المصادر الأكثر احتمالاً للنزاع هي ضعف التواصل، والتنافس على الموارد المشتركة والنادرة، والخلافات حول الأدوار، والتخطيط فقط لعدم التوافق عندما يتعلق الأمر بمقاربات ونتائج الأهداف. ومع ذلك، فليس من قبيل المصادفة أن يتصدر التواصل القائمة نظرًا لأنه الأداة الوحيدة اللازمة للتعامل مع جميع هذه المصادر. ولكن عند استخدامه بشكل سيئ أو عدم استخدامه على الإطلاق، يمكن أن يكون أيضًا العامل المحفِّز الذي يمكن أن يدفع الأطراف إلى النزاع. علاوةً على ذلك، إن تصاعد النزاع يمكن أن يؤدي إلى انقطاع التواصل، والافتراضات الخاطئة، والالتزامات السلبية، لذلك منع هذا التصاعد يشكِّل الهدف الأساسي للتواصل الفعَّال. أدناه بعض أساليب تواصل فعَّالة لإدارة النزاعات، ومنع تصعيدها بين أعضاء الفريق وفي مكان العمل:
1. التواصل المفتوح
لتفادي حدوث النزاعات بين أعضاء الفريق وفي مكان العمل، يجب عليك كقائد عمل أن تجعل التواصل المفتوح أولوية تنظيمية في عملك. لأنه يعتبر وسيلة رائعة لإدارة النزاعات من خلال دفع الأطراف المتنازعة إلى شرح أفكارهم ومشاعرهم وحلولهم بأمانة وبشكل مباشر. علماً أن تحقيق التواصل المفتوح يتطلب منك تعزيز الشعور بالثقة والأمان، وترسيخها في ثقافة الفريق.
كيفية تطبيق التواصل المفتوح:
- اطرحْ بعض الأسئلة على أطراف النزاع يمكنهم من خلال الاجابة عليها أن يكونوا أكثر تحديداً ووضوحاً بشأن ما يحبطهم، أو المخاوف التي لديهم والتي لم تتم معالجتها.
- شجِّعْهم على الاستماع والإصغاء ومحاولة فهم وجهات نظر بعضهم البعض.
- اجعلْهم يحصلون على المزيد من الوقت للتفكير، وحدِّدْ لهم اجتماعاً في اليوم التالي. ومن ثم عندما يفكرون في الطريقة التي يريدون بها إعادة الدخول في المحادثة، اطلب منهم إعادة ثلاث نقاط مكتوبة يرغبون في مناقشتها. علماً أن هذا يعطي المحادثة التالية مزيدًا من التركيز ويزيل ردود الفعل العاطفية مثل الاتهامات والافتراضات.
2. التواصل الحازم
التواصل الحازم هو إحدى مهارات التواصل التي تجعل الأطراف المتنازعة مباشرين وأكثر شفافية بشأن النتائج التي يريدونها. علماً أن استخدام هذه المهارة لإدارة النزاع، يجب أن يشمل اقتراح الحلول ودفع المحادثة إلى الأمام للوصول إلى هدف نهائي مُرضٍ.
كيفية تطبيق التواصل الحازم:
- حدِّدْ شروط إجراء المناقشات والمحادثات التي يمكن أن تسبب تعارض أثناء اجتماعات الأطراف.
- شجِّعْ أطراف النزاع على تحديد ما يزعجهم، لأن ذلك يقلِّل من تفاقم المشاكل والنزاعات. إضافة إلى ذلك يساعد ذلك أيضاً في عدم شعور الأطراف بالضيق أو الإهانة أو الاختلاف.
- استمِرْ بإجراء بالمحادثات حتى لو كانت صعبة أو غير مريحة.
- وجِّهْ الأطراف المتنازعة نحو الإدلاء بعبارات “أنا أشعر” عند مناقشة كيفية إدراكهم لكلمات الآخرين وأفكارهم وأفعالهم.
3. الاستماع النشِط
الاستماع النشِط يساهم بشكلٍ كبير في فهم قضية النزاع القائمة. علماً أنه عندما يشعر الناس بالتهديد، فإنهم يصبحون دفاعيين كوسيلة لحماية أنفسهم. كما أن التصرف بهذه الطريقة لا يحل النزاعات، بل يزيد الشرخ بين الأطراف ويبعد الحلول. نتيجة لذلك، يتوقفون عن الاستماع ويبدأون عقليًا في صياغة هجومهم التالي بينما يتحدث الطرف الآخر. لذلك يساهم الاستماع النشِط بشكلٍ كبير في فهم قضية النزاع القائمة.
كيفية تطبيق الاستماع النشِط:
- اطلب من كل شخص أن يتوقف للحظة للتفكير فيما يقال. ثم اطلب منهم تكرار ما يشعرون أنه تم توصيله إليهم.
- امنع الناس من التحدث مع بعضهم البعض دون التقيد بإجراءات وقواعد المناقشات.
- اطرح الأسئلة التي تساعد على فك التشابك في وجهات النظر المتضاربة.
- اجعل الأطراف يحرصون على ايجاد شيئًا إيجابيًا حول ما تمت مناقشته. مع العلم أن إظهار هذه الممارسة كقائد هو طريقة رائعة لجعل فريقك يبدأ في القيام بذلك بشكل طبيعي.
في كثير من الأحيان، يؤدي النزاع إلى أن تجري الفرق محادثات تؤدي، على الرغم من كونها صعبة، إلى نمو شخصي ومهني هائل. كقائد فريق ناجح عزِّزْ أساليب تواصل فعَّالة لإدارة النزاعات بين موظفيك، وشجِّعْهم على حلها بأنفسهم من خلال اكتساب هذه المهارة القيِّمة. ونتيجة لذلك، يساعدك هذا على العمل بسلاسة أكبر من خلال زيادة الروابط بين أعضاء الفريق الذين يجب أن يعملوا معًا ويحافظوا على علاقات قوية لتحقيق مهمة المنظمة.