اكتشفْ مهارات الذكاء العاطفي في عملية التوظيف لتُنافسْ في المستقبل

في بيئة اليوم، تبحث إدارة الموارد البشرية عن خصائص ومهارات معينة في المرشحين أثناء عملية التوظيف. مثل الخبرات السابقة أو المهارات الفنيّة المتعلقة بالوظيفة الشاغرة أو مهارت العمل ضمن فريق أو غيرها من المهارات التي تعتبر مهمة جداً. ولكن النجاح في العمل اليوم يتطلب أكثر من المهارات الفنية والخبرات العملية. لذا يجب على متخصصي الموارد البشرية في مجال التوظيف إدارك أن الذكاء العاطفي هو إلى حد بعيد عامل مهم في عملية التوظيف في المنظمات، الذي يجب مراعاته في يومنا هذا.

الموظفون ذوو الذكاء العاطفي المرتفع يحققون قيمة وميِّزة تنافسية هائلة للمنظمات. تقليدياً، أثناء عملية التوظيف، يتم الأخذ بالاعتبار الخبرة الوظيفية السابقة للمرشح وكفاءته وثقافته. إضافة الى ذلك، يجب التركيز أيضاً على مهارة الذكاء العاطفي كإحدى المهارات المهمة لمستقبل الأعمال.

الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وإدارة عواطفك أثناء استيعاب مشاعر الآخرين ودوافعهم. من خلال هذه المهارات، يمكن للموظف والفرق الذكية عاطفيًا أن تساعد في العمل معًا على تحقيق أهداف مشتركة تؤدي بشكلٍ تلقائي إلى تحقيق رؤية واستراتيجيات المنظمة وأهدافها.

أظهرت العديد من الدراسات أنه أثناء البحث عن موظفين ذوي أداء مرتفع ومتميِّز، يجب على قادة الأعمال إعطاء الأولوية لمهارات الذكاء العاطفي عند الموظفين المحتملين. وكذلك، العديد من هذه الدراسات قد حددت أن الذكاء العاطفي يمثل ضعف قيمة المهارات والكفاءات العملية التقنية مجتمعة في تحديد من سيكون أفضل الموظفين أداءً في العمل.

فيما يلي نظرة على العوامل التي تجعل الذكاء العاطفي مهماً للموظف:

1. تفوُّق الذكاء العاطفي على المهارات الأخرى

المهارات المطلوبة في التوظيف لعام 2022

المهارات والكفاءات العملية والتقنية كفاءات أساسية يحتاج الموظف إلى قدر معين منها للقيام بأي عمل. وبمجرد أن تتجاوز هذه المهارات والكفاءات الحد الأدنى، مع عدم إضافة الذكاء العاطفي إليها فإنها لا تتحسن بشكلٍ كبير وسريع. نتيجة لذلك، فإن المهارات والكفاءات العملية والتقنية تمنحك الوظيفة، والذكاء العاطفي يمنحك الارتقاء الوظيفي والتقدم في عملك. بعبارة أخرى، يشير مستقبل الوظائف إلى أن المهارات والكفاءات العملية والتقنية ستجعلك موظفًا. والذكاء العاطفي سيؤثر على بقائك واستمرارك أو مغادرتك للوظيفة.

في نفس السياق، يشير تقرير مستقبل الوظائف لعام 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي” أن الذكاء العاطفي هو أحد أكثر 10 مهارات مطلوبة. وسيظل على هذه الحال حتى عام 2025 على الأقل. وبشكلٍ عام، ستكون المهارات الاجتماعية، مثل الإقناع والذكاء العاطفي وتعليم الآخرين، مطلوبة بشكل أكبر عبر الصناعات أكثر من المهارات والكفاءات العملية والتقنية”.

2. تطوُّر الوظائف

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي أوكسفورد البريطانية وييل الأمريكية أن هناك احتمالًا بنسبة 50% بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات في غضون 45 عامًا. وأيضاً من المتوقع أن يكون قادرًا على تولي كافة الوظائف البشرية في غضون 120 عامًا.

بينما تشير هذه الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي ربما يحل محل الموظف البشري في جميع المجالات على المدى البعيد. هناك جوانب أخرى مثل الذكاء العاطفي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي امتلاكه أو تجاوز عملية الإدراك البشري. سيُسهم التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في إحداث تحوُّل كبير في نمط الأعمال الحديثة من خلال مزاحمته البشر في وظائفهم. لذلك، للتكيُّف والتوافق مع هذا التغيير والتطورات، ستكون هناك حاجة ماسَّة إلى إحداث تغيير في سياسات المنظمات فيما يتعلق بمتطلبات التوظيف.

