الآن أكثر من أي وقت مضى، من المهم للقادة في مؤسسات التعليم العالي العمل عبر الأقسام لإعداد مؤسساتهم لتحقيق النجاح الحالي والمستقبلي. إضافة لذلك توجيه مواهب وطاقات أعضاء هيئة التدريس والطلاب، يلعب القادة في مؤسسات التعليم العالي دورًا في ضمان تأثير مؤسساتهم بشكل إيجابي على الأفراد والمجتمعات. علاوةً على ذلك يتمتعون بخصائص فريدة تجلب تحديات فريدة بسبب الطبيعة المعقدة للأوساط الأكاديمية، والهيكل التنظيمي الموزع بشكل كبير، وأصحاب المصلحة المتنوعين المعنيين. لإحداث التغيير، يجب تطوير المهارات القيادية للقادة في مؤسسات التعليم العالي. لأنها تساعدهم على فهم القضايا والفرص في مجال التعليم اليوم. وكذلك أيضاً تساعدهم على بناء واستدامة مؤسسات التعليم العالي التي تكون شاملة وداعمة وسليمة، مع إلهام المتعلمين مدى الحياة، مع تقديم حلول لدعم الطلاب من جميع الخلفيات.
مهارات قيادية يحتاجها القادة في مؤسسات التعليم العالي
1. التعاطف
من الأهمية بمكان أن يلتزم القادة في مؤسسات التعليم العالي باتخاذ إجراءات هادفة لدعم جميع الطلاب. ويتطلب القيام بذلك تفكيرًا متعاطفًا ووعيًا اجتماعيًا. ومن خلال التركيز على رفاهية جميع الطلاب، يعمل القادة الناجحون في مؤسسات التعليم العالي على ممارسة التعاطف لتعزيز مجتمع شامل ومتنوع وتفعيل العدالة التصالحية وقوتها.
2. التفكير النقدي
تعد القدرة على التفكير النقدي أمرًا مهمًا وحيوي في مجال التعليم العالي. ولهذا السبب تحتاج مؤسسات التعليم العالي إلى متخصصين قادرين على مساءلة وتحسين السياسات المعمول بها على مستوى المؤسسة أو السياسات الداخلية لضمان منح نفس الوصول والفرصة لجميع الطلاب. إن هذا التفكير النقدي هو الذي سيدفع القادة في مؤسسات التعليم العالي إلى التشكيك في المعايير القديمة. وإبقاء مؤسسات التعليم العالي ذات صلة بسياق المشهد الثقافي المتطور اليوم.
3. الإدارة المالية
غالبًا ما ترتبط الإدارة المالية بجمع الأموال والعلاقات مع الجهات المانحة. ولكن إعداد الميزانية والتخطيط المالي يعدان أيضًا من المهارات الحيوية للقادة في مؤسسات التعليم العالي. بالتالي يحتاج هؤلاء القادة إلى الخبرة في تطوير الموازنات والإشراف عليها ووضع الخطط المالية في وقت عدم اليقين الاقتصادي.
4. ممارسة العمل الجماعي
يمكن للقادة الفعَّالين في مؤسسات التعليم العالي العمل مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين والإدارة لتطوير حلول جديدة للتحديات المتعلقة بالمساواة والشمولية. كذلك أيضاً يجب أن يتمتعون بالمهارات المناسبة للعمل عبر الأقسام وتلبية احتياجات مجموعة متنوعة من الطلاب. بمعنى آخر، يجب عليهم التعاون وممارسة العمل الجماعي لدعم وفهم الطلاب والموظفين بشكل أفضل من أجل إدامة التقدم من حيث التنوع.
5. توفير فرص التطوير القيادي
يدرك القادة في مؤسسات التعليم العالي أهمية توفير فرص التطوير لأعضاء هيئة التدريس والموظفين في حياتهم المهنية. وخصوصا الذين يتمتعون بالإمكانات والرغبة في تولي دور قيادي مستقبلي. وهذا يساعد مؤسسات التعليم العالي على تعزيز وتوسيع مجموعتها من المرشحين للمناصب القيادية مع السماح للموظفين بالتقدم في حياتهم المهنية في مؤسستهم الحالية.
