يُعدُّ العثور على المواهب المناسبة وتطويرها والاحتفاظ بها أمرًا بالغ الأهمية لنجاح أي منظمة. عندما ينظر المرشحون إلى المنظمات التي لديها برامج تطوير المواهب، فإنهم يرَوْن فرصًا لتنمية مهاراتهم وتشكيل مستقبلهم. وبالتالي، أهمية برامج تطوير المواهب اليوم تكمن في معالجة فجوة المهارات المتزايدة التي يمكن أن تشكل عقبات خطيرة للعديد من المنظمات. فيما يلي بعض أسباب تعزيز برامج تطوير المواهب في المنظمات:
1. تصميم مسار وظيفي واضح للموظفين
عندما لا يرى الموظفون هدفاً واضحاً في وظائفهم، ويفتقرون إلى رؤية أو خطة تطوير مهنية، فإنهم أكثر عرضة لترك العمل وعدم وجود الحافز في عملهم. وبالتالي، يمكن لقادة العمل تحفيز الموظفين وزيادة ولاءهم واندماجهم من خلال تصميم مسار وظيفي واضح لهم، مما يجعلهم واثقين بأن لديهم مستقبل مشرق مع المنظمة.
2. الاحتفاظ بالموظفين ذوي الإمكانات العالية
التغييرات المتسارعة في الاقتصادات العالمية جعلت المنافسة على المواهب أكثر شراسة من أي وقت مضى. مما جعل تعزيز الاحتفاظ بالموظفين والمواهب ذات الإمكانات العالية على رأس أولويات المنظمات لمواجهة هذه التغييرات. وبالتالي تعزيز برامج تطوير المواهب يساعدها في تحقيق ذلك.
3. السماح للموظفين بتحمُّل المسؤولية عن حياتهم المهنية
السماح للموظفين بتحمل المسؤولية عن حياتهم المهنية يمكن أن يكون نقطة تحوُّل مهمة للكثيرين. بدلاً من مجرد الانتظار السلبي للترقية، يمكن للموظفين أخذ زمام المبادرة للمضي قدمًا في حياتهم المهنية. علماً أن برامج تطوير المواهب توفِّر للموظفين فرص التحكُّم والقدرة على تحمُّل المسؤولية في كيفية تطبيق مهاراتهم ونقاط قوتهم في عملهم.
4. تعزيز شعور الموظفين بقِيَم التقدير والإنصاف والانتماء
يمكن لبرامج تطوير المواهب أن تساعد الموظفين على الشعور بقِيَم التقدير والإنصاف والانتماء. لأنهم حينها يدركون فعلاً أن قادة العمل يريدون مساعدتهم على النمو والارتقاء الوظيفي. ومن المهم جداً الاستثمار في تعزيز هذه القِيَم لأنه لا يمكن بناء منظمات ناجحة لا يشعر فيها الموظفون بهذه القِيَم.
5. إلهام الموظفين للعمل بكفاءة وإنتاجية
عندما تشكِّل برامج تطوير المواهب أولوية للمنظمات، فهذا يُلهم الموظفين لتجاوز مؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بهم والعمل بكفاءة وإنتاجية أكبر. علماً أن الموظفين الذين يشاركون في برامج تطوير المواهب يفهمون أدوارهم بشكلٍ أفضل. وبالتالي العمل بنشاط لاكتساب المهارات التي يحتاجون إليها لتحقيق التميُّز والنجاح. إضافةً لذلك سيكون لديهم أهداف محددة وفكرة جيدة عن المهارات والخبرات التي سيحتاجونها لمستقبلهم المهني.
6. جذب مرشحين ذوي جودة عالية
امتلاك المنظمات برامج تطوير المواهب يساعد في جذب مرشحين ذوي جودة عالية. علاوةً على ذلك، يميل موظفو هذه المنظمات إلى أن يكونوا أكثر انخراطًا وولاءً، وسيعملون على الترويج للمنظمة كمكان رائع للعمل. وكذلك أيضاً يُعتبَرون مصدراً مهماً للمعلومات الموثوقة لعملية جذب المواهب المحتملة.
