نجاح الأعمال اليوم يعتمد بشكل كبير على التأكد من توفُّر المهارات اللازمة لتحقيقه. لذا على قادة العمل تطوير إدارة المهارات في منظماتهم. علاوةً على ذلك، التغيرات والتطورات المتسارعة في عالم الأعمال، لا سيما في مجال التكنولوجيا، أدَّت إلى تحوُّل كبير في طبيعة الأعمال والمهارات اللازمة لتنفيذها. لذا يواجه الكثير من القادة الآن مشاكل متعددة بسبب فجوة غير متوقعة في المهارات. لذلك، كمدير مستقبلي، أن تصبح أفضل في إدارة المهارات أمر لا بد منه الآن لإبراز فرص تحسين المهارات وإعادة صقلها والحفاظ على استمرار العمل.
ما هي إدارة المهارات
هي عملية فهرسة مهارات القوى العاملة وتعيينها وفقًا لاحتياجات المنظمة الحالية والمستقبلية. كذلك أيضاً تزوِّد قادة العمل والمدراء بمعلومات حول المهارات الموجودة داخل المنظمة حتى يتمكنوا من معالجتها واستخدامها بفعالية. نتيجة لذلك تضمن المنظمة أن لديها الخبرة التي تحتاجها لتكون ناجحة ومستدامة في مشهد متغير وتنافسي. كذلك أيضاً فهي تعتبر جزء أساسي من إدارة الموارد وتخطيط القدرات. علماً أنها تتضمن تعيين خبرة الموظفين وخبراتهم على أكمل وجه ممكن من خلال التعرُّف على مهاراتهم وكفاءاتهم وفهمها، وكيف يمكن بعد ذلك تعيينهم في وظائف لتحسين العمليات التشغيلية، وتعزيز مستويات الرضا الوظيفي لديهم. علاوةً على ذلك، تساعد إدارة المهارات السليمة الموظفين أيضًا على تحقيق أقصى استفادة من مواهبهم وقدراتهم، وتحدِّد أيضًا أي مجالات للتركيز عليها في تطويرهم المهني.
أهمية إدارة المهارات
للحفاظ على النمو والابتكار، تحتاج المنظمات إلى تمكين القوى العاملة لديها من خلال صقل المهارات وإعادة تشكيلها، والحفاظ على النمو الوظيفي الفردي والابتكار. علماً أن إدارة المهارات يمكن أن تساعد المنظمات في تحديد الفجوات في مهارات القوى العاملة الحالية وكيف يمكنهم الاستعداد للمستقبل. بالتالي، عندما يتم تطوير وتنفيذ بروتوكولات إدارة المهارات بنجاح، يتم توسيع مجموعات مهارات الموظفين من خلال التدريب لمطابقة متطلبات وظيفتهم الحالية بشكل كامل. كذلك أيضًا لمطابقة متطلبات المهارة للوظائف الأخرى داخل المنظمة. عندما تتطابق مجموعة مهارات الموظف مع متطلبات مهارة وظيفته، يكون ذلك بمثابة فائدة تعود على الموظف والمنظمة. فضلاً عن ذلك، هي مهمة على المستوى التشغيلي والاستراتيجي، حيث تدعم الأداء العالي الآن وفي المستقبل. في نهاية المطاف، يصبح الموظفون أكثر سعادة لأن لديهم المهارات اللازمة لأداء عملهم. كذلك أيضاً تصبح المنظمة أكثر كفاءة وإنتاجية مما يساعد على تحقيق النتيجة النهائية.
تحديات إدارة المهارات
في عالم الأعمال اليوم تعتبر إدارة المهارات مهمة، ولكنها تواجه الكثير من التحديات لأن المنظمات أصبحت تواجه:
- الركود والانكماش الاقتصادي العالمي
- التغيرات والضغوط في ارتفاع التكاليف
- التغييرات الكبيرة في أساليب العمل والتعقيد الإضافي للعمل عن بعد
- الزيادة المطَّردة في حجم فرق العمل
- التحديات في التوظيف والاحتفاظ بأفضل المواهب
- التطورات التكنولوجيِّة الرقمية والتحوُّل الذكي، لا سيما الذكاء الاصطناعي والأتمتة
من خلال التخطيط الاستباقي وإدارة المهارات بشكلٍ فعَّال في المنظمات، يمكن لقادة العمل والمدراء المستقبليين مواجهة هذا التغيير وهذه التحديَّات والتغلب عليها من خلال:
- تحسين عائد الاستثمار على الموارد
- الاحتفاظ بالموظفين من خلال تعزيز التعلُّم والتطوير
- تطوير المهارات والمسارات الوظيفية
أفضل ممارسات إدارة المهارات
1. البدء بخطوات متأنِّية ومنهجية
عملية تحديد وتحسين جميع المهارات على مستوى المنظمة ليست أمراً سهلاً. لذا من الأهمية أن تبدأ هذه العملية بخطوات متأنِّية ومنهجية. حيث يفضَّل البدء بتحديد المواهب أو الصفات الأساسية للمنظمة، ثم التعامل مع أفضل المهارات المطلوبة في كل منصب.
2. تمكين الموظفين من النمو مهنياً
من الأهمية تواصل قادة العمل والمدراء مع الموظفين عندما يحتاجون إلى التطور وتمكينهم من تحديد كيف سيستمرون في النمو مهنيًا. عندما يعرف الموظفون أدوارهم بشكلٍ أفضل، فإنهم يستطيعون إنشاء قائمة بالمهارات الأساسية المطلوبة لتنفيذها.
3. استخدام الأنظمة والبرامج الرقمية
يعد استخدام الأنظمة والبرامج الرقمية طريقة رائعة لتنفيذ نظام موحد لتقييم وتتبُّع وتطوير المهارات عبر المنظمة. حيث تسمح هذه البرامج باتباع نهج أكثر تنظيماً ودقةً لإدارة المهارات، وبالتالي توفير الوقت والجهد والمال.
إدارة المهارات لها جانبيْن أساسيان، جانب بشري يتعلق بإدارة قدرات الموظفين، وجانب مؤسسي يتعلق بإدارة القدرات المطلوبة للوظائف. بالتالي نجاح المنظمات يعتمد إلى حد كبير على مهارات القوى العاملة وكفاءاتهم ومواهبهم. لذا من الضروري تعزيز إدارة المواهب للتعرُّف على قدراتهم واكتشافها، حيث يؤدي القيام بذلك إلى تسهيل تعيين الموظفين المناسبين للوظيفة المناسبة في الوقت المناسب.