إن المنظمة تنمو وتتطوَّر من حيث الحجم والتعقيد، وخصوصاً في وقتنا الحالي حيث المتغيرات والتطورات تتسارع بشكل كبير. إن التحديات والمتطلبات التي تواجهك بسبب التغيُّرات في فريق العمل لديك وتطوُّر أولوياتك الإستراتيجية، ستفرض عليك تعديل طريقة تعاملك مع استراتيجيتك وتطوير فريق عملك ليتلاءم وهذه المتغيرات. علماً أن الخطة الاستراتيجية تحدد الاتجاه والأهداف القابلة للقياس للمنظمة. وهي بمثابة أداة لتوجيه القرارات اليومية ومتابعة وتقييم التقدم في مجالها. بغض النظر عن مرحلة النضج الاستراتيجي التي وصلت إليها المنظمة، إليك بعض الطرق المهمة والمفيدة التي تُمكِّنك من تحقيق المزيد من الرضا عن خطتك الإستراتيجية وتحسينها:
1. ضعْ أهدافاً ذكية
تأكد من عدم وضع وتحديد أهداف يصعب تحقيقها. إذا وضعت أهدافاً مستحيلة، فسيكون فشل خطتك الاستراتيجية شبه مؤكد. لأن الأهداف يجب أن تخدم غرضاً محدداً. لذلك تجنب الغموض وتأكد من أن أهدافك محددة وقابلة للقياس، حيث يمكن قياسها كمياً، ولها موعد نهائي للتنفيذ.
2. حدِّدْ معايير اتخاذ القرار
قُمْ بتقييم خياراتك الإستراتيجية مقابل أولويات المنظمة المحدَّدة مسبقاً. ومن ثم حدِّد المعايير التي يتم بناءً عليها اتخاذ القرارات التي تساهم في تقدم عمل المنظمة وتحقيق خطتها الاستراتيجية.
3. تواصلْ مع فريق عملك
تواصل مع فريق عملك واسمع وجهات نظرهم حول ما يمكن أن ينجح، وما الذي لا يصلح لهم داخل المنظمة. والتواصل الفعّال يساعدك في التحقُّق من معرفة ما إذا كان فريق عملك يدرك ويتكيَّف مع القيم التنظيمية التي تتوافق مع مهمة المنظمة ورسالتها. وللمساهمة في تحسين وتطوير خطتك الاستراتيجية طرح الأسئلة التالية ومناقشتها مع فريق عملك:
- مدى معرفتهم بمؤشرات الأداء الرئيسية التي تدعم كل مجال من مجالات الأولوية في خطتك الاستراتيجية؟
- مستوى إدراكهم لعناصر العمل المحددة التي يتحملون المسؤولية عنها؟
- كيفية مراجعة الخطة الإستراتيجية والتقدم الحالي فيها؟
- ما هي المخاطر والشكوك الحالية للمنظمة؟
4. قُمْ بإجراء مسح بيئي لفرص النمو
للأسف، لا تركِّز العديد من المنظمات بشكل خاص في تخطيطها على فرص جديدة للنمو. من هنا يتبين أن أحد الأسباب الرئيسية لوجود خطة إستراتيجية هو فهم فرص النمو واتخاذ القرارات بشأن أفضل السبل لمتابعة هذه الفرص. من هنا يجب عليك تقييم خياراتك الإستراتيجية. ومن ثم تقييم السوق والبيئة التنافسية لتحديد أفضل الفرص المتاحة أمامك. طوِّرْ واستخدِمْ عملية معينة لترجيح فرص النمو وترتيبها. لذلك يمكنك طرح الأسئلة التالية التي قد تساعدك في تحقيق ذلك:
- كيف ستبدو المنظمة في غضون السنوات العشر القادمة؟
- ما نوع التغييرات والاتجاهات التي تحدث الآن والتي قد تؤثر على مستقبل المنظمة؟
- هل مهمة ورسالة المنظمة واضحة ودقيقة؟
- ما هي أهم ثلاث أولويات إستراتيجية بالنسبة لك للسنة الأولى من خطتك الاستراتيجية؟
5. عالِجْ القضايا الاستراتيجية
من السهل جداً أن تغرق في الحياة اليومية. لذلك تجنبْ تحويل التخطيط الاستراتيجي إلى جلسة عمل تكتيكية:
- ركِّزْ خطتك الإستراتيجية على القضايا الإستراتيجية وليس التكتيكية.
- ضَعْ في اعتبارك استخدام المشكلات الإستراتيجية بدلاً من دورة التخطيط المستندة إلى التقويم، وذلك لتطوير أساليب المنظمة في التخطيط الاستراتيجي.
- ركِّزْ خطتك الإستراتيجية على القرارات التي تسمح للمنظمة بالتغلب على هذه القضايا والاستفادة منها.
6. نفِّذْ الخطة
إن وضع وتطوير الخطة الإستراتيجية تعكس أهداف المنظمة وتحدياتها تعتبر غير ذات أهمية إذا لم يتم تنفيذها. من هنا تظهر أهمية مواءمة الإدارة مع الإستراتيجية أمراً ضرورياً لدعم تنفيذ الخطة. لذلك تأكَّدْ من توصيل جميع النتائج بشكل صريح في جميع أنحاء المنظمة.
7. تحقَّقْ من الإنجازات
لا يمكن اعتبار خطتك الاستراتيجية مُنفَّذة إذا لم يتم تحديد وتطوير مقاييس الانجاز والنجاح خلال عملية التخطيط. وكذلك قياس التقدم والانجاز المُحقَّق في الخطة الاستراتيجية. ضعْ مقاييس مرنة يمكن تطويرها وتعديلها بما يتلاءم والمتغيرات المتسارعة والتحديات التي تواجه المنظمة.
التخطيط جزء أساسي ومهم في أعمالك، اهتمْ به وشاركْ مع فريق عملك بعمليات التخطيط لتحقيق الأفضل للمنظمة