القيادة هي أكثر من كونك مدير، فهي فعل إرشاد الناس والقدرة على توجيه وإلهام ودعم فريق يعمل نحو هدف مشترك. في حين أن التحدث عن ذلك أسهل من فعله وغالبًا ما يكون أكثر صعوبة مما يبدو، ولكنه بالتأكيد قابل للتحقيق. لذا فإن منظمات الأعمال اليوم تستثمر بكثافة في تطوير القيادة. حيث أصبح التدريب والاستثمار في تطوير القيادة صناعة عالمية أساسية لنمو وازدهار المنظمات. على الرغم من ذلك يتم الضغط على المديرين التنفيذيين لتبرير إنفاق الموارد الهامة – الوقت والأفراد والمال – على تطوير القيادة. خاصة في الأوقات الاقتصادية الصعبة ووسط ركود وانكماش الاقتصادات العالمية. وطالما أن الاستثمار في تطوير القيادة يعتبر أمراً ملحاً وضرورياً، فلا بد من ايجاد نهج أو طريقة ابتكارية وجديدة لتحقيق ذلك لا ترهق ميزانية التعلُّم والتطوير وبالتالي ميزانية المنظمة.
نهج جديد
لم تعدْ منظمات الأعمال اليوم قادرة على تحمُّل قادتها بعيدًا عن عملهم لأجل حضور ورش عمل القيادة أو تكريس قدر كبير من الوقت لبرامج التعلُّم والتطوير عبر الإنترنت. لذا فقد حان الوقت لاتباع نهج متكامل لتطوير القادة يتسم بالكفاءة والفعالية ويؤثر بشكل مباشر على نتائج الأعمال النهائية. هذا هو السبب في أن المنظمات التقدمية تستثمر في مستقبل تطوير القيادة من خلال نهج القيادة الرقمية. والتي تبني المهارات القيادية في جميع أنحاء المنظمة أثناء العمل. يعالج هذا النوع من النهج المتكامل للاستثمار في تطوير القيادة بعض من أكبر أوجه القصور في تطوير القيادة التقليدية الذي لم يكن متاحاً إلاَّ لقلة مختارة. مما حد من تأثيرها، إضافة إلى فشل التعلُّم التقليدي في التطبيق الذي أدَّى إلى عدم الفعالية.
طرق ابتكارية واستباقية للاستثمار في تطوير القيادة
فيما يلي بعض الطرق الابتكارية والاستباقية للاستثمار في تطوير القيادة تساعدك كقائد مستقبلي خلال سير العمل لتلبية المتطلبات الفورية لإستراتيجية العمل دون التأثير بشكل كبير على ميزانية التعلُّم والتطوير:
1. عزِّزْ عقلية وثقافة القيادة
المنظمات الذكية لا تتخذ نهجًا واحدًا فقط لتطوير القيادة، بل تدرك أن القيادة تحدث في سياقات مختلفة. حيث تلتزم هذه المنظمات بتطوير عقلية وثقافة القيادة في جميع أنحاء المنظمة بأكملها. وبالتالي تتطلب المنظمة أنواعًا مختلفة من مبادرات تطوير القيادة، اعتمادًا على السياق الذي يقود فيه الموظفون سواء أكانوا ذاتيًا، أو فردياً، أو فريقاً، أو إداريًا، أو تنفيذيًا. وبالتالي ستؤدي هذه المبادرات إلى تحقيق عائد على الاستثمار للمنظمة.
