تقدم النماذج المختلفة وجهات نظر مختلفة للقيادة. على سبيل المثال، يساعد القادة التحويليون المنظمات على التكيف مع التغيير، وتوفر القيادة الخادمة القدوة والإرشاد للآخرين. ومع ذلك، يمكن أن تكون القيادة الشاملة أحد مكونات نموذج القيادة أو مفهوم قائم بذاته. في جوهرها، تتعلق القيادة الشاملة بالأفراد الذين يتفوقون في تعزيز الثقافات الشاملة في مكان العمل. علاوةً على ذلك، في بيئات الأعمال اليوم، يتمثل التحدي في إدامة النمو والحفاظ على الميزة التنافسية. لذلك في مثل هذه البيئات، يجب على المنظمات تعزيز الابتكار الإبداعي بحيث يمكن تمييز منتجاتها وخدماتها عن غيرها. بالتالي هذا هو المجال الذي تلعب فيه سمات القيادة الشاملة دوراً هاماً واستراتيجياً في بناء قادة مستقبليين يحققون النمو والتقدم للمنظمة.
السمات الرئيسية للقيادة الشاملة
1) الفضول
في عالم الأعمال سريع التغيُّر، إذا لم تكن فضوليًا، أنت لا تتعلَّم وليس لديك أفكار جديدة، وستواجه مشكلة حقيقية. لذلك يسعى القادة الشاملون إلى تعلُّم أشياء من الموظفين وزملاء العمل. كذلك أيضاً يريدون معرفة المزيد عن كيفية تكوين وجهات نظر مختلفة للعالم والاستمتاع بالتفكير في وجهات نظر مختلفة. بالتالي، القائد الفضولي يتفوَّق من خلال تبنِّي موقف مبادِر واستباقي تجاه التنوُّع، بدلاً من رد الفعل بعد ظهور المشاكل. توفِّر الرغبة القوية لتوسيع المعرفة والتقدم إلى ما بعد الوضع الراهن الدافع لتعزيز ثقافة مكان العمل الشاملة. في نهاية المطاف، قادة المستقبل الذين لديهم سمة الفضول يتيحون المجال لمناقشة آراء متنوعة في مكان العمل مما يعزِّز الإبداع والابتكار.
2) الذكاء الثقافي
الذكاء الثقافي يعني تقدير الاختلافات الثقافية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر المعتقدات والممارسات المرتبطة بالعرق أو الدين، مما يسمح بعلاقات شخصية أقوى. طالما أن القائد الشامل يشعر بالراحة في البيئات متعددة الثقافات، فإن امتلاكهم معدل ذكاء ثقافي عالي يمكّنهم من فهم كيف يمكن للسمات والقوالب النمطية أن تؤثر على التفاعلات وكيف يمكن للقيم والمعتقدات الثقافية أن تؤثر على صنع القرار. بالتالي يساعد الذكاء الثقافي على تعزيز حل النزاعات وتوليد الأفكار مما يعزِّز القيادة الشاملة وخلق التنوُّع التنظيمي.
3) التواضع
التواضع يجعل القادة يقدِّرون أهمية الآخرين، ويساعدهم أيضًا على ممارسة التعاطف مع الموظفين، حيث يكونون أكثر قدرة على تحمل المخاطر ووضع الأهداف الشخصية جانبًا من أجل الصالح العام. عندما يطلب القائد ملاحظات مفتوحة حول أدائه ويسمح للآخرين برؤية نقاط ضعفه، يكون الموظفون أكثر راحة في مشاركة الآراء الشخصية. بالتالي القادة المتواضعون يمكنهم أن يعترفوا عندما يرتكبون أخطاء وأن يتعلَّموا من التجربة.
4) التعاون والعمل الجماعي
تقدِّر القيادة الشاملة أهمية التعاون والعمل الجماعي. إنهم يمكّنون الآخرين، ويهتمون بتنوع التفكير والسلامة النفسية، ويركزون على تماسك الفريق. إضافةً لذلك، يمكن للتعاون والعمل الجماعي تعزيز الابتكار وزيادة الرضا الوظيفي وإيجاد حلول لحل المشكلات وتطوير المهارات الشخصية الممتازة. كذلك أيضاً يمكن أن يؤدي إلى تعزيز ثقافة وبيئة عمل صحية وشاملة، إضافةً للحصول على فريق يتمتع أعضاؤه بمهارات مميزة ولديهم القدرة على العمل معًا بشكل منتج.