نتيجة لذلك، فقد حان الوقت للاستعداد لهذه التغيرات والتطورات المتسارعة. وهذا يستوجب وضع خطط موارد بشرية استراتيجية تقوم على الاستثمار في التدريب والتعليم وتأهيل القوى العاملة لخوض مجالات عمل جديدة. وبالتالي سيكون الذكاء العاطفي الأكثر أهمية ومن العوامل ذات التأثير الكبير في عملية التوظيف المستقبلية. حيث تتطلب الوظائف المستقبلية تفكيرًا معقدًا وتصورًا للمستقبل. وفهم القيم والعواطف وعمليات التفكير، وكيفية العمل مع أشخاص مختلفين، وتعلُّم كيفية قراءة الأشخاص للتمكُّن من توجيههم بشكل فردي وجماعي نحو هدف مشترك.

3. تأثير القيادة

في حين أن الذكاء العاطفي ضروري لجميع الموظفين، وكذلك هو أكثر أهمية بالنسبة للقادة والمدراء. كقائد ذكي عاطفياً، يمكنك فهم الهوية الاجتماعية للموظفين وتجاربهم ووجهات نظرهم، وأيضاً رؤية العالم كما يرونه. بعد ذلك، يجب على القادة الأذكياء عاطفيًا تحقيق أقصى استفادة من المواهب. وأن يفهموا ويأخذوا بالاعتبار التجارب الحية المختلفة للأشخاص لمساعدة فرقهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة. إضافة إلى ذلك تكييف أسلوب قيادتهم حسب الحاجة لاستيعابهم على اختلاف شخصياتهم. وبالتالي، القائد الذكي عاطفياً سيتمكن من تحسين العلاقات وتطويرها في مكان العمل والتأثير بشكل إيجابي على الموظفين وفرق العمل.

الذكاء العاطفي أساسي في عملية التوظيف

يدرك العديد من أصحاب العمل أهمية العثور على موظفين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ. تحقيقاً لذلك، عليهم اتخاذ بعض الخطوات المهمة التالية لجعل الذكاء العاطفي جزءًا أساسياً ومهماً في عملية التوظيف:

الالتزام: عندما تبدأ عملية التوظيف فعلياً، يجب على قادة وأصحاب العمل الالتزام أولاً بالبحث عن موظفين أذكياء عاطفيًا. بالاضافة الى ما يمتلكونه من مهارات وتقنيات أساسية تحتاجها الوظيفة. لأن الذكاء العاطفي هو أحد أهم معايير التوظيف المستقبلية للمنظمات.

التحقُّق: يمكن لمتخصصي الموارد البشرية في قسم التوظيف إجراء مقابلة سلوكية متقدمة لتحديد مستوى الذكاء العاطفي لدى المرشحين للوظائف. وبالتالي يمكنهم السؤال عن الخبرات، الوظيفة الأخيرة، إلى أين يتجهون في المستقبل، نقاط القوة والضعف. لأنها تساعد في الحصول على مقياس إحساسهم وشعورهم بأسلوبهم الشخصي والراحة. كذلك يمكنهم يطلبوا منهم التحدث عن الوقت الذي كانوا يعملون فيه في فريق وشعروا أنهم والفريق كانوا ناجحين. نتيجة لذلك، يحصلون على إجابة تغطي ما فعله الموظفون وما فكروا به وشعروا به بشأن الموقف وأفعالهم، كذلك يمكنهم الحصول على إحساس أفضل بكثير بالذكاء العاطفي للمرشح.

أسئلة المقابلة الوظيفية لاكتشاف مستوى الذكاء العاطفي

أسئلة إضافية: بالإضافة إلى أسئلة المقابلة الشائعة، هذه بعض أسئلة المقابلة التي يمكن أن يسألها متخصصو الموارد البشرية في عملية التوظيف، حيث تهدف إلى جعل المرشح للوظيفة يصف أوقات ومراحل:

بالنسبة لكل سؤال، يجب على مديري التوظيف أن يسألوا المرشح أسئلة متابعة حول الأفكار والمشاعر التي لديهم والإجراءات التي اتخذوها. وفي حال لم يتمكن أحدهم من الإجابة على سؤال، فقد يكون ذلك إشارة إلى خجله من المحادثات الصعبة أو يواجه صعوبة في الاعتراف بالأخطاء. نتيجة لذلك، يمكن لمديري التوظيف أن يستخدموا الإجابات لقياس مدى وعي المرشح بأفكاره وعواطفه. أما إذا كان لديه مشكلة في وصف المواقف، فقد يفتقر إلى الذكاء العاطفي. وفي نفس السياق، أولئك الذين يمكنهم وصف مواقف محددة، يمكن لمديري التوظيف أن يفكروا فيما إذا كانت أفعالهم تظهر القدرة على تولي المسؤولية وإظهار المساءلة الشخصية والدخول في مواقف الضغط.

بينما تحتاج إلى التأكد من أن الأشخاص يلبُّون الحد الأدنى من متطلبات الذكاء والخبرة والمهارات الفنية. فإن المحصلة النهائية هي، إذا لم تقم بتعيين وتطوير موظفين لمهارات الذكاء العاطفي، فلن تكون قادرًا على المنافسة في المستقبل.

Exit mobile version