح البيانات غير الصحيحة أو غير الكاملة أو غير ذات الصلة. للقيام بذلك، ابدأ بتنظيم وفهرسة ما وجدته. ثم قمْ بإنشاء جدول يقوم بفهرسة كل متغير من المتغيرات ويترجمها إلى ما تعنيه لك في سياق محدد.

4. وفِّرْ فرص التعلُّم والتدريب

كقائد عمل متميِّز، من المهم أن تقدم للموظفين فرص التعلُّم والتدريب حول البيانات وتحليلها. لأنك بذلك ستمكِّنهم وتزيد أهمية اتخاذ القرار المستند إلى البيانات في مكان العمل. إضافة لذلك، يجب أيضًا توعيتهم بكيفية استخدام أدوات تحليل البيانات والاستفادة منها لتحسين دورهم اليومي في المنظمة.

5. استثمرْ في المواهب

كقائد عمل ناجح، وجِّهْ  قسم التدريب والموارد البشرية في المنظمة دائماً لاختبار الفضول ومهارات التفكير التحليلي والقدرة على التقاط الأدوات والمفاهيم بسرعة أثناء عملية التوظيف. ابحث عن المواهب الذين لديهم القدرة على تعلُّم المزيد والمزيد من تطوير مهاراتهم الأساسية، واستثمر فيها لتنمية مكان عمل يعتمد على البيانات.

6. أنشىءْ البنية التحتية الصحيحة

البنية التحتية الصحيحة وقواعد البيانات المناسبة تساعد أعضاء فريقك على اكتساب رؤى بيانات واضحة ودقيقة، مما يجعل هدفك في مكان العمل المستند إلى البيانات حقيقة وواقع. كقائد عمل، شجِّعْ المديرين على إجراء مناقشات مفتوحة مع جميع الموظفين، ومعرفة الأدوات التي يحتاجونها للوصول إلى البيانات التي يحتاجونها.

7. استخدِمْ البيانات للتغيير

كمدير للتغيير والتطوير التنظيمي، استخدِمْ البيانات كوسيلة لإحداث التحوُّل والتغيير الهادف في مكان العمل من خلال إنشاء قوة عاملة تعتمد على البيانات. حيث أن موظفيك هم شريان الحياة للمنظمة، وتحليل البيانات لتحسين ظروف عمل الموظفين والروح المعنوية والمشاركة والفوائد أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح على المدى الطويل.

8. قدِّرْ جهود الموظفين

كقائد استراتيجي، طوِّرْ آلية لتحفيز وتقدير جهود موظفيك لضمان نجاح واستمرارية عملك في عصر التحوُّل  الرقمي والذكي. لأن ذلك يساعد في تعزيز مشاركة الموظفين وإلهامهم مما يسهم في تطوير ثقافة صحية وتنافسية وقائمة على البيانات في مكان العمل.

9. استخلصْ النتائج

في النهاية استخلصْ النتائج وزوِّدْ أصحاب المصلحة الرئيسيين بها لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة ودفع الاستراتيجية للمضي قدمًا. من المهم أن تطوِّر مهاراتك في فن سرد البيانات وكيفية ايصال نتائجها بأكبر قدر ممكن من الفعالية.

في السوق الديناميكي اليوم، تعد قدرة المنظمات على اتقان صنع القرار المستند إلى البيانات لاكتشاف الفرص ومعرفة التحديات والتكيف مع التغيير بمرونة أمرًا بالغ الأهمية لنجاحها واستمرارها.

Exit mobile version