ما مدى تفاعل الموظفين؟ إذا كنت لا تعرف، فقد يكون لديك أكثر من مشكلة في التفاعل وقد تؤثر على الإنتاجية أيضاً. إذن، كيف يمكنك تكوين فريق وبيئة عمل أكثر إنتاجية لتحقيق أفضل النتائج للمنظمة؟ إن وجود جو “مليء بالتحدي والفضول” لا يعني بالضرورة وجود “الحماس” لدى الموظفين. من هنا يجب العلم بأن الكثير من الأشخاص يسعون للبقاء والاستمرار في وظائفهم لأنهم يواجهون تحديات وصعوبات كثيرة في حياتهم الخاصة والعملية وليس لـ “حماسهم” في هذه الوظائف. هذا الأمر له علاقة مباشرة بما إذا كان هؤلاء الأشخاص مندمجين ومتفاعلين في وظائفهم أم لا. وهنا لا بد من طرح السؤال التالي:”هل يعتقد الموظفون أن ما يفعلونه مرتبط بمهمة المنظمة وقِيَمَها؟”. بالتالي إن إنشاء القِيَم الأساسية للمنظمة وتعزيزها ودعمها، هو الأساس المتين لقوة عاملة ملتزمة ومنتجة.
حدِّدْ قِيَم المنظمة
للمساهمة في خلق بيئة عمل أكثر إنتاجية، يجب أن تكون قِيَم المنظمة واضحة ويسهُلُ على الناس ترجمتها إلى أفعال. لذا عليك كقائد عمل ناجح إنشاء خط رؤية بين أهداف المنظمة والموظفين العاملين فيها. وكذلك أيضاً تخصيص قدر كبير من الوقت لتحديد القِيَم الحقيقية للمنظمة.
كن محدَّداً فيما يتعلق بالأداء الجيد
القِيَم بدون قياس واضح لما تبدو عليه الإنتاجية ليست فعَّالة. لذلك المدير وموظفيه بحاجة إلى إيجاد التوازن الصحيح بين أهداف الأداء والاستقلالية في تحديد كيفية تحقيقها. علماً أن ذلك يُسهم بشكل فعَّال في خلق بيئة عمل أكثر إنتاجية. لتحقيق ذلك، كمدير مستقبلي ناجح، لا بد لك من العمل على ترسيخ إدراك الموظفين لعملهم وكيف يرتبط بمهمة المنظمة ورؤيتها. هذه هي الطريقة التي يتم بها إيجاد التفاعل، حيث أن التفاعل عامل محفز للإنتاجية. لكن كيف يمكنك تنمية التفاعل في المنظمة:
1. التواصل
السمة الأولى للفريق الناجح هي التواصل. إنها مسألة توصيل المفاهيم والقِيَم والأهداف إلى أذهان الموظفين. علماً أن هذه المسؤولية تقع على عاتقك كقائد إداري متميِّز. لأن دورك القيام بايصال المفاهيم التي تقوم على أساسها المنظمة لجميع المستويات فيها، من الأعلى إلى الأدنى وبالعكس. ولتحقيق ذلك عليك التواصل والإصغاء أكثر إلى ما يقوله الموظفون. لذلك يتطلب الأمر منك براعة للاستمرار في التواصل الفعَّال. ومن ثم عليك أن تتيح الفرص للموظفين للتطوُّر والتحسين من خلال هذا التواصل، لأنه يتيح لك معرفة ما إذا كانوا سعداء ومنتجين. علماً أن تواصل القيادة مع الموظفين يحفِّزهم على العمل بحماسة وإخلاص، وكذلك ينمِّي لديهم المرونة والاستقلالية في تنفيذ وتحقيق أهداف المنظمة.
2. تجنب عواق العمل
كقائد عمل ناجح ضعْ في اعتبارك احتمال وجود عوائق وحواجز تعترض الموظفين أثناء قيامهم بمهامهم الوظيفية. فإنك تحتاج إلى الانتباه ومعرفة ذلك لكي تعمل على تجنُّب ذلك وتسهيل الأمور لهم للقيام بأعمالهم رغم أنه سيكون هناك دائماً إحباط أو توتر يواجهونه. بالنتيجة الأمر متروك لك للتمييز بين ما هو طبيعي لعملك وما يمكن تجنُّبه. علاوةً على ذلك، مع نمو المنظمة وتطوُّرها، في بعض الأحيان يتعلق الأمر بالعملية أكثر من تحقيق طلب ورضا العملاء.
3. معوقات الإنتاجية
- في بعض الأحيان لا علاقة لمشاكل الإنتاجية بالموظفين، لذلك عليك التأكُّد من توافق جميع قادة فرق العمل مع قيَم المنظمة. كما أن الأمر متروك لك لبناء الثقة وتعزيز التواصل.
- ليس من الضروري أن تكون بيئة العمل، بل عليك أن تتأكد من امتلاك الموظفين الأدوات التي يحتاجونها لأداء وظائفهم. بالاضافة إلى ضرورة ايجاد جو من الانفتاح والمرونة والتفاعل.
- لا بد من ايجاد حالة طبيعية من التعاون والعمل كفريق، حيث يؤدي ذلك الى التركيز في العمل.
- يجب أن تؤدي العملية دوراً مهماً تؤدي إلى الكفاءة. ولكن، إذا كانت تقف في طريق الإنتاجية، أو إذا لم يستخدمها الموظفون لأنها مرهقة للغاية، فهناك شيء يحتاج إلى التغيير.
4. قياس التفاعل
في مرحلة ما، لا يمكن أن يكون تفاعل الموظفين مجرد كلمة رنّانة. إنها فعلاً طريقة للإصغاء والصدق مع الناس. لذلك يجب عليك كقائد استراتيجي متميِّز تشجيع الانفتاح والتواصل من خلال ملاحظات الموظفين. ولا بأس أن يكون بعضها سلبياً. فالإصغاء لأولئك الموجودين في خط المواجهة له قيمته.
5. مواكبة التطوُّر والنمو
تتغير الحاجة إلى التفاعل مع تطوُّر ونمو المنظمة. فعندما تنمو المنظمات تصبح المسألة مختلفة. غالباً عندما يتم تعيين الموظفين في مواقعهم، ينقطع الاتصال وينتهي بك الأمر مع مجموعة من الموظفين الذين لا يتحدثون مع بعضهم البعض أبداً. إذا كنت في هذا الموقف، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراء للتغيير. لفترة طويلة، ربما كان استنتاجاً مفروغاً منه أن مقولة “هذا هو ما نؤمن به وهذه هي الطريقة التي تتم بها الأعمال.” ولكن أثناء نمو وتطوُّر المنظمة عليك كقائد التأكُّد من أن قِيَمَك الأساسية محددة بشكل حازم وتشكِّل جزءاً من عملية التوظيف والإعداد. علاوةً على ذلك، السمة المميزة للقيَم الجيدة هي أنها تصمد مع مرور الوقت. قد تحتاج إلى التغيير والتبديل بسبب الأوقات المتغيرة أو السوق المتقلب أو المؤثرات الأخرى. لكن، يجب أن تكون قوية بما يكفي لتحمُّلها في جوهرها.
قد يكون التركيز على تفاعل الموظفين كوسيلة للنجاح والإنتاجية مخالفاً لممارساتك الإدارية. ولكن وجود موظفين يتماشون مع القيم الأساسية للمنظمة ويتفاعلون مع أهدافها أمر مهم أيضاً لخلق بيئة عمل أكثر إنتاجية وللاحتفاظ بالموظفين.