6. التواصل الفعَّال
يجب على القادة في مؤسسات التعليم العالي أن يكونوا متواصلين فعالين. وأن يكونوا مرتاحين في التعامل مع مجموعة واسعة من الجماهير داخل وخارج الحرم الجامعي وتوحيد وجهات النظر المتعارضة. لذلك، سيحتاج القادة في مؤسسات التعليم العالي إلى استخدام مهارات الاتصال لديهم لتوحيد مجموعات متنوعة من الأشخاص وإدامة التقدم عبر الأقسام.
7. استخدام البيانات في التخطيط الاستراتيجي
يعد فهم البيانات واستخدامها جزءًا مهمًا من التخطيط الاستراتيجي، حيث توفر البيانات أدلة تجريبية لاتخاذ القرار. علماً أن البيانات تلعب دورًا رئيسيًا في إعداد الميزانية والتخطيط المالي. لكن استخدام البيانات يدعم أيضًا العمليات وتطوير السياسات وتطوير المناهج الدراسية وتوظيف الطلاب والموظفين. يجب أن يسعى القادة في مؤسسات التعليم العالي إلى بناء ثقافة يتم فيها تشجيع الموظفين وأعضاء هيئة التدريس على استخدام البيانات لإنشاء خطط استراتيجية ومراقبة تقدمهم. بالتالي التخطيط الاستراتيجي يمكّن القادة في مؤسسات التعليم العالي من تحقيق التوازن بين الاحتياجات قصيرة المدى والخطط طويلة المدى.
8. إدارة التغيير
في بيئة اليوم، أصبح التغيير أمراً لا مفر منه، وهو يحدث على نحو متزايد وبسرعة كبيرة. لذا فإن مهارات إدارة التغيير تساعد القادة في مؤسسات التعليم العالي على تقييم التأثير المحتمل للتغيير. سواء بالنسبة لأصحاب المصلحة الأفراد أو المؤسسة ككل. يعد التواصل والتعاون والاستماع النشط عناصر حاسمة لإدارة التغيير.
9. الدراية باحتياجات التنوع في المجتمعات
بالنسبة للقادة في مؤسسات التعليم العالي، من المهم أن يكونوا على دراية باحتياجات المجتمعات المتنوعة. وأن يفهموا كيف يمكن أن تتقاطع تلك الاحتياجات. يساعد هذا الوعي القادة على تقديم الدعم المناسب وإجراء التحسينات اللازمة لجهود المؤسسة في الالتزام بالتنوع. من خلال التواصل مع الطلاب المحتملين، والأنشطة داخل الحرم الجامعي، وممارسات التوظيف والترقية، وتطوير المناهج الدراسية، ودعم المجتمع.
10. الفضول الفكري
بالنسبة للعديد من القادة في مؤسسات التعليم العالي، فإن تولي منصب عميد أو رئيس قسم أكاديمي أو مستشار يعني المزيد من الوقت في الاجتماعات ووقتًا أقل في القيام بالأعمال العملية التي جذبتهم إلى الأوساط الأكاديمية في المقام الأول. ومع ذلك، فإن النجاح القيادي في مؤسسات التعليم العالي يتطلب الفضول الفكري. فهو يساعد القادة في مؤسسات التعليم العالي على إتقان تخصصات جديدة. والاستجابة لمجموعة متنوعة من التحديات، وبناء بيئة أفضل للتعلم والنمو.
أحد التحديات التي تواجه تطوير المهارات القيادية للقادة في مؤسسات التعليم العالي، هو أن مجرد تعلُّم المفاهيم يختلف عن القدرة على ممارستها. على الرغم من أن المعرفة مهمة، إلا أن القيادة في النهاية هي ما يدركه الآخرون بناءً على كيفية تفاعل وسلوك القائد معهم.