يغطي الذكاء الاصطناعي كل جانب من جوانب حياتنا الشخصية والمهنية. حيث يساعد المنظمات في العثور على المواهب وجذبها وتوظيفها وضمها من خلال التنبؤ باحتياجات الأفراد ومطابقتها ومواءمتها مع الاحتياجات التنظيمية. كما أنه أيضًا يساعدها في الاحتفاظ بموظفيها من خلال دراسة وتحليل سلوكياتهم الفريدة وأنماط التناقص السابقة. كما أنه يساعد في تصميم وحدات التعلُّم والتطوير وتقديمها في الوقت المناسب. وبما أن التعويضات والمزايا هي أحد الوظائف الرئيسية والمهمة في إدارة الموارد البشرية. فإن الذكاء الاصطناعي أيضاً يساعد في أتمتة عملياتها وأنشطتها التشغيلية لتوفير تجربة مطوَّرة للموظفين. كذلك يمكنه مساعدة متخصصي الموارد البشرية في التعرف على الأنماط والتنبؤ بالأداء وفهم الدوافع والمؤثرات. مما يؤدي إلى تحسين نماذج وبرامج التعويضات والمزايا، وبالتالي زيادة أداء الموظفين والاحتفاظ بهم. وبالتالي فإن الذكاء الاصطناعي يُحدِث تغييراً ايجابياً في التعويضات والمزايا.
نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يُحدِث تغييراً ايجابياً في التعويضات والمزايا. لذا باستخدامه يمكن أن تحدث التغييرات الايجابية التالية:
1. العدالة والإنصاف
يقوم الذكاء الاصطناعي باستخدام خوارزميات ذكية بتحليل بيانات المكافآت والأداء السابقة والحديثة. حيث ينتج عنها تحديد سلوكيات الموظفين وأدائهم، والعثور على الأنماط والارتباطات بين برامج التعويضات والمزايا والسلوكيات المرغوبة والنتائج التي تحدد الأداء العالي. وبالتالي سيساعد في التخلص من التحيُّز البشري ومكافأة الموظفين بناءً على الأدلة والكفاءة.
2. التخصيص
يمكن للذكاء الاصطناعي جمع وتحليل المعلومات حول طريقة تفكيرنا وشعورنا. ويمكنه أيضاً أن يتنبأ بالطريقة التي قد نتصرف بها في حياتنا الشخصية والمهنية. وبالتالي، من خلال تحليل الدوافع الفردية، يمكنه تخصيص برامج الأجور والمكافآت لمساعدة الموظفين على مطابقة رغباتهم وقدراتهم مع الاحتياجات التنظيمية. حيث يتم مكافأة الموظفين من خلال ربطهم بشغفهم ومن خلال السماح لهم بالمرونة في اختيار البرنامج الذي سيبقيهم مشاركين بشكل كبير في العمل.
كما أن الذكاء الاصطناعي يقوم بالتحليلات التنبؤية للبيانات الضخمة لاستنتاج كيفية تصميم برنامج التعويضات والمزايا ولتقييم التوازن بين الأجور الثابتة والمتغيرة عبر المستويات المختلفة ومجموعة الموظفين.
3. تطبيقات مرنة
وفقًا للعديد من الدراسات فإن العديد من المنظمات تقوم بمراجعة الأداء أكثر من مرة في السنة. ومع ذلك، فإن التعويضات والمزايا بالكاد تتغيَّر أو تتطور. بينما الموظفون الذين يتلقون مكافآت صغيرة منتظمة، في شكل أموال أو نقاط أو شكر وتقدير، يكونون أكثر تفاعلاً من أولئك الذين يتلقون تعويضات ومكافآت مرة واحدة في السنة. اعتماداً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن للمنظمات التحوُّل من مكافأة موظفيها مرة واحدة في السنة إلى القيام بذلك على مراحل خلال مسار العمل. مما يؤدي إلى زيادة مشاركة الموظفين ورضاهم وعدم انتظارهم حتى انتهاء السنة بأكملها للحصول على مكافآتهم على العمل الذي قاموا به.
4. تقليل التكاليف
بينما سيكون هناك استثمار في التكنولوجيا الذكية كالذكاء الاصطناعي، فإن ذلك سيقلل من التكلفة التشغيلية بشكل كبير. وسيكون من السهل نشر وتشغيل برامج مخصصة متنوعة تغطي أي منطقة جغرافية في وقت واحد. ستؤدي الفعالية المتزايدة للبرامج التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إلى زيادة عائد الاستثمار من حيث انخفاض معدل دوران الموظفين وتفاعلهم ومشاركتهم والاحتفاظ بهم. نتيجة لذلك سيكون هناك عائد استثمار من حيث الفعَّالية وزيادة المشاركة.
5. تطوير تجربة الموظف
تطوير تجربة الموظف يعتبر نتيجة طبيعية لبرامج التعويضات والمزايا المخصصة والتنفيذ السلس والوصول السهل إلى المعلومات. حيث سيؤدي استخدام روبوتات المحادثة في الأنشطة التشغيلية إلى تقليل استياء الموظفين تجاه تنفيذ المكافآت الإجمالية وحل الاستفسارات بسرعة. على سبيل المثال، ستؤدي الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو الهاتف أو برنامج الدردشة الآلي أو الصور إلى زيادة المشاركة وزيادة فعالية البرامج. كما أن معالجة اللغة الطبيعية يمكن أن تساعد في اكتشاف مشاعر الموظفين والتفاعل بسرعة للاحتفاظ بالموظفين وإشراكهم.
هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان؟
يعتقد الكثير أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل الإنسان بشكل دائم. لكن وبغض النظر عن النتائج المتوقعة من دمج التكنولوجيا الذكية في أعمال المنظمات. إلا أنه باستخدامها بالشكل المناسب واستثمارها من أجل زيادة فاعلية عمل الموظفين. من المؤكد أنها ستساعد دائماً على تنفيذ المهام والأعمال بشكل أدق وأسرع. وبالتالي فإنها ستفتح مجالاً أكبر لقادة الأعمال والمديرين والموظفين على حدٍ سواء للتركيز على الإبداع والتواصل والخطط الاستراتيجية التي لم تمتلك المنظمات الوقت الكافي للتركيز عليها بدونها.
ضمان وجود المهارات المناسبة ذو أهمية قصوى لترحيل أنشطة إدارة الموارد البشرية عبر بيئة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على التركيز القوي على وظائف الموارد البشرية التقليدية مثل الدعم الإداري والتدريب والاستشارات ومناصرة الموظفين والشراكة الاستراتيجية.