5) الالتزام ودعم القيَم الشاملة
يجب ألا يخلق القادة ثقافة متنوعة فحسب، بل يجب عليهم أيضًا الالتزام ودعم القيَم الشاملة والحفاظ على تلك الثقافة باستمرار. علاوةً على ذلك، اعتماد برنامج توظيف لزيادة التنوع ليس كافيًا؛ يجب على القادة أيضًا تبنِّي أفكار ووجهات نظر الموظفين والالتزام بها لمنحهم شعورًا بالانتماء. علاوةً على ذلك، يشعر معظم الموظفين بالقدرة على الابتكار والأداء بمستوى أعلى عندما يلاحظون سلوكيات القيادة الشاملة بالتفاني والالتزام الذي يعزِّز التنوُّع في المنظمة.
6) الشجاعة في تعزيز بيئة شاملة
تتطلب القيادة الشاملة مستوى من الشجاعة لتعزيز بيئة شاملة. فالقائد الشجاع يمتلك القوة العقلية أو الأخلاقية للمغامرة والمثابرة ومقاومة الخطر أو الخوف أو الصعوبة. كذلك أيضاً فهو يشكِّل عاملاً للتغيير والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه التنوع والشمول، من خلال تأثيره الفعَّال في تحفيز الموظفين للعمل نحو تحقيق هدف مشترك. علاوةً على ذلك، سوف يرى القادة الذين سينجحون في تطوير التنوع والشمول الفشل كفرص للتعلُّم والنمو.
7) الوعي الذاتي وإدراك التحيُّز اللاواعي
تدرك القيادة الشاملة التحيز اللاواعي الموجود الذي يعيق البيئات الشاملة في المنظمة أو داخل القيادة. لذلك يجب عليهم أن يدركوا أن للموظفين سمات ثقافية مختلفة قد تؤثر على كيفية تعاملهم مع عملهم. بالتالي القيادة الشاملة مسؤولة عن إنشاء وإنفاذ سياسات تنوُّع قوية للتخفيف من آثار التحيز اللاواعي في مكان العمل. وهذا يشمل إدراك تحيزاتهم واتخاذ خطوات لمواجهة التحيزات مثل عمليات الإصلاح الشامل أو طلب المشورة من القادة الآخرين. في نهاية المطاف تُظهر القيادة الشاملة وعياً ذاتياً وإدراكاً للتحيز اللاواعي الموجود على المستويين الشخصي والتنظيمي، ووضع السياسات والممارسات التي تكافح مثل هذا التحيُّز، ويعملون بجد لضمان النجاح والنمو.
نصائح مهمة لقادة المستقبل حول إجراءات القيادة الشاملة
- خذْ وقتًا كافياً لفهم الاختلافات الثقافية وتحديد نقاط القوة والتحديات التي يواجهها الموظفون.
- امنحْ الموظفين إحساسًا بالأمان من خلال مناقشة قضايا التنوع بحساسية غير منحازة.
- حدِّدْ وصحِّحْ العمليات والسلوكيات التي تعيق الأداء، بما في ذلك التحيُّز والتمييز.
- ابحثْ عن مدخلات من الموظفين حول كيفية جعل سياسات المنظمة وإجراءاتها أكثر شمولاً.
- شجِّعْ المشاريع متعددة التخصصات لتعزيز التعاون والعمل الجماعي بين الموظفين.
- ضعْ سياسات الباب المفتوح التي تشجِّع الموظفين على تقديم مدخلات وتعليقات صادقة حول أهداف الفريق وأدائه.
- تصرَّفْ بتواضع وشجاعة وفضول لإحداث تغيير جذري لتعزيز سياسات التنوع والشمول الواضحة في المنظمة.
الآن أكثر من أي وقت مضى، لم يعد الأمر مجرد مسألة تتعلق بالتعليم أو الخبرة. لذلك تقوم منظمات اليوم بإلقاء نظرة فاحصة على فرق قيادتها وتقييمها وفقًا لمعايير مختلفة. نظرًا لأن التنوع والشمول مرتبطان بالأداء المحسَّن، فمن المنطقي أيضاً أن تستثمر هذه المنظمات في تطوير سمات القيادة الشاملة. عند القيام بذلك، ستتاح لها فرص كبيرة لتصبح رائدة في مجالها وتحافظ على نجاح طويل الأمد.