7. تحسين الامتثال القانوني
يجب أن تتضمن برامج تطوير المواهب التدريب في مجالات مثل تكافؤ الفرص وعدم التمييز وتعزيز ثقافة شاملة. علماً أن المنظمات التي تعزِّز هذه القِيَم لدى الموظفين من خلال التعلُّم والتطوير، فهي جادة بشأن قِيَمها وتضع توقعات واضحة للسلوك بينهم. إضافةً لذلك، يمكن أن يساهم أيضاً التعلُّم والتطوير في تحسين الامتثال القانوني.
8. تمكين الموظفين لاكتساب المهارات والخبرات بطريقة شخصية
من خلال تمكين الموظفين لاكتساب المهارات والخبرات بطريقة شخصية، تضمن المنظمات مستويات أعلى من القدرات وأداء أفضل وترفع مستوى القوة العاملة بأكملها. عندما تتوفر موارد التدريب والفرص لمزيد من النمو، فمن المرجح أن يحقق الموظفون الإنجازات أو حتى يتجاوزوا الأهداف التنظيمية.
9. تقديم خدمة عملاء أفضل
يميل الموظفون الذين يشاركون في برنامج تطوير المواهب إلى أن يكونوا أكثر انخراطًا في عملهم. وقد ثبت أن الموظفين المشاركين يقدمون خدمة عملاء أفضل. عندما يتمتع الموظفون بتجربة رائعة مع منظمتهم، فمن المرجح أن يرغبوا في مشاركة تلك التجربة بشكل أصيل وحماس، مما يؤدي إلى عملاء أكثر سعادة.
10. تخطيط التعاقب الوظيفي
جمع الموظفين الأكثر خبرة في المنظمة يشكِّل قدرة معرفية متخصصة لا تقدر بثمن والتي تعد جزءًا مهمًا من النجاح التنظيمي. عندما يتم إخلاء هذه الأدوار، يوفِّر تخطيط التعاقب الوظيفي هيكلًا رسميًا لنقل هذه المعرفة. لذلك يجب عدم المخاطرة بفقدان هذه المعرفة التي تحافظ على استمرار العمل. علاوةً على ذلك، يعالج برنامج تطوير المواهب قضايا التخطيط للتعاقب من خلال جمع البيانات وتحليلها لتحديد الموظفين المستعدين لتولِّي أدوار متقدمة لنقل المعرفة في جميع مستويات المنظمة.
11. التواصل الفعَّال بين المديرين والموظفين
يعد برنامج تطوير المواهب القوي الذي يركز على التواصل الفعَّال جزءًا من الانتقال إلى إدارة أداء فعَّالة وديناميكية، حيث تتدفق التعليقات المفتوحة والمستمرة بين المديرين والموظفين. وهذا يعطي جميع الأطراف المعلومات التي يحتاجونها لتحسين نقاط ضعفهم وزيادة تطوير نقاط قوتهم.
12. إعادة تشكيل المهارات استعداداً للمستقبل
يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن ما يصل إلى 50٪ من القوى العاملة العالمية ستحتاج إلى إعادة تشكيل المهارات بحلول عام 2025. وبدلاً من مشاهدة فجوات المعرفة تتسع، يمكن لبرامج تطوير المواهب أن يشجع الموظفين على البدء بشكل استباقي في صقل مهاراتهم وتطوير خبرات جديدة.
اعتماد تطوير المواهب كاستراتيجية تنظيمية متقدمة يعتبر أحد أسباب تعزيز برامج تطوير المواهب في منظمات الأعمال اليوم. مما يجعل المنظمات تُعِدُّ هذه البرامج بعناية مع أساس قوي من دعم القيادة والخبرة المهنية وأفضل الممارسات.