إن أهم مورد للمنظمة هم الموظفون، حيث تتطور احتياجاتهم ورغباتهم باستمرار. لذلك يُعدُّ تطويرهم أمرًا أساسيًا لبناء قوة عاملة تدعم نمو وتقدُّم المنظمة. علماً أنه باستخدام فلسفة إدارة المواهب القوية، يمكن لقادة العمل جذب المواهب وتطويرهم والاحتفاظ بهم لتحقيق أهداف واستراتيجيات المنظمة. علاوةً على ذلك، إن الهدف منها هو تسليط الضوء على مبادىء محددة من أجل المواهب التي تحتاجها المنظمة للوصول إلى المكان الذي نريده في المستقبل. علاوةً على ذلك يشعر الموظفون أن القرارات التي تؤثر على حياتهم المهنية يتم اتخاذها بطريقة عادلة وغير منحازة. كذلك يجب على المتخصصين في الموارد البشرية تطوير الفلسفة التي تتسم بالمرونة مع الاستمرار في تحقيق الفاعلية التنظيمية والانتاجية للمنظمة.
أسباب حاجة المنظمات إلى فلسفة إدارة المواهب
من خلالها يمكن للمنظمات توسيع نطاق أعمالها بشكل أكثر فعالية. كذلك أيضاً تميل إلى إحداث تأثير إيجابي أينما يتم تنفيذها. لأنها توجه كيفية تعامل المنظمات مع ممارسات إدارة المواهب مثل التوظيف والإعداد وتطوير الموظفين. هناك العديد من الأسباب التي تجعل المنظمات بحاجة إليها:
1. المنافسة
في سوق العمل اليوم، هناك منافسة شديدة على أفضل المواهب. يمكن للفلسفة مساعدة المنظمة على التميُّز وجذب أفضل الموظفين، حيث إنها توصِّل قِيَم المنظمة وأولوياتها للموظفين المحتملين.
2. الاحتفاظ
إن فلسفة إدارة المواهب التي تأخذ احتياجات الموظفين في الاعتبار ستؤدي إلى الاحتفاظ بهم لأنهم سيظلون مهتمين ومخلصين.
3. الثقافة الإيجابية
إذا كانت فلسفة إدارة المواهب في المنظمة تتضمن قيمًا أساسية مثل التنوع والشمول ومشاركة الموظفين، فسوف تخلق ثقافة إيجابية للمنظمة.
4. سدّ الفجوات
من خلال فلسفة إدارة المواهب يمكن للمديرين والموارد البشرية تحديد فجوات المواهب وسدِّها. حيث يضمن امتلاك المنظمة للمهارات والقدرات التي تحتاجها لتحقيق أهدافها.
5. صنع القرار
توفر فلسفة إدارة المواهب إطارًا لاتخاذ القرارات بشأن إدارة المواهب، بما في ذلك كيفية تقييم الأداء وتعويض الموظفين والاستثمار في تطويرهم.
6. زيادة معدل الدوران
إذا لم يكن لدى المنظمة فلسفة واضحة وشفَّافة لإدارة المواهب، فسيشعر الموظفون بنقص الشفافية حول مستقبلهم في المنظمة وسيغادرون. علماً أنه يمكن تقليل معدل دوران الموظفين من خلال تفكير القادة في من يريدون تعيينه، ومساعدة الموظفين في الارتقاء الوظيفي بمجرد انضمامهم إلى المنظمة.
7. انخفاض المشاركة
تؤثر عناصر فلسفة إدارة المواهب بشكل كبير على العوامل التي تخلق مشاركة الموظف. إذا لم يتحمَّل المديرون المسؤولية عن تطوير فرقهم وموظفيهم، أو إذا تُركت السلوكيات السيئة دون رادع أو تفسير، فمن المؤكد أن مشاركة أفضل المواهب في المنظمة ستتأثر.
إنشاء وتطوير فلسفة إدارة المواهب
1. حدِّدْ الأهداف والأولويات الاستراتيجية
يجب التواصل مع القيادة وأصحاب المصلحة الآخرين في الأعمال لتحديد الغايات والأهداف ومؤشرات الأداء الرئيسية. إضافة لذلك تحديد وترجمة الأولويات الاستراتيجية إلى ممارسات إدارة المواهب.
2. عزِّزْ ثقافة وقِيَم المنظمة في سلوكياتك
إن المنظمات ذات الثقافات والقِيَم القوية تضع نفسها في مكانة لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم، في حين القوى العاملة لديها أكثر سعادة وإنتاجية. كمدير مستقبلي يجب أن تكون ثقافة المنظمة وقِيَمها جزءًا من محادثاتك وسلوكياتك وقراراتك وتجربة موظفيك. ومن ثم استكشف كيفية تطبيقها على ممارسات إدارة المواهب.
3. حدِّدْ نهجك في ممارسة إدارة المواهب
قد يشمل ذلك نهجك في التوظيف وإدارة الأداء وتطوير الموظفين والاحتفاظ بهم. كقائد عمل ناجح ابدأ باستكشاف معتقدات كبار القادة بشأن إدارة المواهب فيما يتعلق بتطوير المهارات الحالية أو جذب مهارات جديدة إلى المنظمة. أو ما يتعلق بتركيز الوقت والجهد والموارد على القليل أو العديد من أصحاب الأداء المتميِّز في المنظمة. علماً أن هذه المعتقدات على كيفية تطبيق المنظمة لممارسات إدارة المواهب يمكن أن تكون في تحديد مصادر المرشحين وتطوير القيادة وإجمالي المكافآت والمزيد.
4. وضِّحْ الفلسفة للمديرين والموظفين
بمجرد تطوير فلسفة إدارة المواهب وفهم توقعات المنظمة حول كيفية إدارة المواهب، لذا من المهم توضيح الإرشادات الجديدة بشفافية وبشكل متكرر إلى المديرين والموظفين والمرشحين المحتملين. كذلك يمكن أن يساعد في جذب أفضل المواهب والتأكد من توافق كل فرد في المنظمة مع نهج إدارة المواهب.
5. راجِعْ وحدِّثْ الفلسفة بانتظام
مع تطور أهداف عملك واستراتيجيتك، من المهم مراجعة الفلسفة بانتظام وإجراء أي تحديثات ضرورية للتأكد من أنها تظل ذات صلة وفعالة. لذا كمدير ناجح عليك بناء وتعديل عمليات الموارد البشرية والتواصل مع الموظفين لتمكينها كي تدعم فلسفتك الجديدة باستمرار.
بشكل عام، تعد فلسفة إدارة المواهب أداة مهمة لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها ويمكن أن تساعد المنظمة على تحقيق أهدافها والحفاظ على قدرتها التنافسية في المستقبل.