2. اعتمدْ لغة مشتركة للقيادة
أحد الأخطاء التي ترتكبها العديد من مبادرات تطوير القيادة التقليدية هو وجود مجموعة متنوعة من لغات القيادة بناءً على مستويات القيادة داخل المنظمة. عندما يتحدث التنفيذيون بلغة الإستراتيجية فقط. ويستخدم المديرون لغة مختلفة تعلَّموها من تدريبهم الفردي على القيادة، يمكن أن تكون هناك فجوات كبيرة في الاتصال. مع العلم أن لغات القيادة المختلفة تخلق في المنظمة التباين بين عمل الموظفين وما تحاول المنظمة تحقيقه استراتيجيًا. طالما أنك كقائد عمل ناجح تعمل على تعزيز وجود لغة مشتركة للقيادة ترتكز على عملية أداء متسقة عبر جميع سياقات القيادة في المنظمة. فإن ذلك يساعد الأفراد والمديرين وقادة الفريق والمديرين التنفيذيين على تقييم احتياجات وأهداف الأداء المشتركة والاستجابة لها بسهولة.
3. انتقِلْ إلى الحلول الرقمية وأنظمة التعلُّم
يحتاج أخصائيو التعلُّم والتطوير اليوم إلى تبرير التكاليف الآن أكثر من أي وقت مضى. علماً أن توفُّر نقطة سعر واحدة لمنهج القيادة بأكمله بمثابة تحوُّل كبير في سوق تطوير القيادة. لذا يُعدُّ الانتقال إلى الحلول الرقمية وأنظمة التعلُّم لجميع احتياجات تطوير القيادة أكثر منطقية. علماً أنه يمكن للمنظمة أو قسم التعلُّم والتطوير الاشتراك بتكلفة معقولة لا ترهق الميزانيات في برامج التكنولوجية الذكية التي توفِّر منهج القيادة الذي تريده. نتيجة لذلك تتخذ بعض المنظمات التقدمية خطوة استباقية يضمنون من خلالها توفير مناهج تطوير القيادة الخاصة بهم مجمَّعة مع احتياجات البرامج الأخرى، مثل تحديد الأهداف، وإدارة الأداء، والإعداد، والمشاركة، والتقدير، وكذلك مع أنظمة معلومات الموارد البشرية، ونظام إدارة التعلُّم.
4. تحوَّلْ إلى حلول إدارة الأداء المستمر
القيادة فعل يحتاج إلى التدرُّب عليه وليس مجرد شيء يمكن فهمه من كتاب أو ورشة عمل أو دورة تعليمية عبر الإنترنت. لذلك تتحول المنظمات المتقدمة إلى حلول إدارة الأداء المستمر التي تدمج نظرية القيادة مباشرة في أدوات البرمجيات التي تستخدمها بشكل منتظم. حيث يتيح ذلك للقادة والأفراد إجراء محادثات هادفة حول أهداف الأداء التي تعكس أفضل الممارسات في لغة قيادة المنظمة. وبالتالي يمكنهم الرد من خلال المحادثات التي لا تشجع التقدُّم في تلك الأهداف فحسب. بل تلبي الاحتياجات النفسية والتنموية للأشخاص الذين يسعون لتحقيقها. علماً أن المحادثات الفعالة وردود الفعل الجيدة والاعتراف في الوقت المناسب للأداء الجيد هي حيث يمكن للقادة الفعالين أن يكون لهم تأثير أكبر على خبرة العمل ونتائج الأعمال.
5. استثمر في تحليلات البيانات
إن تطوير القيادة من خلال إدارة الأداء المستمر يسمح للمنظمات بممارسة القيادة في تدفق العمل الحقيقي أثناء إنشاء بيانات في الوقت الفعلي حول سلوك القيادة. وبالتالي تتجاوز المنظمات الذكية المشاركة أو استطلاعات الرأي، من خلال استثمار ومواءمة بيانات التكلفة مع مجموعات البيانات التقليدية. هذا يخلق مستوى أعمق من ذكاء القيادة حول مدى جودة أداء القادة في خلق ثقافة القيادة.
كقائد استراتيجي ومدير مستقبلي كن استباقياً وانتقل إلى مبادرة تطوير القيادة في القرن الحادي والعشرين. التي تتماشى لحل العديد من تحديات الأعمال من خلال حلول القيادة الحديثة.